دوامة مضطربة من التغيير
ويقول أجناتيوس إن هؤلاء الطلاب يشعرون بما بدأ العديد من خبراء الشرق الأوسط يتحدثون عنه، فالمنطقة محاصرة فى دوامة مضطربة من التغيير، والتى من المرجح أن تستمر لسنوات، وربما عقود. والعوامل التى تقود هذا التغيير هى قوى سياسية واجتماعية واقتصادية وديموجرافية ليس لدى الولايات المتحدة أو القوى الخارجية الأخرى سيطرة كبيرة عليها. وبالنسبة للأجيال القادمة، فإن عدم الاستقرار سيكون القاعدة فى الشرق الأوسط وليس الاستثناء.
ويتابع الكاتب قائلا إن التنبؤات بالمستقبل التى تستند على الاتجاهات الحالية دائما ما تكون محفوفة بالمخاطر لأن المحللين لا يستطيعون التنبؤ بأحداث "البجعة السوداء" غير المتوقعة، التى تسفر عن تغيير جذرى. فلم يكن أحد أبدا يتوقع أن قيام بائع خضروات تونسى بإشعال النار فى نفسه عام 2010 سيبدأ شلالا من الثورة والحرب الأهلية فى الشرق الأوسط. وبدرجة مماثلة، لا نستطيع أن نتوقع أن الأمور يمكن أن تسفر فى النهاية عن استعادة التوازن.
الشرق الأوسط مضغوط اقتصاديا
وتشير البيانات الاقتصادية والديموجرافية إلى منطقة مضغوطة بالفعل بسبب بطء النمو وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب. وتلك المشكلات يعقدها تدفقات اللاجئين من حروب العراق وسوريا وليبيا واليمن، وتتفاقم بتراجع أسعار النفط الذى يعيق قدرة السعودية على تقديم حاجز.
صورة اقتصادية قاتمة
ويشير الكاتب الأمريكى إلى أن أحدث التوقعات الاقتصادية العالمية التى أصدرها صندوق النقد الدولى هذا الشهر تقدم صورة قاتمة. حيث ستصل البطالة إلى 13% فى مصر وتونس هذا العام، وتصل لحوالى 12% فى الجزائر. ولا ينمو الاقتصاد بشكل سريع بما يكفى لتوفير وظائف كافية للشباب. ومن المتوقع أن يكون النمو هذا العام 1.3% فى العراق، و2.5% فى لبنان، و2.6% فى الجزائر، و3.8% فى الأردن، و4% فى مصر.
وتراجعت توقعات النمو فى السعودية أكثر من 1.5 نقطة لتصل إلى 3% هذا العام، ومن المتوقع ان تواصل التراجع العام المقبل بسبب أسعار النفط.
مشاكل السعودية الداخلية أصعب
ويشن السعوديون حربا يصفها الكاتب بالدموية فى اليمن، مقتنعين بأن التهديدات لأمنهم خارجية، لكن المشكلات الأصعب ربما تكون داخلية، مع تراجع الميزانية السعودية لما حذر صندوق النقد الدولى من أنه قد يكون عجزا جوهريا هذا العام والعام القادم.
ويقول أجناتيوس إن الجسم السياسى للشرق الأوسط الذى أضعفه هذه الاضطرابات، قد دمرته الحروب الأهلية والطائفية. فقدرت اللجنة الدولية للإنقاذ هذا الشهر أن حوالى 11.4 مليون سورى، أو نصف الشعب قد فروا من منازلهم. والكارثة السورية أثرت على المنطقة كلها، فالفقر أصبح أكثر من الضعف فى كردستان العراق، وفقا لتقرير أخير صادر عن البنك الدولى.
التواء هياكل الحكم الضعيفة
ونتيجة لذلك، التوت هياكل الحكم الضعيفة فى الشرق الأوسط، فأصبحت الجماعات المتطرفة أكثر قوة. وأكثرها فعالية هو تنظيم داعش الذى انبثق من بقايا تنظيم القاعدة فى العراق، لكن العديد من الجماعات الأخرى عبر المنطقة بدأت تثير الغضب الشعب بقواعد دعم طائفية وقبلية. وحتى لو كان هناك إمكانية لإضعاف داعش فى العراق وسوريا خلال السنوات الثلاثة المقبلة، كما يامل الرئيس أوباما، فإن الاضطراب الكامن فى المنطقة يمكن أن يفرخ داعش 2 وداعش 3.
الموضوعات المتعلقة:
- بفضل الإصلاحات وانخفاض أسعار النفط.. البنك الدولى يتوقع نمو الاقتصاد المصرى بنسبة 4% فى 2015.. وتقديرات بخسائر بإجمالى 215 مليار دولار فى دول مجلس التعاون الخليجى بسبب انهيار أسعار الخام
عدد الردود 0
بواسطة:
العتيبي
ههههه والله حاله كل ساقط وماقط غربي وشرقي يحلل هو وطلبته عن مصير أمم طيب انا ساحلل