حكاية الفيتورى مع الموت
عاشق إفريقيا الشاعر محمد الفيتورى حكايته مع الحياة والموت غريبة فقد ظل يراوغ الموت زمنا طويلا، وربما هو أكثر شاعر طاردته شائعات الموت، حتى وصل الأمر فى أبريل 2012 إلى أن كتب فاروق شوشة "أنعى لكم الفيتورى" ورد الفيتورى عليهم "شكرا لكل من تذكرنى".. وفى 30 ديسمبر 2013 كانت قناة الميادين قد تناقلت خبر وفاته مما دفع أسرته للخروج لنفى هذه الشائعة.
حكايته مع الحياة
أما حكاية الفيتورى مع الحياة فهى أغرب من حكايته مع الموت فشاعر إفريقيا الكبير الذى وهب نفسه وشعره لها، لم يعرف تحديدا تاريخ ميلاده هل هو 1930 أم 1936، ولم يخضع يوما لبلد واحد فهو السودانى المصرى الليبى، ولد لأب سودانى من أصول ليبية وعاش فى إسكندرية مصر والتحق بكلية دار العلوم بالقاهرة، طرده جعفر النميرى من السودان 1974 وأسقط عنه الجنسية وفى ليبيا تم منحه جواز سفر ليبى وارتبط بعلاقة قوية بالعقيد معمر القذافى وبسقوط نظام القذافى سحبت منه السلطات الليبية الجديدة جواز السفر الليبى، فأقام بالمغرب وفى عام 2014، عادت الحكومة السودانية ومنحته جواز سفر دبلوماسى.
حزن المثقفون عليه
وعبر عدد من الشعراء والمثقفين عن حزنهم لوفاة الشاعر الكبير محمد الفيتورى، فقال الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى، أن وفاة محمد الفيتورى، خسارة كبيرة للعرب، ولمصر خاصة، فقد تعلم فى الأزهر، وكلية دار العلوم، وعاش حياته بصدق، وعبر عن عواطفه باعتباره أفريقى أسود، وهذا ما جعله يلتقى بالشعراء الأوربيون والأفارقة الذين ارتبطوا بحركة الزنوجة.
حجازى: خسارة كبيرة للعرب
وقال الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى، إن وفاة محمد الفيتورى، خسارة كبيرة للعرب، ولمصر خاصة، فقد تعلم فى الأزهر، وكلية دار العلوم، وعاش حياته بصدق، وعبر عن عواطفه باعتباره أفريقى أسود، وهذا ما جعله يلتقى بالشعراء الأوربيون والأفارقة الذين ارتبطوا بحركة الزنوجة.
وأضاف حجازى، أن أول أعمال الفيتورى الشعرية ديوان "أغانى أفريقا" الذى يعتبر حدثًا فريدًا فى الشعر المصرى والعربى، إذ عبر فيه عن مشاعره، وعن رفضه للتفرقة العنصرية التى يلقاها الزنوج، وبعد ذلك توالت أعماله، حتى استطاع أن يؤسس بها مكانًا خاصًا، وفريدًا فى الشعر العربى المعاصر.
درويش: صوت شامخ
وقال الشاعر الدكتور أحمد درويش، الأستاذ بكلية دار العلوم، جامعة القاهرة، أن رحيل الفيتورى خسارة كبيرة للشعر العربى الحديث، إذ كان صوتًا شديد التميز، بل كاد يكون صوتًا منفردًا لا يقلد أحدًا ولا يستطيع أحدًا أن يلقده، فكان يقف بين الأصوات الشامخة منذ نحو سبعين عامًا بالتركيبة الخاصة التى يحملها، ويقتفى فيها ملامح الجنوب بالشمال، والشرق بالغرب، والسمات الإفريقية الخالصة، والسمات العربية، وهموم الإنسان المعاصر، بأشواق الإنسان القديم متصوفًا أو عابدًا أو عاشقًا.
وأوضح الدكتور أحمد درويش، أن الفيتورى كان يتحرك على كل هذه المواقع بموهبة شعرية خارقة، وجدت نفسها أكبر من أى بقعة محددة، ويصعب تصنيفها جغرافيًا فهو وزع بين تربة السودان، وتربة مصر، وأرض ليبيا، ومستقر المغرب، لكن صوته يعمر كل مكان، يوجد فيه متذوق للشعر العربى.
عبد اللطيف: شعره باقِ
وقال الدكتور محمد حماسة عبد اللطيف، نائب رئيس مجمع اللغة العربية، أن بوفاة محمد الفيتورى، فقدت اللغة العربية شاعرًا من شعراؤها الكبار، ولكن ما أبدعه من شعر سوف يبقى موجودًا ما وجد الحرف العربى، فمادام هناك حرف عربى يُكتب، فإن شعره سيبقى، مضيفًا، أن الفيتورى كان يحترم الشعر لأقصى درجة، ويتمثل ذلك فى تلبسه حالة غريبة أثناء القاؤه للشعر، فنكاد حينها لا نعرفه، لأنه ينسجم جدًا ويصبح فى هيئة أخرى غير هيئته المعتادة.
موضوعات متعلقة..
- وفاة الشاعر السودانى محمد الفيتورى بعد صراع مع المرض
عدد الردود 0
بواسطة:
الشربينى الاقصرى
رحل (عاشق إفريقيا) الذى بذر لها بذور النضال .
عدد الردود 0
بواسطة:
الشربينى الاقصرى
ملحوظة هامة جداً..جداً
عدد الردود 0
بواسطة:
الشربينى الاقصرى
ملحوظة هامة جداً..جداً