شيخ الأزهر: داعش تشوه فلسفة الإسلام فى الحرب.. والإمام الأكبر يؤكد: المشيخة لا تلعب دورا سياسيا.. ودورنا تعليم الناس الإسلام الصحيح.. وأطالب الغرب بالتكاتف مع العرب صفا واحدا لمقاومة الإرهاب

الأربعاء، 22 أبريل 2015 02:43 م
شيخ الأزهر: داعش تشوه فلسفة الإسلام فى الحرب.. والإمام الأكبر يؤكد: المشيخة لا تلعب دورا سياسيا.. ودورنا تعليم الناس الإسلام الصحيح.. وأطالب الغرب بالتكاتف مع العرب صفا واحدا لمقاومة الإرهاب شيخ الأزهر أحمد الطيب
برلين (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أجرت مجلة "الدويتش فيلا" عربية حوارا مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، تطرق فيه إلى عدة قضايا إسلامية مهمة وتركز على تنظيم "داعش" الإرهابى، فأشار إلى أن ما يسمى بـ"داعش" الآن وحتى الحركات الإسلامية المسلحة كلها، هى ظواهر نشأت من أسباب عديدة.

الأزهر يعلم طلابه الإسلام


وقال "إن الأزهر كمؤسسة يعلم طلابه أن الإسلام لا يمكن أن ينتشر ولا أن يسود بطريق الحركات المسلحة ولا بالسلاح، الإسلام دين ينتشر بالحجة والمنطق والإقناع وأن الحروب التى حدثت فى عصر النبى - صلى الله عليه وسلم- كانت حروبا للدفاع ولم تكن حروبا للهجوم ولا إلى الاستيلاء على بلاد الناس، وإنما كانت هناك دعوة للإسلام تقوم على الحجة والبرهان، من أراد أن يدخل فى الإسلام فليدخل ومن أن أراد أن يحتفظ بدينه فليحتفظ بدينه".

وأضاف "هناك حالة واحدة فقط على المسلمين أن يقاتلوا فيها، إذا ما كان الآخر يرفع السلاح فى وجوههم، إذا لا فتح للبلاد عندنا بهدف الاستعمار أو بهدف فرض الدين، ما يحدث الآن من الحركات المسلحة خطأ ولا يرضى عنه ولا يقره الأزهر انطلاقا من أن الإسلام والقرآن والنبى - صلى الله عليه وسلم- لا يقر ذلك".

داعش تشوه فلسفة الحرب


وذكر الدكتور الطيب أن داعش تشويه لفلسفة الإسلام فى الحرب وفى الدفاع. هم انطلقوا من تشويه مقولات إسلامية ثابتة، وهى أولا: تكفير المجتمعات المسلمة وتكفير حكام المسلمين ثم ثانيا: وجوب إعلان الجهاد، لأن الجهاد عندهم على الكفار، وقال "إن الأزهر والإسلام برىء من هذا الكلام، والأزهر لا يكفر المجتمعات والإسلام يعترف بأن هناك من يكفر به، ولكن لا يجبره على الدخول فى الإسلام بحد السيف، هو فقط يدعو بالحجة، حتى كلمة الجهاد فى القرآن الكريم، رغم أنها فعلا تطلق على القتال دفاعا عن النفس وعن الأرض وعن العقيدة وعن العرض، إلا أنها أيضا تطلق على الجهاد بالقرآن، الجهاد بالحجة، الجهاد بالحسنى".

وحول الإجراءات التى اتخذها الأزهر لمواجهة أفكار "داعش" قال شيخ الأزهر نحن الآن بصدد إنشاء مرصد عالمى متخصص بلغات عديدة لمتابعة ما تنشره حركة "داعش" والحركات الإسلامية المسلحة لعرضها على فريق من العلماء الأزهريين المتخصصين يقومون بصياغة الرد ثم ترجمة هذا الرد وبثه على موقع الأزهر الشريف، نحن نعول على هذا الموقع كثيرا فى تصحيح المفاهيم الزائفة التى لجأت إليها الحركات الإسلامية المسلحة أخيرا، كذلك نقوم بإعادة النظر فى مناهجنا بما يتواءم مع تصحيح هذه الأفكار التى لم تكن موجودة من قبل ولم تكن هناك حاجة إلى أن تدخل فى المناهج.

وتابع قائلا "الآن أدخلنا فى المناهج دراسة مفاهيم الجهاد، مفاهيم الحاكمية، مفاهيم التكفير. مثل هذه المفاهيم كلها تدرس لأكثر من اثنين ونصف مليون طالب وطالبة فيما قبل التعليم الجامعى ليتعلموا كيف يردوا أو كيف يفهموا أن هذه الحركات حركات خارجة على الإسلام".

مسئولية الغرب


وشدد شيخ الأزهرعلى ضرورة أن يتحمل العالم الغربى مسئوليته فى إنقاذ الدول العربية والشرقية من هذا الوحش الكاسر وهو وحش الإرهاب، وقال "دول الغرب يجب أن تضع يدها فى يد العرب للوقوف صفا واحدا لمقاومة هذا الإرهاب وذلك بالتعاون الاقتصادى وبالتفاهمات السياسية التى تضمن قوة البلاد العربية، كما يجب أن تضمن لهم حائط صد يحول دون أن يعبث بأمنهم هذا الفريق أو ذاك أو هذه الدولة أو تلك، هذا هو الدور المطلوب من شرفاء العالم ومن عقلائهم لأن إذا تُرك الإرهاب هنا لا يظن الغرب أنه سينجو منه".

وعلق شيخ الأزهر على عمليات الذبح التى تقوم بها داعش، فقال "إنها ليست من الإسلام، والإسلام يحرمها تماما ولا يعترف بها، وهؤلاء مفترون على الإسلام"، وتساءل "أرنى شخصا واحدا ذبحه محمد -صلى الله عليه وسلم- وقال "إذا وجدت أناس يلجأون إلى هذا الأسلوب فاعلم أنهم خارجون على الإسلام ولا تحاكم الإسلام بذلك، وإلا لو حاكمت الإسلام "بداعش" وبالحركات المسلحة، إذا اسمح لى أن أحاكم المسيحية بالحروب الصليبية التى قتلتنا واستعمرتنا وأسالت دماءنا مائتى سنة". وتابع الطيب "ومع ذلك لم نحاكم المسيحية ولا يوجد كاتب إسلامى واحد تحدث بكلمة واحدة خارجة لا عن المسيحية كدين ولا عن عيسى عليه السلام كحامل لهذا الدين بل ولم نتحدث عن الصليب".

دور الأزهر


وحول قضية فصل الإسلام عن السياسة، قال الطيب "المسألة ليست فصل الإسلام عن السياسة، الإسلام ولا الأزهر، إحنا مش مؤسسة سياسية ولا نلعب سياسة ولا ندخل السياسة، نحن مؤسسة تعليمية تعلم الناس الإسلام الصحيح، ومن يستغل الإسلام لسبب أو لآخر ويوظفه توظيفًا سيئًا منحرفًا ننبه عليه، ونقول إن هذا ليس هو الإسلام".


موضوعات متعلقة


- شيخ الأزهر: المذهب الأشعرى علاج لعلل وأمراض أصابت الفكر الدينى











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة