أطروحات بحيرى مرتبكة
وأضاف الأزهرى فى بيان له، منذ قليل، أن الأطروحة المرتبكة مردودة مهما كان قائلها، بل نزداد حلما ورفقا بالمخالف أضعاف ما نبذله من الحلم وحسن الخلق مع الموافق، وفى النهاية فالمعيار الوحيد هو التاريخ، الذى لا يحتفظ إلا بما كان متقنا مهذبا منهجيا، ويذوب فيه ما كان مشوشا، ولابد من عودة الاحترام للعلم وقواعده، ولابد من فتح باب النقد العلمى النزيه، لأنه هو الذى يحرك العقول، ويصنع العلم، أما التطاول واللعن وفحش القول فهو غير مقبول بالمرة.
تجديد الخطاب الدينى معناه إزالة كل ما يتم إلصاقه بالشرع
وأوضح الأزهرى أن تجديد الخطاب الدينى معناه إزالة كل ما يتم إلصاقه بالشرع الشريف من مفاهيم مغلوطة، أو تأويلات منحرفة، هذا من ناحية، وإزالة كل ما تم إلصاقها به من اتهامات قبيحة تصف تراثه ومناهجه وعلومه بالعفن والقمامة، حتى يتحرر دين الله من كل تلك الأغلال، التى تحير الإنسان، مع الحرص فى الوقت نفسه على تشغيل مصانع الفكر، التى تسلل الصدأ إلى تروسها ومفاصلها، فتجمدت وعقمت، لتعيد صناعة العلماء المتمكنين، وإنتاج الفقه والفكر المنير، الذى يحافظ على مناهج الفهم، ويحقق مقاصد الشريعة، ويبنى منظومة الأخلاق، ويحفظ الوطن، ويحقق العمران، ويكرم الإنسان.
ودعا الأزهرى إلى حرية الفكر، وإعمال العقل، والإبداع العلمى، الذى يمكن به بناء العلم والمعرفة وصناعة الحضارة، ورفض المنع والقمع والمقاضاة لأى أطروحة فكرية مهما كانت، والفكر لا يواجه إلا بالفكر، وصراع العقول مفيد على كل حال، لأنه هو الذى يولد الحضارة.
لا تقديس للأشخاص ولا للمناهج
وأشار الأزهرى إلى أنه لا تقديس للأشخاص ولا للمناهج، ولا لكتب العلماء، ولا تدنيس لها فى نفس الوقت، موضحًا أن هناك فارقًا بين من يقدم نقدا علميا نزيها، وبين من يعتدى على من سبق كما يفعل إسلام بحيرى، حيث يصف أطروحاتهم الفكرية بأنها صندوق قمامة، أو عفن، أو ينادى بحرقها، أو يقول إنها سبب التخلف، أو يقول بقطع أيدى أئمة العلم وأرجلهم، وأنهم جعلوا الكذب منهجا، وجعلوا الكذب شرعا، فهل يمكن أن نقول عن هذه الأطروحة: إنها تنادى بإعمال العقل وتدعو للنقد العلمى، والإجابة هى لا بالطبع، وهناك فارق بين النقد العلمى، الذى يجب علينا جميعا قبوله، وبين التدمير المنهج الذى يهدم كل شىء ويوصلها للفوضى الخلاقة.
وأوضح أنه بعد النظر الإجمالى فى أطروحة إسلام بحيرى، يتبين أنها مشروع مستنسخ من شبهات المستشرقين، وما من فكرة ولا قضية قالها إلا وقد أثارها المستشرقون من قبل، ويعتمد على استراتيجية محددة، وهى الاجتزاء، والقفز من مسألة لمسألة، فأطروحته ظاهرة يمكن تسميتها بالضجيج والتشغيب الفكرى.
تشابه واضح بين أطروحة البحيرى وبين أطروحة سيد قطب
ولفت إلى أن هناك تشابها واضحا بين أطروحة البحيرى وبين أطروحة سيد قطب، حيث ينادى بحيرى بتحرير الإسلام من جهود العلماء منذ القرن الثانى الهجرى، بمعنى أن نتخلص من جهود العلماء على مدى ألف ومائتى سنة، وندخل للقرآن الكريم بدون أدوات فهمه، وهو عين ما قال به سيد قطب، حيث يتكلم فى كتاب التصوير الفنى للقرآن، وفى كتاب الظلال عن أنه ألقى تراث العلماء بأكمله، وسماه تراثا جاهليا، ودخل إلى القرآن بدون أدوات، فكانت النتيجة أن أخرج لنا فكر سيد قطب منظومة التيارات الدموية من التكفير والهجرة، إلى جماعة الجهاد، وانتهاء بداعش.
وأكد الأزهرى أن كل فروع الفقه المدون فى الكتب على مدى ألف سنة وأكثر، منضبط ومقيد بمنظومة عليا من الأخلاق والضوابط على رأسها قاعدة (لا ضرر ولا ضرار)، حرصًا منهم على أن تبقى فروع الفقه محققة لمقاصد الشريعة، والتى هى حفظ النفس وحفظ العقل وحفظ الأعراض وحفظ الدين، فكل مسألة فقهية سببت ضررا فهى ممنوعة، ولو حصل أنها كانت فى زمنهم لا تسبب ضررا، ثم تحولت فى زمننا بسبب اختلاف الأعراف ونمط المعيشة فصارت تسبب ضررا، فإن الحكم الفقهى ينبغى أن يتحول من الإباحة، التى كانت فى زمنهم إلى الحرمة التى تناسب واقع زماننا، حفاظا على قاعدة لا ضرر ولا ضرار، وحفاظا على تحقيق مقاصد هذا الدين الذى جاء رحمة للعالمين، وقد كانت هذه المقاصد هى نتائج علمهم فى زمانهم، وما يقع فى كتبهم مما يخرج عن تحقيق تلك المقاصد فقد تعرض لنقد متتابع من الأجيال التالية لهم إلى اليوم، وإن بقى شيء من مسائلهم يخرج عن هذه المقاصد العليا فنحن ندعو إلى نقده بدون تردد، وأيضا دون لعن قائلة.
وقال الأزهر: إن الخطأ الجوهرى فى منهجية إسلام بحيرى هو تصوره الغريب بأن الدين ليس علما، وكل ما عدا هذا من مسائل جزئية متعلقة بالصحابة، وحد الردة، وسن السيدة عائشة، وصحيح البخارى، وعكرمة، وغير ذلك، فهى أمور متفرعة من هذا التصور الغريب، والذى هو أن (الدين ليس علما)، والصواب الذى يعرفه الجميع، ويحاول بحيرى الالتفاف عليه هو أن الدين علم، وهناك فارق بين الدين وبين التدين، فالدين منظومة علوم تتعلق بعلم النحو، وعلم الفقه، وعلم الحديث، وعلم أصول الفقه، وعلوم البلاغة، والتى هى أدوات فهم القرآن الكريم لأنه نزل بلسان عربى مبين، أما التدين فهو ما يستوعبه كل فرد ويتذوقه ويحاول الالتزام به، وقد يكون تدينه صحيحا إذا طابق العلم، وقد يكون تدينه مغلوطا إذا خالف العلم، وما تمارسه داعش مثلا فهو تدين مغلوط مخالف لعلوم الدين، فإذا نسفت العلم فلا سبيل لتخطئة داعش أبدا، لأن داعش تفهم على هواها وأنت فى المقابل تفهم على هواك.
موضوعات متعلقة..
- السلفيون يشيدون بمناظرة الحبيب الجفرى وأسامة الأزهرى مع إسلام البحيرى.. ويؤكدون: "البحيرى" فضح نفسه وطفح جهله.. والملايين شافوا كذبه على الهواء.. والمناقشات أثبتت الفارق بين المنهج العلمى والعشوائية
- رواد مواقع التواصل يشنون هجوما عاصفا على إسلام بحيرى بعد المناظرة.. ويؤكدون:ما يفعله إفساد لعقائد الناس.. ويسعى لكسب شهرة زائفة.. ويتطاول على التراث بأسلوب غير أخلاقى..ويشيدون بالجفرى وأسامة الأزهرى
- بالفيديو.. "الشيخان" يهزمان إسلام بحيرى فى موقعة المناظرة.. فندا زعمه أن الدين ليس علمًا وصححا له جهله بأن الشافعى ضعَّف أحاديث البخارى.. الأزهرى والجفرى: مشروعك مستنسخ ولعنة وميلاد لـ"داعش وسيد قطب"
عدد الردود 0
بواسطة:
MOHAMMED
فتح الله عليك أستاذ/ أسامة
عدد الردود 0
بواسطة:
النمساوى
بذمتك مصدق نفسك ,, يا دكتور اسامه ,,, اسلام البحيرى اسكتكم
--
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد المنعم شعبان
تجديد الخطاب الدينى بحذف آيات ترسانات القنابل الذرية والنووية والهيدروجينية
عدد الردود 0
بواسطة:
هانى بيومى
يتحمل الازهر الشريف و وزارة الداخلية المسئولية كلها عن اى ضرر يتعرض له إسلام بحيرى
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
اقترح على الشيخ/اسامة الازهرى البدء فى تأسيس وكتابة مذهب يسمى المذهب المصرى الازهرى بلغة العصر
عدد الردود 0
بواسطة:
اشرف
كان الجفرى صريحا وواضحا ان هناك اخطاء بكتب التراث اماحضرتك فقد دافعت باستماته
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد المقصود فريد
صدق الشيوخ
اما زلتم تستهينون بعقولنا رغم وضوح الحقيقة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد المقصود فريد
صدق الشيوخ
اما زلتم تستهينون بعقولنا رغم وضوح الحقيقة
عدد الردود 0
بواسطة:
خلاصة الحلقه
الجفرى اتفق مع البحيرى بوجود اخطاء بكتب التراث واختلف معه ف الطريق الشيخ اسامه كانت مهمته تصيد
الاخطاء اللغويه
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى اصيل
كُنتُم فى موقف محرج