معالجة أسباب التوتر
وأضاف ظريف فى مقاله بصحيفة نيويورك، الاثنين، تحت عنوان "رسالة من إيران" أنه بالنظر إلى التطورات الحديثة فيما يتعلق بالوقاية من الأعراض، فقد حان الوقت لإيران وغيرها من أصحاب المصلحة البدء فى معالجة أسباب التوتر فى منطقة الخليج الواسعة.
ومضى بالقول زاعما أن السياسة الخارجية الإيرانية هى شمولية فى طبيعتها، وهذا ليس بسبب عادة أو تفضيل، لكن لأنه العولمة جعلت كافة البدائل بالية. فلا شىء فى السياسة الدولية يدور فى فراغ، إذا أنه لا يمكن تحقيق أمن بلد على حساب انعدام أمن الآخرين. ولا توجد دولة يمكنها تحقيق مصالحها دون النظر إلى مصالح الآخرين.
وأشار وزير الخارجية الإيرانى إلى أن هذه الديناميات تبدو أكثر وضوحا فى منطقة الخليج الأوسع من غيرها من مناطق العالم. وقال "نحن بحاجة إلى تقييم واقعى للواقع المعقد والمتشابك هنا، وسياسات متسقة للتعامل معها. ومكافحة الإرهاب مثال على ذلك".
وأشار ظريف أنه لا يمكن مواجهة تنظيم القاعدة وأشقائه فى الأيديولوجية، مثل ما يسمى تنظيم داعش، الذى ليس إسلاميا ولا هو دولة كما تزعم عناصره، بينما يُجرى العمل على تمكينه فى اليمن وسوريا.
منتدى للحوار
وأكد أن هناك مساحات متعددة حيث تتقابل مصالح إيران وغيرها من أصحاب المصلحة الرئيسيين، داعيا إلى إنشاء منتدى جماعى للحوار فى منطقة الخليج، لتسهيل المشاركة وهو الأمر الذى طال إنتظاره. وأشار إلى أنه إذا كانت هناك نية حقيقة لبدء نقاش جدى للمصائب التى تواجهها المنطقة، فسيكون اليمن مكان جيد للبدء.
ويشير إلى أن إيران عرضت نهجا معقولا وعمليا لمعالجة الأزمة المؤلمة وغير الضرورية فى اليمن، حيث تدعو خطة الجمهورية الإسلامية الشيعية إلى توقف فورى لإطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية وتسهيل الحوار الداخلى بين الفصائل المتصارعة بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة.
الحوار يجب أن يستند على السلمية واحترام السيادة
وعلى مستوى أوسع، زعم ظريف أنه ينبغى أن يستند الحوار الإقليمى على المبادئ المعترف بها عموما والأهداف المشتركة، ولاسيما احترام السيادة والسلامة الإقليمية والاستقلال السياسى لجميع الدول، جنبا إلى جنب مع احترام حرمة الحدود الدولية وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للغير والعمل على تسوية المنازعات سلميا وعدم جواز التهديد أو استخدام القوة بل تعزيز السلام والاستقرار والتقدم والإزدها فى المنطقة، يقول ظريف.
وخلص إلى أن الحوار الإقليمى من شأنه أن يساعد على تعزيز التفاهم والتفاعل على مستوى الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدنى ويؤدى إلى اتفاق حول مجموعة واسعة من القضايا، بما فى ذلك تدابير بناء الثقة والأمن ومكافحة الإرهاب والتطرف والطائفية وضمان حرية الملاحة وحرية تدفق النفط والموارد الأخرى وحماية البيئة. وهذا الحوار الإقليمى من شأنه أن يشمل تدريجيا المزيد من الترتيبات الرسمية والتعاون الأمنى.
وفى حين يجب أن يبقى مثل هذا التعاون بين أصحاب المصلحة ذات الصلة فى المنطقة، فإن ينبعى وجود أطر مؤسسية للحوار، وخاصة الأمم المتحدة. حيث يمكن للأمين العام توفير المظلة الدولية اللازمة، إذ يرى ظريف أن الدور الإقليمى للأمم المتحدة يظهر فى قرار مجلس الأمن الذى ساعد على إنهاء حرب إيران والعراق عام 1988، مما ساعد على تخفيف المخاوف والقلق.
وختم وزير الخارجية الإيرانى قائلا إن العالم ليس بإمكانه الاستمرار فى تجنب معالجة جذور الاضطرابات فى منطقة الخليج الواسعة، لذا لا يجب إهدار هذه الفرصة الفريدة للشراكة.
- إيران تبدى استعداداها للتوسط لوقف العمليات العسكرية باليمن