تدقيق فى الأهداف العسكرية
ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين وعرب قولهم إن الولايات المتحدة توسع دورها فى حملة السعودية فى اليمن، وتدقق فى الأهداف العسكرية وتبحث عن سفن تحمل أسلحة إيرانية متجهة لليمن فى ظل مخاوف متزايدة بشأن المهمة التى تقودها السعودية.
أوضحت الصحيفة أن المسئولين الأمريكيين يقلقون من أن تزايد الخسائر بين المدنيين سيقوض الدعم الشعبى فى اليمن وفى دول عربية سنية أخرى تدعم الحملة. وقد قتل 648 مدنيا منذ بدء التدخل، وضربت الطائرات السعودية مستشفيات ومدارس ومعسكر للاجئين وأحياء سكنية، وفقا لمسئولى الأمم المتحدة. وقد ألقى السعوديون باللوم على المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران وحلفائهم اليمنيين فى سقوط خسائر بين المدنيين، وقالوا إنهم بذلوا قصارى جهدهم للحد منها.
وقال مسئولون سعوديون إنهم يأملون الحد من القدرات العسكرية للمتمردين الحوثيين الذين سيطروا على كثير من اليمن، وإعادة الرئيس عبد ربه منصور هادى إلى السلطة بعدما أجبره المسلحون على الفرار من البلاد.
تشكك أمريكى فى جدوى الضربات
وتقول الصحيفة إن إدارة أوباما متشككة من أن الضربات الجوية ستعكس مكاسب الحوثيين. ويقول المسئولون الأمريكيون القلقون من مخاطر تدخل أكثر مباشرة من قبل إيران، إنهم يحثون السعوديين على أن يضعوا نصب أعينهم وقف تقدم المتمردين وتحقيق ما قد يرقى إلى جمود فى أرض المعركة يدفع كل الأطراف إلى طاولة المفاوضات.
وذهبت الصحيفة إلى القول إن سبعة عشر يوما من القصف الجوى والبحرى السعودى قد منعت الحوثيين من السيطرة على ميناء عدن الرئيس، لكنها فشلت فى إحباط تقدمهم فى أماكن أخرى. وقد جعلت الحملة اليمن، الذى يعد واحدا من أفقر دول العالم مركزا لمعركة إقليمية بالوكالة، مع مخاطر كبيرة لإدارة أوباما. وأدى الاتفاق الذى تم التوصل إليه بين إيران والقوى الغربية بشأن برنامجها النووى إلى رفض السعودية وحلفائها السنة ما يرون أنه جهود طهران لبسط نفوذها فى الشرق الأوسط.
قلق من تغيير أهداف الحرب
ويشعر المسئولون الأمريكيون بقلق متزايد من أن بعض القادة السعوديين ربما يغيرون أهداف الحرب، ويريدون قصف المتمردين فى شمال البلاد، وفقا لمسئولين مشاركين فى المناقشات، وتلك الحملة الممتدة ربما تستغرق عاما أو أطول، بحسب التقديرات الاستخباراتية الأمريكية.
وفى اجتماعات عقدت مؤخرا، قال مسئولون سعوديون لنظرائهم الأمريكيين إنهم يريدون أن تكون الحملة الجوية حاسمة ولا يريدون أن يقوموا بإجراءات غير كاملة لأنهم يعتقدون أن الحوثيين سيستخدمون أى توقف لتنظيم أنفسهم مرة أخرى وبدء هجومهم لاحقا.
اليمن مجتمع قبلى يحترم القوى
ويقول المسئولون السعوديون إن لا يريدون أن يقطعوا الحملة الجوية قبل الأوان، على أساس أن اليمن مجتمع قبلى يحترم القوى. وقد نصح البيت الأبيض المملكة بالالتزام بأهداف محددة بشكل أكبر لما يتم قصفه، وبأهداف سياسية لتجنب الغرق فى حملة لا نهاية لها.
ويريد المسئولون الأمريكيون أن يجدوا مخرجا دبلوماسيا سريعا للقتال، والذين يمكن الولايات المتحدة من استعادة عمليات مكافحة الإرهاب فى البلاد واستئناف ضربات الطائرات بدون طيار ضد القاعدة فى شبه الجزيرة العربية المتمركزة فى اليمن، وهى العمليات التى تقلصت بسبب القتال الشهر الماضى.
مخاوف من تفكك الجيش اليمنى
ويشعر المسئولون الغربيون والعرب بالقلق من أن يتم تفكيك الجيش اليمنى بمرور الوقت بسبب الحملة السعودية المطولة التى لن تكون قادرة على تحقيق الاستقرار المطلوب لتحقيق التحول السياسى.
ووفقا للمسئولين الأمريكيين، فإن السفير السعودى لدى واشنطن، عادل الجبير، قدم قبل أسبوع من بدء الحملة، قائمة سعودية تمهيدية بأهداف لها أولوية كبيرة فى اليمن لمدير السى أى إيه جون برينان.
وعندما قدم الجبير القائمة لبرينان، لم يكن البيت الأبيض قد قرر بعد المدى الذى يمكن أن تساعد به الولايات المتحدة فى الحملة الجوية السعودية، إلا أن المسئولين الأمريكيين قالوا إن البيت الأبيض فوض مخططى الحرب فى البنتاجون بالتحقق من الأهداف ضد المخابرات الأمريكية وتقديم الخلفية للسعوديين لإعلامهم عن ضرباتهم الأولية.
وتوصل مخططو الحرب بالبنتاجون إلى أن بعض الأهداف المحتملة لم تكن ذات قيمة عسكرية كبيرة، بينما كانت هناك أهداف أخرى لها احتمال كبير للتسبب فى خسائر مدنية لقربها من المراكز السكنية. ثم نقل المسئولون الأمريكيون تلك المخاوف للسعوديين، وقال المسئولون السعوديون إنهم عدلوا القائمة بعد مراجعة ما قدمه البنتاجون.
الموضوعات المتعلقة:
مقاتلات "عاصف الحزم" تقصف مواقع للحوثيين وعلى عبدالله صالح باليمن