لعشر سنوات رأيت أننى أصلى خلف رجل يرتدى عباءة بيضاء
يبدأ الدكتور جفرى لانغ، فى كتابه "الصراع من أجل الإيمان.. انطباعات أمريكى اعتنق الإسلام" سرد تفاصيل الحلم الذى راوده منذ أن كان صغيرًا، فى الصف الثالث من التعليم المدرسى، ورأى فى منامه نفسه بين مجموعة من الشباب يقفون فى صفوف متراصة، وحينما نظر إلى الأمام وجد أن شخصًا ما يؤم الصلاة، ويرتدى عباءة بيضاء، ولمرات عديدة تكرر هذا الحلم، إلا أنه لم يهتم به، وظل يتكرر هذا الحلم لعشر سنوات، ثم تصادف حلمه ذات مرة حينما قرر مدرس التربية الدينية طرده من الفصل، لأنه لم يقتنع بشرح الكاهن الذى حاول أن يقنع الطلاب بوجود الله.
رأيت أن ما يشرحه الكهنة فى الكنائس غير كافٍ فاتهمت بالإلحاد
فرأى "جفرى لانغ" أن ما يشرحه الكاهن غير كافٍ، فتم طرده واتهم بالإلحاد، إلا أنه لم يتخل عن إيمانه بالله، حيث كان يرى أن بل حاول أن يعبر رأيه بأن ما شرحه الكاهن فى حصة التربية الدينية غير كافٍ، خاصة أنه حينما كان يذهب إلى الكنسية فيما بعد يوم الأحد كان يشعر بأن الكاهن الذى ليتكلم لأناس آخرين غير الموجودين، أو لمن لديهم إيمان مسبق.
جفرى لانغ: عالم الملحد صغير جدًا
ويرى "جفرى لانغ" أن الملحد يكون إله عالمه الخاص به، ولكنه عالم صغير جدًا، لأن حدود هذا العالم قد حددتها إدراكاته، وهذه الحدود تكون دومًا فى تناقش مستمر، أما الرجل المؤمن فيمتلك إيمانًا بأشياء توفق إحساسه أو إدراكه، فى حين أن الملحد لا يستطيع حتى الثقة بتلك الأشياء، وليس لديه شىء حقيقى تقريبًا ولا حتى الحقيقة ذاتها.
بداية التحول والاقتراب من الإسلام
ويبدأ التحول لدى "جفرى لانغ" حينما يتعرف على الدكتور محمود قنديل وزوجته، فى الجامعة، حتى ويصبحوا أصدقاء مقربين، إلى أن يقوما بإهدائه القرآن الكريم وعددا من الكتب الإسلامية، وذلك بعدما دارت بينهم حوارات لم تتعمق فى الدين كثيرًا.
القرآن يجادلك وينتقدك ويخجلك ويتحداك
ويقول "جفرى لانغ" إنه دهشته كانت حينما قرأ القرآن، حيث إنه "يجادلك وينتقدك ويخجلك ويتحداك، وبدا لى أن مبدع القرآن كان يعرفنى أكثر مما كنت أعرف نفسى، فالفنان يستطيع أن يجعل العين فى أى لوحة يرسمها، تبدو وكأنها تنظر إليك حيثما كنت منها، ولكن أى مؤلف يستطيع أن يكتب كتاباً مقدسًا أن يتوقع حركاتك وسكناتك اليومية؟ لقد كان القرآن يسبقنى دومًا فى تفكيرى ويزيل الحواجز التى كنت قد بنيتها منذ سنوات، وكان يخاطب تساؤلاتى".
موضوعات متعلقة..
-باحث أمريكى يزعم: الأساطير تسيطر على الموروثات المسيحية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة