قال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله تعليقا على حملة "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين فى اليمن، إن السبب الأول والأهم والجوهرى الذى دفع المملكة للتدخل، "هو أن رجال السلطة فى السعودية يريدون استعادة الهيمنة على اليمن، لأنهم خسروه. مشيرا إلى أن اتهام إيران بالهيمنة على اليمن لا أساس له من الصحة.
واعتبر حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله فى مقابلة أجرتها معه القناة الإخبارية السورية، أن خروج اليمن من هيمنة السعودية فهذا يعنى خروجها من الهيمنة الأمريكية، مشيرا إلى أن موقعها استراتيجى وحساس للغاية، مستبعدا أن تتركها أمريكا على حد قوله.
وأضاف حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله "إذن السعودية تريد إعادة السيطرة على اليمن، أمريكا تريد اليمن، ولا تريد أن يكون اليمن خارج إرادتها لأنه إذا كان خارج إرادة السعودية فهو خارج إرادتها. إسرائيل ليس لديها مصلحة أن يكون هذا الشعب بهذا الخط السياسى وهذه العقيدة السياسية ـ الموضوع ليس مذهبياً ـ بهذه العقيدة السياسية وإلا ليكن مذهبهم "شو ما كان" شيعة، إمامية، زيدية، رافضة، سنة، شوافع، أحناف، إباضية، ليس مهماً إذا كانوا مع الأمريكان ومع إسرائيل. "شو المشكلة ليس لديهم مشكلة الجماعة".
واعتبر حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله أن من بين أسباب التدخل فى اليمن هى إسرائيل، فرغم أنه يرى أن باب المندب له تأثير اقتصادى واستراتيجى على كل وضع المنطقة، لكنه يؤثر بشكل خاص على إسرائيل، مشيرا إلى أنه لهذا السبب تدعم إسرائيل وتؤيد علناً القرار العربى وقرار جامعة الدول العربية، مؤكدا أنها قد "تتدخل فى لحظة من اللحظات إذا كان هناك حاجة لتدخل إسرائيل فى معركة اليمن.. أما الأمريكان فهم متدخلون: معلومات، واستخبارات، وإمكانات وتزويد الوقود فى الجو."
ورأى حسن نصر الله أن هناك سببا آخر للتدخل "وهو حاجة حكام آل سعود لحرب من أجل الوضع الداخلى. الوضع الداخلى فى السعودية وضع غير جيد بالنسبة لهم، هناك تراكم: موضوع البطالة، وموضوع الفقر وهذه المملكة التى تنفق مليارات الدولارات على الحروب فى الخارج."
وزعم نصر الله هجوما على السعودية قائلا إنها "تدفع أموالاً بسورية حتى تقاتل الوضع فى سورية، تدفع أموالاً فى العراق، تدفع أموالاً فى اليمن، تدفع أموالاً فى الصومال، تدفع أموالاً فى لبنان، هى تدفع الأموال.. هى لديها إعلام وأموال ومشايخ للفتوى."
وبسؤاله عن الوضع فى اليمن وما إذا كانت هناك فرصة للمفاوضات مع الرياض، قال نصر الله إنه ليس المطلوب التفاوض مع السعودية، المطلوب أن تقف الحرب وأن يكون هناك رعاية ما، مثل الأمم المتحدة وبضمانات دولية لرعاية حوار يمنى ـ يمنى، إذا كان المقصود إنقاذ الشعب اليمنى والحفاظ على الشعب اليمنى والشرعية فى اليمن، على حد قوله.
وأوضح أن الحوثيين منفتحون على حوار، ولكن على أرض محايدة، وبرعاية جهات دولية تضمن نتائج هذا الحوار، على حد تعبيره.
وبسؤاله عن تأييد تركيا وباكستان للتدخل فى اليمن، وكيف قرأه حزب الله، قال حسن نصر الله إن باكستان تعتبر أن السعودية لها أفضال عليها، معتبرا أن "باكستان لديها مشكلة خصوصاً نواز شريف لأن تمويله سعودى ودعمه سعودى"، مشيرا إلى أنه قد يكون موقف إسلام آباد معنيا أكثر بالدفاع عن السعودية وليس المشاركة فى العملية العسكرية فى اليمن.
أما عن الموقف التركى، قال نصر الله إن حساباتها مختلفة وليست مثل باكستان، معتبرا أنها لا تقرأ المنطقة وتعيد حساباتها نتيجة فشلها فى أماكن مختلفة فى سوريا وليبيا قائلا " فى سوريا يوجد فشل، فى ليبيا الأمور مغلقة، لأن تركيا لها علاقة بالذى يحصل فى ليبيا ولها علاقة بالذى يحصل فى بسوريا وبالعراق"
وأوضح أن تركيا ربما تريد ترتيب العلاقة مع السعودية خاصة بعدما وقع انشقاق كبير بينهما، ثم ليبيا التى زادت هذا الشقاق معتبرا أن موقف تركيا مجاملة للرياض بدعوى الحد من النفوذ الإيرانى، بهدف التقرب منها وإعادة لم الصفوف لتحقيق أهداف معينة، مستبعدا أن تشارك تركيا فى العملية العسكرية.
وعن العملية المستمرة فى اليمن، ودخول الحوثيين إلى قلب الداخل السعودى، قال نصر الله إنه حتى هذه اللحظة لم تحقق العملية أهدافها مشبها إياها بحرب تموز وحروب غزة، معتبرا أن طلب الاستسلام وتسليم السلاح من نصار الله وحلفائهم "فيه شىء من الغباء" لأن السلاح المتوسط والثقيل فى اليمن هو سلاح شخصى.
أما عن فكرة الإنجاز العسكرى، قال نصر الله إن "العدوان السعودى الأمريكى على اليمن فشل فشلا ذريعا، معتبرا أن "الإنجاز الأول أنهم جعلوا الغالبية الساحقة من الشعب اليمنى ضد السعودية بالمطلق".
واعتبر أيضا أن التدخل العسكرى فى اليمن يمثل دعما لداعش والقاعدة الذين يشكلان خطرا على السعودية وكل دول الخليج، على حد قوله.
أما عن الاتفاق المبدئى الذى توصلت إليه إيران مع مجموعة الدول الست بشأن برنامجها النووى قال نصر الله، إنه يمثل إنجازا كبيرا جداً، معتبرا أن تجربة التفاوض على الملف النووى الإيرانى يجب أن يُتخذ منها العبرة وتُدرس وتُحلل ويُستخلص منها دروس ونتائج لكل الدول والحكومات والشعوب أيضاً التى تتفاوض على قضايا محقة، مشيرا إلى أول نتائجه استبعاد الحرب الإقليمية، " لأنه دائما كان العدو الإسرائيلى يهدد بقصف المنشآت النووية فى إيران، هذا القصف كان يمكن أن يؤدى بل طبعاً كان سيؤدى إلى حرب إقليمية، وقد تتطور الحرب الإقليمية إلى حرب عالمية".
وأضاف بالقول أن ما كان يريد الفشل لإيران و"محاصرة إيران وإضعاف إيران وضرب إيران وإخضاع إيران"، هذا الاتفاق سيغير الأمر، مشيرا إلى أن "الحصار والعقوبات لن يُخضعا إيران وحرب مع إيران النووية لا توصل إلى نتيجة، إذن الطريق الوحيد هو الدبلوماسية".
حسن نصر الله:يهاجم السعودية ويتهمها بالسعى للسيطرة على اليمن
الثلاثاء، 07 أبريل 2015 03:08 م
حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله