منذ 77عاما "صرخ" عبد الرحمن الأبنودى صرخته الأولى، والتى ربما جاءت مختلفة "بحس شاعر" ثم دارت الأيام دورتها، وأصبح الأبنودى شاعر الصعيد الأول وشاعر مصر الأبرز وشاعر الإنسانية الكبير، فى الخمسين عاما الأخيرة.
تعدى "الأبنودى" كونه شاعرا يتغنى بالحب والكراهية، فقد حقق مفهوم العقاد عن "الشعر" عندما خاطب "العقاد" "شوقى قائلا: اعلم - أيها الشاعر العظيم أن الشاعر من يشعر بجوهر الأشياء لا من يعددها ويحصى أشكالها وألوانها وأن ليست مزية الشاعر أن يقول لك عن الشىء ماذا يشبه وإنما مزيته أن يقول ما هو ويكشف عن لبابه وصلة الحياة به" هكذا كان الأبنودى يحس ويشعر بما يقوله، وعليه فإن كل من أراد أن يقلد "الأبنودى" انتهى "مسخا" شعريا، ليس هذا تأليها للأبنودى ولا لشعره، لكنه التأكيد على أن الأبنودى منذ البداية كان واعيا لفكرة أن يكون "نفسه" وابن تجربته، وألا يصبح هو "مسخا" يقلد غيره، لذا احتفظ بصوته "الخاص" وغرد به "وحيدا".
تشبه سيرة عبد الرحمن الأبنودى الشعرية "الحكايات الأسطورية" فبها قدر من الفرح والحزن والحكى والسرد الحقيقى والخيالى والواقعى والفانتازى، كل شيء كتبه يشبه "ملامح وجهه" ملامح مصرية خالصة بسمات إنسانية عامة، تشعر بالشبه الشديد بينه وبين "نيلسون مانديلا" الزعيم الإفريقى، ويقول هو بأن "ناجى العلى" الفنان الفلسطينى كان يشبهنى تماما.
قصائد الأبنودى متشحة بالحزن الشفيف الذى يمس القلب ولا تجرحه لأنه "حزن ممتلئ بالفلسفة"، وحياته أيضا يسكن الحزن تفاصيلها، جاء الأبنودى من الصعيد ومعه أمل دنقل ويحيى الطاهر عبد الله يمثلوا معا ثلاثة أسباب تجعل للصعيد طعما مختلفا وتجعل للحزن ألقا غريبا.. غنى الأبنودى للصعيد وناسه وللسوايسة ووجعهم ولمصر وهمومها.. ويظل شعره قصيدة طويلة تكتب الروح إبداعا.
موضوعات متعلقة..
- "الأبنودى": المرض لن يمنعنى عن المشاركة فى حفل افتتاح قناة السويس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة