وبالنسبة للولايات المتحدة، فإن قرار روسيا إرسال صواريخ S-300 كان أحدث مؤشر على أن حدة الخلاف المتصاعد بين موسكو وواشنطن لم يتراجع، حتى مع التوصل إلى اتفاق بشأن النووى الإيرانى، وبالنسبة لإسرائيل فإن الاتفاق يمثل تهديدا، لأن تلك الصواريخ يمكن أن تحيد ضربة وقائية ضد تطوير المنشآت النووية الإيرانية لمنع حصول طهران على القنبلة النووية.
طائرات إس 300 ضربة وقائية
وبالنسبة لروسيا، فإن بيع طائرات إس 300 كانت ضربة وقائية من نوع مختلف لضمان أن روسيا لن تخسر أفضل فرصها لدخول السوق الإيرانى قبل الرفع المحتمل للعقوبات الدولية، وقال جورجى ميرسكى، الخبير الروسى فى شئون الشرق الأوسط أنه قبل عدة سنوات سمع أحد الدبلوماسيين الأمريكيين يقول إن "إيران الموالية لأمريكا يمكن أن تكون أكثر خطورة على الولايات المتحدة من إيران النووية"، موضحا أن تلك الفلسفة ورغم أنها غير رسمية توجه تفكير الكثيرين فى الكرملين، لاسيما وأن الولايات المتحدة قد قامت بمبادرات لتهدئة العلاقات مع طهران.
اقتراب طهران من الغرب يضعف موسكو
وتابع الخبير الروسى قائلا، إنه لو نظرنا إلى تلك اللعبة التى لا فائز فيها، فإن اقتراب إيران أكثر إلى الغرب يضعف الموقف الروسى، ولذلك فإنه من الضرورى أن يكون هناك ضربة وقائية قبل تنفيذ الاتفاق النووى، لكى تثبت موسكو لإيران أنها شريك يمكن الاعتماد عليه بشكل أكبر، وأنها القوى العظمى الوحيدة التى يمكنها الاعتماد عليها.
تأثير الاتفاق النووى على روسيا
وتمضى الصحيفة فى القول، إن الاتفاق النووى المحتمل مع إيران يحمل وعودا بمليارات الدولارات للمستثمرين الذين يضعون نصب أعينهم السوق الإيرانى، فحتى فى ظل العقوبات كان اقتصاد إيران بين أقوى 20 دولة فى العالم، ولو أن هناك اتفاقا من شأنه رفع العقوبات، فإن المنافسة على قطعة سوق الصناعات البتروكيماوية وغيرها فى إيران وسوق المستهلكين الكبير سيتبع هذا على الأرجح، كما أن عودة صعود إيران قد يكون له ثمنا تدفعه روسيا، لاسيما فى مجال النفط والغاز، فتقديم النفط الإيرانى فى الأسواق العالمية سيؤدى إلى تراجع سعر التصدير العالمى للبرميل، وهو أمر أساسى لروسيا، ومع قيادتهم للعالم فى مجال احتياطى النفط، فإن كلا البلدين يمكن أن يصبحا متنافسين خاصة فى أوروبا التى طالما كانت متعطشة لبديل للطاقة الروسية.
قضية مشتركة ضد الغرب
إلا أن الجغرافيا السياسية فى العقود الماضية أعطت روسيا وإيران إحساسا قويا بأن لديهما قضية مشتركة ضد الغرب والتى لا يزال يتردد صداها إلى الآن، فمقاومة الضغوط الأمريكية تجعل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يبدو قويا فى الداخل، فى حين أن الحد من النفوذ الغربى يمثل مسألة بقاء للنظام الإسلامى فى إيران. وهو ما يقول ميرسكى أنه سيكون سببا فى عدم ابتعاد إيران أبدا عن روسيا حتى لو رحبت بالمستثمرين الغربيين عقب توقيع الاتفاق النووى النهائى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة