"مشاكل نشر كتب الطفل" بمهرجان الشارقة القرائى

الخميس، 30 أبريل 2015 02:00 ص
"مشاكل نشر كتب الطفل" بمهرجان الشارقة القرائى جانب من الندوة
رسالة الشارقة - عبد الحليم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الناقد الأدبى زكريا أحمد أن القراءة هى المفتاح الرئيس للوصول إلى الكتاب وهى حجر الزاويا لازدهار حركة النشر، ومن دون قراءة لا يمكن أن تقوم أى قائمة لصناعة النشر ولن تتطور أبداً، جاء ذلك خلال الندوة التى أقيمت ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائى للطفل فى دورته السابعة والتى ناقشت موضوع المشكلات التى تواجه نشر كتب الأطفال.

وبدأ احمد زكريا حديثه قائلاً: نسعد بمشاركتنا فى هذا المهرجان الذى يهدف إلى بث الوعى والمعرفة بين أطفالنا، والذى يتميز بتنوع الأنشطة التى يستمتع بها كل أفراد الاسرة، والذى بات بمثابة عيداً سنوياً تنتظره الأسر على احر من الجمر لما يتضمنه من أنشطة وفعاليات هادفة تم الترتيب لها بشكل بحكم ودقيق والتى يجد فيها الطفل كل ما يحتاجه من كتب وأنشطة وفعاليات لرفع مهاراته فى كافة المجالات.

وحول موضوع الندوة قال زكريا احمد: نسمع اليوم بالشكاوى الكثيرة التى يطلقها العاملون فى مجال أدب الأطفال من كُتاب وناشرين وطابعين وموزعين، هذه الشكاوى التى تنحصر فى إرتفاع تكاليف مدخلات الطباعة، وإرتفاع كلفة التوزيع، وضعف العملية الشرائية فى سوق الكتب، ولهذه المشاكل أسباب عديدة تتداخل مع بعضها البعض، فضعف الدعم الرسمى المقدم لهذه الصناعة، وعدم توفر بنيات تحتية ثقافية متينة، وغياب التشجيع على القراءة داخل الأسر والمدارس، وقلة عدد المكتبات المدرسية والعامة فى عدد كبير من الدول تعتبر من أبرز هذه الأسباب.

وأكد زكريا احمد على أن هناك مشكلة كبيرة أيضاً تواجه نشر كتب الأطفال وهى مشكلة التسويق والترويج، فلا يوجد إهتمام بهذا الجانب إطلاقاً فى دولنا، وذكر أن صحيفتى الغارديان والديلى تلغراف فى بريطانيا تقوم بتحرير صفحة يومية متخصصة فى أدب الطفل، والمطالع لها تنفتح عليه افاقاً واسعة من المعارف والنقاشات التى تناقش قضايا الأطفال ومشاكلهم، كما يجد عرضاَ وافياً للكتب الأكثر مبيعاً فى أدب الأطفال ومساحة لصد حديثاً تعرض كل التفاصيل المتعلقة بالإصدارات الجديدة للكتب، كما أنها تفرد مساحة مقدرة للرد على إستفسارات الأسر حول مشاكل عدم إقبال أطفالهم على القراءة، ولكن وللأسف ففى عالمنا العربى لا يوجد ترويج لكتب الطفل إلا من خلال هذه المهرجانات.

وفى مداخلة له خلال الندوة أفاد الإعلامى الكبير فؤاد قنديل بأننا نعانى كثيراً فى عملية الترويج لكتب الأطفال فحتى مجلاتنا الخاصة بالطفل لا تشير إلى الكتب الصادرة حديثاً، وأكد على أن وسائل الإعلام فى الدول المتقدمة لا تتعامل مع الترويج والإعلان للكتب الحديثة معاملة الإعلان العادى مهما زادت مساحات عرضه، وينبع هذا الموقف من إيمانهم الكبير بأهمية الكتاب ودوره المتعاظم فى رُقى المجتمعات وتطورها.

وأشار قنديل إلى أهمية النقد فى عملية الترويج للكتب المفيدة بالنسبة للأطفال، والذى يساعد الأسر فى عملية إختيار الكتب ذات المحتوى القيّم والتى تناسب أطفالهم، ولكن نجد أن هذا الدور ضعيف جدا فى عالمنا العربي، لذلك كثيراً ما تجد الأسر نفسها فى حيرة من أمرها حينما يتعلق الأمر بشراء الكتب لأطفالها.

أما فيما يخص المعالجات فقد وضع احمد زكريا حزمة من الحلول وتمنى أن تجد الإهتمام اللازم من قبل المختصين والقائمين على أمر الثقافة وأدب الطفل فى عالمنا العربي، وأكد على أن الإرتقاء بهذه الصناعة لن يتم بمعزل عن الدعم الكافى الذى يجب أن تقدمه وزارات الثقافة لدور النشر العاملة فى أدب الطفل التى تثبت جدارتها من خلال الأعمال التى تقدمها، كما أشار إلى أهمية تشجيع الأطفال على القراءة من خلال الإهتمام بحصص المطالعة والقراءة الحرة فى المدارس وضرورة تضمينها فى الجدول الدراسى ففى دولة اليابان يبدأ الأطفال يومهم الدراسى ب 10 دقائق قراءة حرة.

وأشاد بدولة الإمارات فى هذا الجانب التى تهتم كثيراً بثقافة الطفل والمجتمع والتى تأتى إمارة الشارقة على صدارتها، وضرب مثالاً بمشروع ثقافة بلا حدود الذى أطلقته إمارة الشارقة والذى تحصل من خلاله كل أسرة مقيمة فيها على 50 كتاب، وأضاف زكريا ويمكن للأسر أن تتبادل هذه الكتب فيما بينها وأن تقيم جلسات نقاش حول المواضيع التى تتناولها.

وخلال الندوة قام احمد زكريا بتسليط الضوء على المشروع الذى ينوى إطلاقه والذى يحمل أسم "ألف كتاب قبل الروضة" الذى يهدف إلى إدخال الطفل إلى المدرسة وهو قارئ لألف كتاب، وقال: من خلال هذا المشروع يمكن أن نستهدف الطفل حتى وهو فى بطن أمه ففى دولة اليابان تقوم الأم بقراءة الكتب للطفل وهو فى بطنها فهنالك يعملون بمقولة علموا اولادكم قبل ميلادهم، وتقوم الأم يومياً بقراءة ساعة لغة يابانية وساعة رياضيات وساعة موسيقى.

فقد ثبت علمياً أن الأم التى تُداوم على القراءة خلال فترة حملها فإن طفلها يخرج إلى الوجود متحمساً للقراءة ومتهياً لها، وأكد على أن هذا لا يعتبر خيالاً علمياً وإنما هى تجارب أثبتت نجاحها، وأنا اسعى إلى تطبيقها من خلال هذا المشروع الذى اعتبر أن الأسرة هى اللاعب الأساسى فى نجاحه لأن أفرادها هم الذين سيقومون بقراءة الكتب للطفل.


موضوعات متعلقة..


الشارقة القرائى يطالب بإدخال السينما ضمن المنهج الدراسى للأطفال








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة