الأماكن السياحية على "انستجرام" "حمادة".. وفى الحقيقة "حمادة تانى خالص"

إذا سافرت فى رحلة ولم تلتقط صورًا توثق لكل لحظة فى رحلتك، فأنت لم تسافر قط. هذا هو القانون الجديد لعالم تحكمه "السوشيال ميديا"، والناس أصبحت تعتبر أن كل لحظة لم تنشر على مواقع التواصل لم تحدث قط، لذا يحرص الجميع على التقاط صور رائعة للأماكن السياحية ينشرونها على موقع الصور الاجتماعى الأشهر "إنستجرام"، وبالطبع لأن الجميع يحب أن تكون صوره رائعة تثير الحسد والغيرة فى نفوس متابعيه فإن ما نراه على "إنستجرام" يكون جزءًا من الحقيقة، وكثيرًا ما يكون جزءًا مضللاً من الحقيقة.

مقارنة بسيطة بين صورة واقعية للعديد من الأماكن السياحية الشهيرة، والصور المنشورة على موقع "إنستجرام" من الممكن أن تقلل كثيرًا من غيرتك من أصدقائك الذين يغرقون "تايملاين" الإنستجرام بصور للأماكن السياحية الساحرة التى يزورونها، من بينها على سبيل "سور الصين العظيم" الذى ترى صوره الرائعة وتحلم بالمرور فوق الممشى التاريخى الذى يرجع عمره إلى العام 500 قبل الميلاد، ولكن فى الحقيقة إذا زرت الصين لن تتمكن من التسكع على سلالمه لثوانٍ حيث يزوره أكثر من 10 ملايين زائر سنويًا، وبالتالى فإن محاولة المشى فوقه هى تكرار مؤلم لمحاولة النزول فى محطة مترو "الشهداء".


الأمر نفسه ينطبق على زيارة التمثال البرونزى لحورية البحر للنحات إدوارد إريكسن على صخرة منتزه Langelinie فى كوبنهاجن بالدنمارك، فالصور على إنستجرام تجعلك تشعر بأنك يمكن أن تلمس التمثال وتظهر ملامحه بشكل ساحر، بينما الحقيقة أنك لن تستطيع الاقتراب منه سوى بزر "الزووم" فى كاميراتك، بسبب الملايين المتواجدين فى المكان.