ويرى عصفور فى دراسته وتحليله للرواية أن مؤلفها أراد بها أن تكون احتجاجاً على بداية تصاعد تطرف الجماعات الدينية فى مصر وجنوحها إلى العنف تأكيداً لحضورها السياسى، وفرضا لتأويلاتها التى لا تقبل الاختلاف، ولا تعترف بوجوده أصلا وكانت اعتداءات هذه الجماعات على المجتمع المدنى فى مصر قد بدت واضحة تمامًا فى عينى عبد الحكيم قاسم عندما كتب روايته أواخر العام السابع والسبعين، أثناء غيابه عن مصر وإقامته فى ألمانيا بعد أن أرقته أخبار هذه الجماعات وما سمع عن تصعيدها العنف الذى بدأته جماعة الفنية العسكرية، وذلك فى المتوالية التى وصلت إلى جماعة التكفير والهجرة سنة 1977، السنة نفسها التى فرغ عبد الحكيم قاسم فى نهايتها من روايته الرافضة لتطرف هذه الجماعات وجنوحها إلى العنف، والسنة نفسها التى انتهى فيها تحالف السادات والجماعات الإسلامية فى أعقاب زيارته للقدس، ومن ثم توتر العلاقات بين هذه الجماعات والدولة إلى أن انتهى الأمر باغتيال السادات عام 1981.
والرواية تستخدم بعض العلامات الزمانية التى تشد الرواية إلى الزمن الخارجى لنشرها وازدواج أو التباس الدلالة الزمنية ملازمة لدرجة متعمدة من التجريد التى تجعل أحداث الرواية أمثولة دالة دينيا واجتماعيا وسياسيا فى الوقت نفسه.
موضوعات متعلقة..
رئيس هيئة الشارقة للكتاب لـ"اليوم السابع": وفاة الأبنودى خسارة لكل العرب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة