ففى هذا الحى لا أحد يبتسم أو يتبادل التحية، الكل يدسّ عيونه فى الأرض ولا يرفعها إلا قليلا، ترتفع الأيدى فى تلويحة مبتورة وتعود إلى مكانها بسرعة متناهية، ارتفاعها يشى أنها تحية وفى حقيقة الأمر هى ساتر لحجب العين من الابتعاد عن الطريق المرسوم لها.
ويقول الراوى:"أقطن هذا البيت منذ عشرين عاماً، تزيد قليلاً، لم يبادلنى فيها أحد الزيارة ولم أجالس أحداً لمعرفة أخباره، وخلال هذه السنوات نبتت فى داخلى العزلة، ولم أعد حريصاً على معرفة ما يدور فى الجوار، وأيقنت أن واحدنا يعيش كخلية واحدة غير قابلة للانقسام أو كقبور متجاورة كل شخص فى قبره".
جدير بالذكر أن عبده خال كاتب وروائى سعودى، صدر له فى الرواية عن دار الساقى "الطين"، "فسوق"، "مدن تأكل العشب"، "لوعة الغاوية"، "ترمى بشرر"، "الموت يمرّ من هنا"، الأيام لا تخبّئ أحداً"، "نباح"، وفى القصة "ليس هناك ما يبهج".
وفازت روايته "ترمى بشرر" بالجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" عام 2010، وترجمت العديد من قصصه إلى اللغة الإنجليزية.
موضوعات متعلقة..
"كاريزما آرت".. مكتبتك فى جيبك.. وذكرياتك فى ميدالية مفاتيحك
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة