وقد أقيم فى مركز “مارتن لوثر كينج” التابع لجامعة “مورهاوس” الأمريكية حفل توزيع جوائز السلام التقليدى بمشاركة المئات من الأكاديميين والنشطاء ونخبة من المدعوين.
وألقى البروفيسور لورانس كارتر عميد مركز مارتن لوثر كينج كلمة خلال مراسم حفل توزيع الجوائز المنظم فى ولاية “أتلانتا” الأمريكية، قال فيها إن هذه هى المرة الأولى التى يحصل فيها عالم دين مسلم على وسام السلام للعام.
كولن
وأضاف كارتر: “فخورون اليوم لأننا نقدم هذه الجائزة لفتح الله كولن؛ ذلك الرجل الذى نشر تعاليم الإسلام التقليدية فى جميع أنحاء العالم، ويساهم فى إحلال السلام العالمى، وظهر ذلك عندما استنكر الهجوم الإرهابى على مركز التجارة العالمى فى نيويورك فى 11 سبتمبر 2001 عبر نشره بيانًا فى صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أدان فيه الهجوم”.
الجهاد ليس بالقتل
وتابع كارتر: “يشرفنا منحك هذه الجائزة لأنك رفعتَ صوتك ضد العمليات الانتحارية، وقلتَ إنه لا يمكن ممارسة “الجهاد” عن طريق قتل الأبرياء. فخورون بك لأنك قلتَ إن القيم الإنسانية والأخلاق يجب أن تكون القيمة المشتركة التى يتحلى بها جميع الناس، كما نفخر بك لأنك لا تدعو للتمييز ونثرِ بذور الانشقاق والانقسام بين الناس انطلاقاً من الاختلاف فى العنصرية والعرق والجنس والأمة، بل تقدِّم هذا الوضع الطبيعى للإنسانية على أنه اختلاف من شأنه أن يجمع الناس ببعضهم البعض من الناحية المعنويّة”.
وتابع: “فخورون بك لمجهوداتك فى تحقيق الانسجام بين الفروق والاختلافات على الصعيد العالمى استناداً إلى معتقداتك ووجهة نظرك. فخورون بك لأنك أكّدتَ للناس أن أفضل تعليم يمكن تحصيله فى الحياة الدنيا ليس المعلومة فحسب، بل نصحتهم بإقامة وفاق ومواءمة بين كل المخلوقات”.
مجتمع حركة الخدمة
وعقب كلمة العميد، قرأ الدكتور ألباى أصلان دوغان الذى تسلم الجائزة باسم كولن، الرسالة النصية التى كتبها كولن بمناسبة حصوله على جائزة السلام. حيث قال كولن فى رسالته: “أتسلمُ هذه الجائزة ليس باسمى، بل باسم أفراد مجتمع حركة الخدمة الذين نذروا أنفسهم لخدمة البشريّة دون انتظار مقابل من أحد. إن الذين يستحقون هذه الجائزة حقًّا هم المعلمون المربون الذين يضطلعون بمهامهم التعليمية بالقرب من القطب الشمالى بعيدين عن وطنهم بآلاف الكيلومترات، ويعيشون فى أجواء باردة تصل لـ50 درجة تحت الصفر، وأولئك الذين أبقوا أبواب مدارسهم مفتوحة على مصراعيها فى شمال العراق بالرغم من احتلال تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابى “داعش” لهذه المنطقة، والمعلمون الذين يقدمون التعليم للطالبات فى كل من نيجيريا وأفغانستان، والأطباء والممرضات وموظفو المساعدات الإنسانية الذين يقدمون خدمات فى ظل ظروف عصيبة فى الصومال والسودان، ورجال الأعمال الذين يتسابقون ويعملون على قدم وساق لتقديم مشاريع خيرية فى تلك البلاد بالرغم من معاناتهم أزمات مالية. إن هذه الجائزة الرمزية المقدمة لشخصى ترجع فى حقيقة الأمر إلى مجهودات فدائيى المودة والمحبة الذين ينحدرون من أقوام وديانات وأعراق مختلفة”.
جلال الدين الرومى
وقال البروفيسور سكوت ألكسندر خلال كلمة ألقاها على هامش حفل توزيع الجوائز إن الأستاذ فتح الله كولن أشبه بمولانا جلال الدين الرومى فى الوقت الراهن، معيدًا إلى الأذهان أن كولن يدعو دومًا إلى السلام والتسامح فى فعالياته والمطالبة بحقوقه والخدمات التعليمية التى يقدمها على المستوى العالمى. وأضاف “مبدأ“ العفو عن الناس”الذى يُعدّ أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم هو أحد المبادئ الأساسية لحركة الخدمة. كما أن كولن الذى يقول إن مشاعر الكراهية هى سمّ القلب سعى طوال حياته للنأى بمحبى “الخدمة” عن هذه المشاعر التى لا يستحبها ولا يرحب بها الدين الإسلامى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة