كيف أعاد "الخال" صياغة مفهوم الحب فى "23 جواب"؟

الثلاثاء، 21 أبريل 2015 05:50 م
كيف أعاد "الخال" صياغة مفهوم الحب فى "23 جواب"؟ الخال عبد الرحمن الأبنودى
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
23 خطابًا متبادلاً مشحونة بالأشواق والاعترافات والكلمات التى تخترق صميم القلب لجرأتها وبساطتها كذلك، هكذا كان ديوان "خطابات حراجى القط" للشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودى، والذى يحكى من خلاله تجربة عامل ريفى بسيط سافر إلى أسوان ليشارك فى بناء السد تاركًا زوجته الحبيبة وطفليه ورائه.

الخطابات التى تطرقت إلى العديد من القضايا الاجتماعية، وأحيانًا السياسية كانت من أبرز بصمات الأبنودى، والتى لم تنقل فحسب معاناة العمال فى بناء السد ولم تتحدث فقط عن معنى الغربة وألمها، بل رسمت معنى جديدًا للحب والعلاقة الزوجية فقط فى 23 خطابًا.

* اسمها ليس عورة


يفتتح كل الخطابات إليها "الجوهرة المصونة.. والدرة المكنونة.. زوجتنا فاطمة أحمد عبد الغفار"، لم يكتب أبدًا على الظرف من الخارج "حرم حراجى القط" ولا "حرمنا المصون" وفقط ولا حتى "أم عيد"، بل يصر فى كل مرة أن يكتب على المظروف من الخارج، اسمها بالكامل لأن اسمها ليس عورة، بل ولا يخجل أن تدلله، ويطالبها أن تكتب على المظروف من الخارج "أسوان.. زوجى الغالى.. الأسطى حراجى القط العامل فى السد العالى".

* هى حبيبته قبل أن تكون أم أولاده


لا يختزل "حراجي" العلاقة بينهما، وحبهما فى كونها فقط أم أولاده، بل لا يقول مثل الجميع إن أولاده هم الأغلى على الإطلاق ولا يقول مثل الجميع إن ما يجعلهم يتحملون الزواج هو الأولاد بينهما، ولكن يقول لها "انتى يا فاطمة أغلى عندى من الولد لو إن الولد نضر عيني.. لكن لسه إحنا قادرين نعمل ولد.. لكن انتى لا قدر رب الناس.. ما قدرشى أعكز فى طريق إلا بيكى.. إن مالت بيا الدنيا اتكى عليكي..تسندنى إيديكى".

* يعتذر لها ويعترف بخجله منها


لا يخجل "حراجى" العامل الريفى البسيط من الاعتراف بخجله أمام زوجته وحبيبته، بل يقول لها فى مفتتح خطابه الأول أنه يعتذر عن تقصيره، وأنه يشعر بالخجل منها، ويقول لها "سامحينى يا فاطمة فى طولة الغيبة عليكوا.. وأنا خجلان.. خجلان.. وأقولك يا زوجتنا أنا خجلان منكم..من هنا للصبح".

*يعترف بأهميتها فى حياته


يحب الرجال دائمًا أن يشعرون أنهم الأهم فى حياة زوجاتهم، وأنهم يمثلون لهن السند ومصدر القوة، ويخجلون كثيرًا من الاعتراف بأهمية الزوجة فى حياتهم، وأنهم يستندون عليها أحيانًا، بينما يقول حراجى بكل بساطة "زوجتى.. أم ولادى.. وتوبى.. ولحم رقبتى.. فاطمة أحمد عبد الغفار.. سترى.. وغطايا.. والكتف اللى تملى شايلنى.. وشيلتى.. فاطمة يا لنضة ليلى ومصطبتى.. وباب بيتى وعيلتى.. فاطمة يا ست الناس"، ويقول فى خطاب آخر "انتى يا فاطمة أغلى ما ماسك فى إيديا.. تحويشتى وعرقي.. واكتر من كل كنوز الدنيا"، و"أنا ربنا جابنى الدنيا من غير ورث.. وادانى منابى فيكي.. وما طالب منه غير بس يبارك فيكي.. ويدينى الجهد فى دراعينى اجدف بيكى"

* يضع صورة جديدة للزوج فى عين المرأة


فى العام 1969 حين ظهرت "جوابات حراجى القط" للمرة الأولى إلى النور، كانت الصورة السائدة عن الزوج مختلفة تمامًا عما قرأناه على لسان فاطمة، فلم نكن تخلصنا بعد من صورة "سى السيد" والهيبة والخوف المسيطران على العلاقة بين الزوجين، لنرى فاطمة تقول له "زوجى الغالى.. يا تطمينة القلب الخايف..يا كلمة بادفى بيها عودى وعيالي" و"حراجى القط.. يا أغلى من قشرة عينى وحيطان بيتى وولدى".

* يتحدث معها ويناقشها فى أحوال الدنيا


لا يقتصر الحديث بينهما على أحوال البيت والأطفال ولا حتى الغزل والأمور العاطفية فحسب، بل يتحدث "حراجى" إلى "فاطمة" بكل حميمية وبساطة عن أحوال الدنيا، يناقشها بفلسفة بسيطة حول ما يراه فى "أسوان"، وما يتعلمه من دروس جديدة عن الحياة، يقول لها "العلم يا فاطمة.. العلم.. العلم ده أمره غريب.. دوماغات زى الدوماغات اللى فى جبلاية الفار.. لا عين زايدة ولا ودن لكن بتسوى الأعاجيب.. ده إحنا بس الليل لما بيجينا الجبلاية.. بنخاف.. لكن دول الدنيا فى روسهم محسوبة.. محسوبة صحيح.. وهو يا فاطمه لولا عارفين إن الدلاميت ياخد الجبل وينزل كانوا عملوا الدلاميت؟! حاسبين الدنيا العفاريت.. آه بس يا فاطمه لو كنت اتعلمت".

* يعترف لها بمشاعره وخوفه ولحظات ضعفه


"عارفة يا مرتى الراجل فى الغربة يشبه إيه؟ عود درة وحدانى.. فى غيط كمون" بكل بساطة وأريحية يعترف "حراجى" بمخاوفه، بلحظات ضعفه وشعوره بالحنين، "حسيت بالخوف ناشع فى عروقى زى البرد.. قضّينا الليلة الأولانية فى أى مكان.. العين مشقوقة.. والبال.. زى الغلّة اللى بتسرسب من يد الكيّال. وندهت عليكم قلت: يا فاطمة أنا بانده..سامعانى ؟!سامعينّى يا عيال؟!"

* يثق فى عقلها وقوتها


لا يشعر "حراجى" بالقلق على الأولاد طالما فاطمة هناك، يقول لها ببساطة "لكن معقولة يا فاطمة اسأل على الولد وانتى حسك للدنيا وعان؟ معقولة اعمل والد على الولد.. وانتى يا فاطمة بعشر رجالة"، يثق فى حكمها ولذا يتحدث معها عن خطواته وأفكاره وأحلامه واكتشافاته وهو يعرف أنها تفهمه".

* بينهما مساحة للعتاب


خطاب ساخن جدًا أرسلته "فاطمة" إلى حراجى" حين استبد بها الشوق إليه، عاتبته وشكته له، وتكلمت بصراحة ووضوح حول مشاعرها ومخاوفها وكل ما يخطر ببالها، حتى أنه وصف خطابها بأنه "زى القطر ما يدخل باب الجبلاية.. مالى الدنيا عفر ويطير فوقه الدخان.. جانى جوابك. حسك عالى.. وعزمك يتسوى على ناره الرهفان"، فى المقابل تقول "فاطمة" بوضوح "وأنا مش مكسوفة من الورقه اللى بعتناها.. حسينا حاجات فينا قلناها.. وإذا حسينا تانى هنقول.. إن صرخ القول فى الحاشية.. عمر الخشم الحر ما يقدر يقعد مقفول"، ثم تستدرك بحنو "اوعى تكون زعلان من فاطمة.. ده أنت سترها وغطاها.. مش عيب برضه لما المرة تبقى عاوزه راجلها معاها".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة