أوباما يصدم إسرائيل ويؤكد: اعتراف إيران بتل أبيب لا يدخل فى إطار اتفاق لوزان.. ومجموعات ضغط يهودية وعربية وإيرانية ترحب.. وطهران تستغل انشغال العالم بالنووى وتهتم بالفضاء الإلكترونى

الثلاثاء، 07 أبريل 2015 03:46 م
أوباما يصدم إسرائيل ويؤكد: اعتراف إيران بتل أبيب لا يدخل فى إطار اتفاق لوزان.. ومجموعات ضغط يهودية وعربية وإيرانية ترحب.. وطهران تستغل انشغال العالم بالنووى وتهتم بالفضاء الإلكترونى الرئيس الأمريكى باراك أوباما
كتبت ريم عبد الحميد ـ ووكالات الأنباء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى تصريحات تنبىء بتحولات فى السياسة الخارجية الأمريكية، سكب الرئيس باراك أوباما ماء بارداً على طلب إسرائيلى بأن يستند الاتفاق النووى الإيرانى إلى اعتراف طهران بإسرائيل، وقال إن هذا الأمر ينطوى على "خطأ جوهرى فى التقدير".

واعتبر أوباما فى مقابلة مع إذاعة "إن بى أر" الأمريكية، أن طلب إسرائيل يتخطى إطار المفاوضات حول البرنامج النووى الإيرانى، موضحاً أن "القول بأن علينا الربط بين عدم حصول إيران على السلاح النووى فى اتفاق يمكن التحقق منه باعتراف إيران بإسرائيل، وكأننا نقول إننا لن نوقع أى اتفاق إلا إذا تغيرت طبيعة النظام الإيرانى بالكامل"، مضيفاً "هذا فى رأيى خطأ جوهرى فى التقدير"، مضيفاً "نحن لا نريد أن تحصل ايران على السلاح الذرى لأننا تحديدا لا يمكن أن نتوقع طبيعة التغيير فى النظام.. لكن إذا تحولت إيران فجأة إلى بلد شبيه بألمانيا أو السويد أو فرنسا، عندها ستكون هناك محادثات ذات طابع مختلف حول بنيتها التحتية النووية".

إسرائيل تشترط الاستجابة لمطالبها


وقدمت إسرائيل سلسلة مطالب قالت إنها ستجعل، إذا ما تمت تلبيتها، الاتفاق النهائى المتوقع إبرامه بين الدول الكبرى وإيران حول البرنامج النووى الإيرانى أكثر قبولا بالنسبة إليها من الاتفاق المرحلى الذى تم التوصل إليه الأسبوع الماضى، وقال وزير الاستخبارات الإسرائيلى يوفال شتاينيتز القريب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن تطمينات أوباما بشأن أمن إسرائيل غير كافية، وأنه يجب تعديل الاتفاق المرحلى بشكل جذرى، مؤكدا أن خيار استخدام القوة يبقى "على الطاولة" بالنسبة لإسرائيل.

ومن هذه المطالب وقف إيران الأبحاث فى مجال أجهزة الطرد المركزى الحديثة وتطويرها. وأعرب الوزير عن القلق من أن تكون طهران فى حال سمح لها بإجراء هذه الأبحاث، قادرة على إنتاج ما يكفى من اليورانيوم العالى التخصيب، لإنتاج قنبلة ذرية خلال ثلاثة أو أربعة أشهر، كما تحدث عن خفض عدد أجهزة الطرد المركزى التى ستستمر إيران فى تشغيلها، وإغلاق موقع فوردو للتخصيب تحت الأرض، ونقل مخزون اليورانيوم الإيرانى الضعيف التخصيب إلى خارج إيران، والسماح للمفتشين الدوليين الذين سيكلفون الإشراف على تطبيق الاتفاق "بزيارة أى موقع فى أى وقت" ومطالبة إيران بالكشف عن كل أنشطتها النووية السابقة والتى يشتبه بأن لها بعدا عسكريا.

ثلاث مجموعات ضغط فى الولايات المتحدة ترحب بالاتفاق المرحلى


وفى ضربة جديدة لإسرائيل، أعلنت ثلاث مجموعات ضغط يهودية وعربية وإيرانية فى الولايات المتحدة فى بيان مشترك ترحيبها بالاتفاق المرحلى، معتبرة أن من شأنه حل النزاعات فى الشرق الأوسط، وقالت "نهنئ الرئيس (باراك) أوباما ووزير الخارجية (جون) كيرى والمفاوضين الأمريكيين على توصلهم إلى اتفاق تاريخى يؤمن إطارا لمنع إيران من الحصول على السلاح النووى وتجنب حرب كارثية".

ومجموعات الضغط الثلاث الموقعة على البيان، هى "المعهد العربى الأمريكى" والمجموعة اليهودية الأمريكية التقدمية "جى ستريت" و"المجلس الوطنى الإيرانى الأمريكى".

وأضاف البيان "بصفتنا عرب أمريكيين ويهود أمريكيين وإيرانيين أمريكيين، فإن لدينا إدراكا خاصا لما يمكن أن يعنيه هذا الاتفاق للشرق الأوسط"، وتابعت اللوبيات الثلاثة أن "هذه التسوية يمكن أن تشكل خطوة أولى مهمة نحو خفض حدة التوترات الإقليمية وفتح الطريق أمام حل نزاعات عديدة".

واشنطن تنفى وجود غموض حول رفع العقوبات عن إيران


من جهة أخرى قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، إنه لا يوجد غموض بشأن الطلب الأمريكى برفع العقوبات المفروضة على طهران على مراحل، مؤكداً "لم يكن موقفنا على الإطلاق أن كل العقوبات ضد إيران يجب أن ترفع منذ اليوم الأول."

من جانبه قال حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبنانى


إن اتفاق الإطار النووى الذى أبرمته إيران مع القوى العالمية الأسبوع الماضى يبعد شبح الحرب الإقليمية، مضيفاً فى مقابلة مع قناة الإخبارية السورية بثت مساء أمس الاثنين "لا شك بأن الاتفاق النووى الإيرانى ستكون له نتائج كبيرة ومهمة على المنطقة.. الاتفاق إن حصل إن شاء الله سيبعد شبح الحرب الإقليمية والحرب العالمية على منطقتنا وهذا من أبسط وأوضح الإنجازات حتى الآن".

طهران تستغل انشغال العالم بالنووى وتهتم بالفضاء الإلكترونى


بالتزامن مع ذلك قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أنه فى الوقت الذى تعمل فيه القوى العالمية على وقف البرنامج النووى الإيرانى، فإن الجمهورية الإسلامية تعزز طموحاتها فى الفضاء الإلكترونى، وتنصب نفسها كزعيمة تكنولوجية محتملة فى منطقة مضطربة وحاسمة استراتيجيا.

ففى السنوات الأخيرة، دشنت إيران رابط بيانات جديد عالى الكفاءة إلى أوروبا، يقدم خدمات الجيل الثالث والرابع الخلوية لملايين من المستهلكين، وأصبحت مشترى رئيسى فى السوق الجديد الصاخبة لعناوين "IP"، والتى تعد اللبنة الأساسية لعالم الإننترنت، ولا يرى الخبراء الغربيون الذين يراقبون تلك التطورات أدلة كبيرة على أن هدفها تعزيز قدرات الحرب الإلكترونية لإيران التى هى هائلة بالفعل، ويرون بدلا من ذلك أن إيران تقوم باستثمارات فى مجال التكنولوجيا المدنية التى يمكن أن تساعدها على بناء اقتصاد أكثر انفتاحا وحداثة، لاسيما لو تحول الاتفاق الإطارى الذى تم التوصل إليه الأسبوع الماضى إلى اتفاقية نهائية، وتم تخفيف العقوبات الدولية.

وتتابع الصحيفة قائلة إنه على الرغم من القلق العميق من إيران، إلا أن بعض المراقبين يرون تلك الخطوات التكنولوجية، إلى جانب المحادثات النووية، علامة على أن الرئيس الإيرانى حسن روحانى حريص على تطبيع العلاقات بين بلاده والعالم الخارجى بعد سنوات من العزلة، ووفقا لشركة تحليل بيانات أداء الإنترنت الأمريكية "داين"، فإن الشركة الإيرانية اشترت خلال الأشهر الـ15 الماضية أكثر من مليون عنوان IP، بمعدل 10 دولارات للعنوان الواحد، وتلك الاستثمارات هى محاولة لتسهيل حصول الإيرانيين على خدمات الإنترنت.

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن أى تقدم فى قضية إيران يسبب بعض القلق فى الغرب نظرا لتاريخ البلاد من تبنى سياسة خارجية عنيفة، إلا أن الخبراء يقولون إنهم لا يرون خطرا جديدا فى شراء عناوين الـ IP، أو تحسين خدمات البيانات الخلوية، وقال ريتشارد نيفيو، المسئول السابق بالخارجية الأمريكية الذى ساعد فى مراقبة تطبيق نظام العقوبات الأمريكية ضد إيران، والخبير الآن بمركز سياسة الطاقة العالمية فى جامعة كولومبيا أن شعوره أن هذا الأمر لا يعد فقط شيئا جيدا، ولكنه عظيم، فقد قامت إيران بتلك الاستثمارات برغم تدهور الاقتصاد المحلى، وضعف العملة وزيادة العقوبات الدولية. وقد سمحت العقوبات الغربية بشكل عام بالتجارة فى معدات الاتصالات الشخصية لتشجيع الاتصال الحر بين الإيرانيين والدخول إلى مصادر المعلومات الأجنبية. وتعد سرعة الإنترنت فيها بطيئة بالمقاييس العالمية.

صراع الإصلاحيين مع المتشددين لتشكيل مسار البلاد


وتمضى الصحيفة فى القول بأن الغربيين الذين يتابعون تطور صناعة الإنترنت فى إيران يرون الأمر فى إطار صراع الإصلاحيين مع المتشددين لتشكيل مسار البلاد. والنتيجة كما يقول المراقبون، مزيجا مربكا من الاتجاهات فى عدد من القضايا مثل حقوق الإنسان والتطور النووى وأيضا سياسات الإنترنت.

ولفتت الصحيفة إلى أن إيران لديها واحد من أنشط فرق "المحاربين الإلكترونيين" وأحد أنظمة الرقابة الإلكترونية الأكثر صرامة، وتمنع بعض مواقع الإنترنت الشهيرة مثل فيس بوك وتويتر ويوتيوب، كما أن البلاد لديها شبكة كمبيوتر داخلية غير عادية تطلق عليها " الإنترنت الحلال"، وأطلقت فى فبراير الماضى محرك بحث خاص بها باللغة الفارسية.

وأكدت واشنطن بوست أن رابط البيانات إلى أوروبا، وهو جزء من كابل بحرى يمتد على مسافة 600 ميل من ألمانيا إلى عمان، هو خطوة سريعة للتواصل الدولى الأفضل، وكذلك تقديم خدمات الموبايل من الجيلين لثالث والرابع التى لديها القدرة على توسيع الاتصال العالمى للإيرانيين بشكل كبير. وينطبق الأمر نفسه على حصول إيران على عناوينIP بسهولة والتى تسمح لمزيد من الأجهزة للاتصال بسهولة إلى الإنترنت.

من جهة أخرى تواصلت التحليلات الغربية حول توقيع الاتفاق الإطارى، فقد انتقدت "واشنطن بوست" موقف أوباما من الاتفاق، وقالت فى افتتاحيتها اليوم، الثلاثاء، تحت عنوان"أوباما يسير على خط مشدود فى الاتفاق الإطارى النووى الإيرانى" أن الرئيس الأمريكى بإصراره صراحة على أنه لا يوجد بديل عن الشروط التى وافق عليها يساعد على تأكيد أن خيار الإبقاء على العقوبات مع الإصرار على أن توافق إيران على تعطيل مزيد من البنى التحتية النووية، لم يعد بديلا عمليا.

وفى نفس الوقت، تتابع الصحيفة، فإن موقف البيت الأبيض يخاطر بإضعاف وضعه التفاوضى فى المساومة الحاسمة مع إيران، فقد اعترف أوباما أن بعض التفاصيل الحيوية لم يتم العمل عليها بعد، مثل كيفية ربط رفع العقوبات عن إيران بتطبيقها خطوات مثل خفض مخزونها من اليورانيوم المخصب وقاعدتها من أجهزة الطرد المركزى، وما يثير القلق أن البيانات الصادرة عن إيران وأمريكا مختلفة بشدة فى هذه النقطة، فبينما يقول البيان الأمريكى إن العقوبات ستعلق بعد أن تتحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن إيران اتخذت كل الخطوات الرئيسية المتعلقة بالبرنامج النووى، فإن طهران تقول إنه فى نفس الوقت الذى يبدأ تطبيق إيران للخطوات، سيتم إلغاء كل العقوبات بشكل أتوماتيكى فى يوم واحد محدد".

وأكدت الصحيفة على أن الهوة بين هذين السيناريوهين هامة للغاية، وما لم يكون رفع العقوبات مشروطا بالأداء الإيرانى، فإن الولايات المتحدة وشركاءها سيخسرون نفوذهم.

وتمضى الصحيفة قائلة إن خلافات هامة أخرى ربما تكون قد دفنت فى تلك التفاصيل غير المحددة بعد مثل ما يتعلم بكيفية دخول المفتشين إلى المواقع النووية الجديدة التى يشتبه بها، وكيف سيحصلون على إجابات للأسئلة القائمة فيما يتعلق بعمل إيران السابق على تصميمات رؤوس حربية نووية. ورأت الصحيفة أن أوباما بإصراره على أن الاتفاق هو أفضل خيار ممكن، يصعب على مفاوضيه الانسحاب من المحادثات القادمة إذ لم يكونوا قادرين على الحصول على شروط مرضية. ولو واصلت إيران إصرارها على الرفع الفورى للعقوبات، فهل سيستلم الرئيس أن يتراجع عن خطابه الحالى.


موضوعات متعلقة


- واشنطن بوست: أوباما يخاطر بإضعاف موقف أمريكا بالمفاوضات القادمة مع إيران








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة