وعشق "اليمن"..

"جونتر جراس" تعاطف مع قضية العرب فأحبوه..ولم يقرأ سوى نجيب محفوظ

الأربعاء، 15 أبريل 2015 06:00 م
"جونتر جراس" تعاطف مع قضية العرب فأحبوه..ولم يقرأ سوى نجيب محفوظ الكاتب العالمى جونتر جراس
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان لوفاة الكاتب الألمانى جونتر جريس" أثرا قويا على المشهد العربى، فقد اعتبر المثقفون العرب أنهم خسروا داعما أساسيا فى القضية الفلسطينية وعدوا واضحا للعدوان الإسرائيلى، لذا كان الاهتمام كبيرا من الكتاب العرب.

كتب الكاتب عبده وازن فى جريدة الحياة تحت عنوان "«النازى» جونتر جراس روائى النضال الإنسانى" جونتر غراس ظاهرة فريدة فى الأدب الألمانى والعالمى، كما فى النضال السياسى والانتماء الإنسانى والمعارضة الديموقراطية. شخصية تقاطعت فيها شخصيات عدة: روائى وكاتب مقالات وشاعر وفنان، اشتراكى وليبرالى ويسارى على طريقته، غرق أيام الفتوة فى وحول النازية ثم ثار عليها وهجاها بعد الجرائم التى ارتكبتها، وعندما سقط جدار برلين عارض الوحدة الألمانية الجديدة، وذريعته «الحفاظ على الإرث الاشتراكى للجمهورية الألمانية الديموقراطية» على رغم انتمائه إلى الجمهورية الغربية.
لا ينفصل أدب غراس الروائى عن نضاله السياسى، وهو بصفته كاتباً ملتزماً أعاد النظر فى مفهوم الالتزام، جاعلاً من السياسة حافزاً أدبياً ومن الأدب حافزاً على مواجهة السياسة فى مفهومها الرحب، ومرسخاً مقولته الشهيرة «الكاتب هو الضمير النابض للشعب». وراح عبر الكتابة ينقل النواحى المنسية للتاريخ والذاكرة، منتصراً للمهزومين والمهمشين والمقموعين ولكن من غير تجهم وأسى، بل عبر السخرية الحادة والواقعية المشرعة على الأسطورى و «الباروكى».

بينما كتب إسكندر الديك تحت عنوان "قارع الطبل غادرنا" فى حياته العامرة بالنقاشات الأدبية والفنية والسياسية، بدءاً من صعود نجمه فى أواخر خمسينات القرن الماضي، رفض جونتر غراس باستمرار لقب «الأديب القومى»، لكنه تحوّل رغماً عنه شيئاً فشيئاً ليحمل ليس فقط هذا التصنيف، بل وليصبح أيضاً أديباً عالمياً و"سلطة أخلاقية" تفعل فعلها فى المجتمع، وتقاس المواقف والآراء بها، بخاصة بعد نيله جائزة نوبل للآداب عام 1999. ويعود الفضل فى ذلك إلى روايته الخالدة «الطبل الصفيح» الصادرة عام 1979 التى تعد تأريخاً سياسياً لا مهادنة فيه لما شهدته أوروبا والعالم على يد هتلر والنازيين خلال الحرب العالمية الثانية بأسلوب أدبى رمزى.

وكتب سمير جريس "الروائى الرائد خاض حروب القرن" قائلا لعل المقولة التى لاحقت المتنبى تنطبق تماماً على روائى ألمانيا الأشهر جونتر جراس (1927 – 2015) الذى ملأ دنيا الأدب فى ألمانيا وخارجها، وشغل الناس بأدبه ومواقفه السياسية. منذ أول ظهور له خلال الاجتماع السنوى لـ «جماعة 47» الأدبية الأسطورية عام 1958.
وجونتر جراس هو الأديب الحداثى، والوجه الأبرز للأدب الألمانى بعد الحرب العالمية الثانية، وأكثر الأدباء الألمان تأثيراً فى الأدب العالمى، وبروايته «الطبل الصفيح» أصبح نموذجاً للعديد من الأدباء فى العالم الذين اقتدوا بهذه الرواية .
ولعل شهرة جراس فى المنطقة العربية ارتكزت أساساً على مواقفه السياسية. وبالرغم من ترجمة عدد كبير من أعماله إلى العربية، فلا نستطيع القول إنه قُرئ عربياً على نطاق واسع، أو أثر فى الأدباء العرب، مثلما فعل بعض أدباء أميركا اللاتينية على سبيل المثل. جونتر جراس أيضاً لم يعرف إلا القليل عن الأدب العربى. زار حامل نوبل اليمن مرتين، عامى 2002 و2003، وهناك التقى بعدد من المثقفين العرب، مثل أدونيس ومحمود درويش وجمال الغيطانى ونجوى بركات وحسن داوود. وعندما سألته فى صنعاء عن الأعمال التى قرأها بالعربية قال أنه لم يقرأ سوى عدد قليل من روايات لنجيب محفوظ التى أعجبته بالرغم من كلاسيكيتها، لا سيما رواياته الأخيرة. أما ما خلب لب غراس، فلم يكن الأدب العربي، بل العمارة اليمنية التى أحبها كثيراً، ولهذا تبرع بمبلغ لإنشاء مدرسة للعمارة الطينية فى شبام للحفاظ على هذا التراث المعمارى الجميل.


موضوعات متعلقة..


بعد وفاة الكاتب الألمانى "جونتر جراس".. إسرائيل ترتاح من أشهر أعدائها.. الأديب العالمى ناصر القضية الفلسطينية.. وشن هجومًا على الصهيونية.. وانتقد سياسة بلاده فى دعم تل أبيب






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة