العائدون من اليمن: رأينا الموت أكثر من مرة ولم يتم تحذيرنا قبل الضرب.. والسفارة"باعتنا".. حمدى: سرنا بأطفالنا وزوجاتنا 13 ساعة عبر الطريق البرى من السعودية إلى مصر..وعوض: "الواتس" كان وسيلة الاتصال

الخميس، 23 أبريل 2015 11:14 ص
العائدون من اليمن: رأينا الموت أكثر من مرة ولم يتم تحذيرنا قبل الضرب.. والسفارة"باعتنا".. حمدى: سرنا بأطفالنا وزوجاتنا 13 ساعة عبر الطريق البرى من السعودية إلى مصر..وعوض: "الواتس" كان وسيلة الاتصال العائدون من اليمن
كتب هدى زكريا - أحمد جمال الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن اليومى..



أجبرتهم الظروف على مغادرة أراضى وطنهم بحثا عن فرص العمل، بعدما أوصدت فى وجوههم سبل الدخل لتوفير حياة كريمة لأسرهم، ولكنهم لم يعلموا يوما أنهم سيعودون لبلدهم دون رغبة منهم، إذ استيقظوا فجأة من حلم الثراء السريع حاملين فى أذهانهم آلاف الأسئلة عن مستقبلهم وماذا ينتظرهم بعد عودتهم.

هذا هو حال المصريين العائدين من اليمن مؤخرا بعدما شهدت الفترة الأخيرة أحداث تحالف عاصفة الحزم التى شنها عدد من الدول العربية للقضاء على الحوثيين هناك، 385 مواطنا مصريا وفقا للأرقام المعلنة، عادوا من اليمن، حملوا جميعهم أسرارا وحكايات عن ساعات وصفوها بالأكثر رعبا على الإطلاق على حد قولهم، «اليوم السابع» استمعت لحكاياتهم وأمنياتهم المستقبلية فى بلدهم الأم مصر.

«إحنا شفنا الويل علشان نرجع مصر»، هكذا وصف خالد يحيى، مدير أحد المطاعم الشهيرة، فى صنعاء رحلة العودة إلى القاهرة بسبب المخاطر التى تعرض لها هو وأسرته خلال الرحلة البرية بعدما تم رفض تخصيص طائرات لنقلهم من اليمن للقاهرة مع بدء الضربات الجوية ضد الحوثيين، على حد ذكره.

يقول يحيى: «بعد انتهاء الدراسة والتخرج عام 1987 عملت فى عدة مطاعم سياحية خارج مصر وبالتحديد فى السعودية كمدير لأحد المطاعم هناك قبل العودة مرة أخرى إلى القاهرة للزواج والاستقرار، ولكنى اضطررت لمغادرتها مجددا بسبب سوء الأحوال الاقتصاديه بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير وما أعقبها من أحداث».

وتابع: «خلال سنوات عملى فى اليمن كانت الأوضاع مستقرة لدرجة أننى وددت الإرسال إلى أسرتى فى القاهرة للاستقرار فى اليمن، إلا أن الأوضاع ازدادت تعقيدا بين الحوثيين والحكومة اليمنية والتى انتهت بسقوط العاصمة صنعاء».

وسرد يحيى تفاصيل عودته قائلاً: خلال هذه الاشتباكات كان العاملون المصريون على اتصال دائم بأعضاء السفارة المصرية فى اليمن لمعرفة حقيقة الأوضاع هناك وهل هناك خطورة على حياتنا تتطلب مغادرة اليمن، وكانت إجاباتهم لا تخرج عن «متخافوش كل شىء تمام» إلا أننا فوجئنا بنقل مقر السفارة من صنعاء إلى عدن قبل أن يتم إغلاق السفارة ومغادرة البعثة الدبلوماسية المصرية اليمن إلى القاهرة.

وقال: إن المستشار مصطفى الشيخ، المستشار الثقافى للبعثة الدبلوماسية المصرية فى اليمن أكد أن قرار الإغلاق يتعلق بأمور سياسية بعيداً عن الأمور الأمنية، وأنه لا خطر على حياتنا، وهو أيضًا ما أكده المستشار مؤمن الفقى، القنصل المصرى لدى اليمن عبر «الواتس آب» وسيلة الاتصال الوحيدة التى كانت متاحة وقتها مع السفارة المصرية، رافضا الإفصاح عن حقيقة مغادرة البعثة لليمن بسبب عدم وجود تعليمات بذلك، مشدداً على عدم وجود خطورة على حياة المصريين فى اليمن، حيث قال لنا: «لو أن هناك خطورة على حياتكم سنخبركم على الفور».

وتابع: «على الرغم من المخاطر التى كنا نواجهها خاصة مع بدء الضربات الجوية ضد الحوثيين، لكن ما آلمنا بحق هو تصريحات السفير المصرى فى اليمن عندما ادعى أن السفارة المصرية طلبت من الرعايا المصريين مغادرة اليمن خلافا للحقيقة، إلى جانب التصريحات التى كانت أعلنتها السفارة لنا عبر المجموعة الخاصة بالمصريين العاملين فى اليمن بشأن أن هناك طائرة روسية تم الاتفاق معها لإجلاء الرعايا المصريين، وهو الأمر الذى نتج منه ذهاب عشرات المصريين يومياً إلى مطار صنعاء والانتظار هناك يومياً حتى أكد لنا أحد المصريين ويعمل فى منصب مهم بالمستشفى السعودى الألمانى أن الطائرة الروسية رفضت اصطحاب مصريين قبل أن نكتشف أنه تمكن من إرسال زوجته وأولاده إلى مصر عبر هذه الطائرة.

وأشار «يحيى» إلى تعرض عدد من المصريين لخدعة كبرى، حيث أوهمهم شخص بقدرته على توفير طائرة خاصة تنقلهم مباشرة من جيبوتى إلى القاهرة مقابل جمع 500 دولار للفرد واكتشفوا فى رحلتهم أنه لا يوجد خط مباشر بين القاهرة وجيبوتى واضطروا إلى السفر إلى إثيوبيا ثم القاهرة.

العودة عبر الطريق البرى


«خلوا بالكم من المصريين وبلاش تحسسوهم إنهم مش بنى آدميين» هى الكلمه التى وجهها أحمد حمدى للحكومة المصرية التى لم تلتفت لمطالب المصريين العاملين فى اليمن للعودة إلى بلادهم مع بدء الضربات الجوية وتعاملت معهم بشكل عرضهم للعديد من المخاطر، بحسب وصفه.

39 ساعة هى المدة الزمنية التى استغرقها حمدى خلال الرحلة البرية من صنعاء إلى جدة بصحبة أسرته وأطفاله، بعدما أعلنت الخارجية المصرية أنه لا سبيل للعودة أمام المصريين إلا بعبور الطريق البرى للوصول إلى عمان أو السعودية مع الإصرار على رفض إرسال طائرة تنقلهم من هناك مثلما فعل عدد من الدول من بينها تركيا والصين وباكستان، مضيفا: «بعد الوصول إلى المستشفى السعودى الألمانى الذى وافق على استضافتنا فى فندق المستشفى، وهو أمر لم تشغل به نفسها السفارة المصرية حيث لم تبادر بتوفير سبل الإقامة المؤقتة فى مكة حتى يتم تدبير رجوعنا إلى مصر بينما كان هناك تدخل وحيد من جانب السفارة المصرية فى السعودية، وهو تحمل نفقات العودة».

الخصخصة وما ترتب عليها من فقد آلاف العمال وظائفهم كانت دافعاً قوياً لدى أحمد حمدى للسفر إلى اليمن بعد أن وجد نفسه بين ليلة وضحاها بلا عمل أو مورد رزق يعيش منه هو وأسرته وهو ما يوضحه بقوله: سافرت إلى اليمن منذ عام 2006 بعد خصخصة الشركة الحكومية التى كنت أعمل بها.

وأضاف: «عملت هناك مديراً لأحد المطاعم فى العاصمة صنعاء لمدة 7 سنين وكانت زوجتى تعمل فى أحد المناصب الإدارية فى المستشفى السعودى الألمانى، وكانت حياتنا أفضل من ذى قبل ولكن مع بدء الضربات العسكرية كان هناك تضارب واضح فى موقف السفارة المصرية، حيث لم نحصل منها على إجابات قاطعة بشأن حقيقة الوضع فى اليمن، مضيفا: «بعد الضربات الجوية وانتباه الخارجية المصرية إلى أن هناك مصريين ومواطنين لديها فى اليمن أصدرت توضيحاً بأنه لكى يحصل المصريون على مساعدة الخارجية فى العودة إلى أرض الوطن فإنه يجب عليهم الوصول أولا إلى السعودية أو عمان من خلال طريق يستغرق ما بين 10 إلى 13 ساعة، وهو الطريق الذى اتبعه وسار فيه عشرات الأسر المصرية بصحبة أطفالهم».

وتابع قائلاً: «كنت أتمنى من الحكومة المصرية ألا تهمل فى حق مواطنها وألا تجعله يشعر بأنه أقل من المواطن التركى أو الباكستانى أو الهندى وهى الدول التى بادرت على الفور بإرسال طائرات لإجلاء رعاياها من مطار صنعاء رغم إعلان عدد منها تأييده للضربات الجوية ضد الحوثيين سواء بالمشاركة أو الدعم».

مراد عوض واحد من المصريين العائدين من اليمن كانت قصة عودته مشابهة إلى حد كبير لرفاقه، حيث قال عوض: «تخرجت فى كلية التجارة وكنت أعمل محاسبا فى القاهرة حتى جاءتنى فرصة العمل فى المستشفى السعودى الألمانى فى دولة اليمن، وسافرت للعمل هناك خاصة أن المرتب أضعاف ما كنت أحصل عليه فى مصر ولمدة 4 سنوات قضيتها هناك كانت الأوضاع مستقرة، وهو ما شجعنى على العودة إلى القاهرة للزواج واصحطاب زوجتى معى إلى اليمن، إلا أن الحوثيين استطاعوا السيطرة على العاصمة صنعاء وإجبار الرئيس اليمنى على الفرار، وقاموا بالاستيلاء على المؤسسات الحكومية».

«أنتم فى أمان ولا خوف عليكم ولا داعى للمغادرة» هذا هو الرد الدائم الذى تلقاه عشرات المصريين فى اليمن من السفارة المصرية، هكذا يقول عوض، مضيفا: «فوجئنا بغلق السفارة ورحيل أعضائها إلى القاهرة دون أن يبحث أى منهم عن مصير أبناء بلده فى اليمن مع بدء الضربات الجوية، موضحا أن وسيلة الاتصال كانت من خلال «الواتس آب» ولكن لم يتم الرد على الرسائل والاستغاثات بخلاف التصريحات الصادرة عن الخارجية التى أكدت أن هناك خلية للأزمة تعمل على بحث وإيجاد الوسائل التى تمكن المصريين من العودة مرة أخرى إلى بلدهم، مؤكدا أن السفارة والخارجية المصرية لم تبدآ التحرك الفعلى إلا بعد إثارة أوضاع المصريين فى اليمن عبر وسائل الإعلام الذى مثل ضغطاً قوياً على الحكومة المصرية وطالبها بإيجاد الوسائل التى تكفل العودة الآمنة للمصريين.

وتابع: ومع ذلك فإن التحرك كان بطيئاً، وسبب لنا خيبة أمل كبرى إذ طالبتنا السفارة التى باعتنا بالوصول إلى عمان أو إلى السعودية حتى يتم تدبير وسيلة لنقلنا إلى القاهرة وهو أمر شديد الخطورة ولم تطلبه أى دولة من رعاياها سوى مصر، واضطررنا إلى الانصياع إلى ذلك الأمر على الرغم من خطورته حيث كان من الممكن تعرضنا أنا وزوجتى وابنتى الرضيعة إلى القتل أو الأسر على يد الحوثيين، خاصة بعد مشاركة مصر فى الضربات الجوية.

48 ألف وظيفة أعلنت وزارة القوى العاملة عن توفيرها للمصريين العائدين من اليمن وليبيا، وعلى الرغم من ذلك يرى «مراد» ويحيى وحمدى، أن العائد منها لن يكفى بطبيعة الحال متطلبات العيش فى مصر، وستكون الرواتب أقل بكثير من الرواتب التى كانوا يتقاضونها فى اليمن، يقول حمدى: «منذ عودتنا لم يلتق بنا أحد ولم يسألنا أحد عن أحوالنا وما نحتاجه، وبالتالى ليس لدينا الثقة الكافية فيما ستقدمه لنا الحكومة، إضافة أن الوظائف المعلن عنها من قبل الوزارة نوعية سنتقاضى منها رواتب زهيدة لن تكفى احتياجاتنا».


اليوم السابع -4 -2015









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة