وقال رئيس المفوضية القومية للانتخابات السودانية مختار الأصم، خلال مؤتمر صحفى فى الخرطوم اليوم الاثنين: "إن المرشح عمر حسن أحمد البشير من المؤتمر الوطنى حصل على عدد أصوات 5 ملايين و252 ألفا و478 صوتا أى 94.5%"من الأصوات".
وواجه البشير حوالى 15 منافسا مغمورا فى الانتخابات التى قاطعتها المعارضة، معتبرة أن الشروط غير متوافرة لانتخابات حرة وعادلة.
ولم يحصل أقرب منافسى البشير الذى حل فى المرتبة الثانية فضل السيد عيسى شعيب المرشح عن حزب الحقيقة الفدرالى سوى على 1.43% من الأصوات.
انتقادات دولية للعملية الانتخابية فى السودان
غير أن بعثة المراقبين التابعة للاتحاد الإفريقى كانت أعلنت بعد انتهاء التصويت عن "نسبة مشاركة ضعيفة عموما بصورة إجمالية"، بالرغم من قرار مفوضية الانتخابات إمهال السودانيين يوما إضافيا للاقتراع.
وأثارت عملية الانتخابات انتقادات دولية، وأصدرت الولايات المتحدة وبريطانيا والنروج بيانا مشتركا الأسبوع الماضى أعربت فيه عن أسفها إزاء "فشل حكومة السودان فى تنظيم انتخابات حرة نزيهة وسط أجواء مواتية".
شوارع الخرطوم كانت فارغة والأعداد محدودة خلال الانتخابات
وكانت قد بدت الشوارع هادئة فى العاصمة الخرطوم وبقية المدن خلال الأيام التى جرت فيها الانتخابات، الأمر الذى جعل الحكومة السودانية تعلن اليوم الأول من الانتخابات عطلة رسمية، وتمديد فترة الانتخابات ليوم خامس، وبرغم من ذلك كانت الأعداد محدودة، خلال ساعات عملية الاقتراع.
وكشفت مصادر وشهود عيان سودانيين فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" خلال اتصال هاتفى من الخرطوم، أن النظام السودانى حاول بكل الطرق إقناع المواطنين بالمشاركة فى العملية الانتخابية، ولكنه لم يفلح فى النهاية، مضيفة أن نظام البشير كان يخصص قوافل ودوريات تمر على البيوت فى الخرطوم لتشجيع المواطنين للنزول للإدلاء بأصواتهم بسبب ضعف المشاركة الانتخابية ولكن دون جدوى، حيث عزف السودانيين عن النزول للمشاركة فى انتخابات معروفة نتيجتها مسبقا.
معارضة الأحزاب السياسية للانتخابات فى السودان
وظهرت خلال الأيام التى سبقت العملية الانتخابية على السطح أصوات الرافضين من الأحزاب والقوى السياسية المعارضة لإجراء تلك الانتخابات فى موعدها المحدد، وبرر كل حزب موقفه الرافض بعدة أسباب، حيث يعتقد كل طرف أنها كافية لوقف سير تلك الانتخابات.
13 مليونا و642 ناخبا لهم حق التصويت بالسودان لم يحضر منهم سوى 46%
وكانت قد أعلنت "المفوضية القومية للانتخابات" بالسودان، أن عدد من يحق لهم التصويت يبلغ 13 مليونا و642 ناخبا مقيدين بالسجل الانتخابى، موزعين على المراكز الانتخابية المنتشرة بمختلف الولايات.
وأوضحت المصادر السودانية أن هذه الأعداد لم تشارك فى العملية الانتخابية، وكانت اللجان فارغة تماما من الناخبين .
وبحسب المفوضية فإن نسبة المشاركة بلغت 46.4% من الناخبين خلال الانتخابات التى استمرت 4 أيام بين 13 و16 أبريل، واختار السودانيون خلالها أيضا مندوبيهم على المستوى الوطنى ومستوى الولايات.
190 منظمة أجنبية تقدمت بطلبات لمراقبة الانتخابات تم الموافقة على 31 فقط
وكانت قد قدمت 190 منظمة أجنبية طلبات لمراقبة الانتخابات منها منظمات من الصين الشعبية وجنوب إفريقيا والبرازيل وفرنسا، ولكن الخرطوم وافقت على طلبات 31 منظمة منها للمشاركة فى الرقابة الدولية على كل مراحل الانتخابات.
مبررات المعارضة لمقاطعة الانتخابات
ويتضح من المشهد السياسى الراهن بالسودان أن المقاطعين لها ساقوا حزمة مبررات لمواقفهم، أهمها اشتعال الحرب فى 7 ولايات وانحياز مؤسسات الدولة والتشكيك فى الإحصاء السكانى وغياب التوافق الوطنى والحريات العامة.
وعزا حزب المؤتمر السودانى "المعارض"، عدم مشاركته فى الانتخابات إلى جملة أسباب، ويحصى رئيس الحزب إبراهيم الشيخ، أسبابا يقول إنها أولية وإستراتيجية لهذا الموقف، منها أن التعداد السكانى الذى تقوم عليه الانتخابات وقامت عليه انتخابات 2010 مشكوك فى نزاهته.
فيما أوضح "الحزب الشيوعى" السودانى، رفضه للانتخابات لأنها غير متكافئة لسيطرة حزب المؤتمر الوطنى على المرافق والمؤسسات، حيث قال السكرتير العام للحزب سيد أحمد الخطيب، فى تصريحات سبقت العملية الانتخابية إن القوات النظامية والقضاء غير مستقلين والمفوضية مُعينة من النظام والإعلام مسيطر عليه.
15 مرشحا من المغمورين ينافسون البشير
الجدير بالذكر أن الشارع السودانى يكاد لا يعرف مرشحا لرئاسة الجمهورية سوى مرشح الحزب الحاكم الرئيس عمر البشير، من ضمن قائمة تضم 15 مرشحا للرئاسة من المغمورين، أو من هواة البحث عن الشهر، بالإضافة للرئيس الحالى عمر البشيرة.
وعلى مستوى الدوائر القومية والولائية، لم ينافس مرشحى حزب المؤتمر الوطنى فى الغالب سوى منشقين من الكيان نفسه، بينما وهب الحزب بعضا من حلفائه دوائر ليضمن بقاءهم ضمن منظومة الحكم القادمة، وتم إعلان فوز بعض المرشحين بالتزكية، بلا منافسة أو ضجيج.
موضوعات متعلقة
غدا.. بدء تقديم الطعون على نتائج الانتخابات الرئاسية السودانية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة