وقال: "علاقاتنا التى تمتد عبر التاريخ تستمد قوتها من القيم الأصيلة والتراث الإنسانى الغنى الذى كان للحضارة المصرية إسهامها الكبير فى إثرائه على ضفاف المتوسط.. وإذ نفخر بالدور الذى لعبته حضارات البحر المتوسط كمهد للعلوم والتقدم البشرى، فإننا نتطلع للعمل سويًا كى يكون تعاوننا الوثيق سبيلاً لتحقيق تطلعات شعبينا وشعوب المتوسط بأسرها".
محلب: مصر على أعتاب مرحلة انطلاق اقتصادى
وأضاف رئيس الوزراء: "لاشك أن قرب الانتهاء من تطبيق خريطة الطريق وعودة الأمن والاستقرار للبلاد يجعل مصر على أعتاب مرحلة انطلاق اقتصادى بما يضعها فى المكانة التى تليق بها، وتتناسب مع الموارد البشرية الهائلة التى تتمتع بها، وما يحمله ذلك من فرص استثمارية كبيرة، ولذا أدعو الشركات وقطاع الأعمال الفرنسى إلى استثمارها والاستفادة منها، وبما يحقق آمال وطموحات بلدينا وشعبينا".
وتابع: "نحن نسابق الزمن لبناء مجتمع مدنى عصرى يعتز بقيمه وبإرثه الثقافي، ويوفر العيش الكريم لمواطنيه ويحقق مطالبهم فى الحرية والأمن والاستقرار والعدالة الاجتماعية".
وأشار رئيس الوزراء إلى أن البيئة الإستراتيجية الجديدة فى منطقة المتوسط والتغيرات الجذرية التى تشهدها تفرض على بلدينا، ومن واقع الثقل الذى تتمتعان به فى محيطهما الإقليمي، ضرورة حشد جهودنا المشتركة لإعادة الاستقرار لبؤر التوتر والاضطراب فى المنطقة، والعمل على التصدى للتحديات المتصاعدة، وعلى رأسها التطرف والإرهاب، وذلك من واقع إدراكنا المشترك لخطورة هذا التهديد على ضوء معاناة كل من مصر وفرنسا من شرور الإرهاب.
تأسيس شراكة اقتصادية ناجحة
وتابع: من هذا المنطلق، فإننى على ثقة أن مباحثاتنا اليوم ستعكس هذا التقارب فى الرؤى بين بلدينا الصديقين وسوف ستمثل نقطة تحول فى العلاقات المصرية الفرنسية، وبداية لتأسيس مشاركات اقتصادية ناجحة، تبنى على المصلحة المشتركة للجانبين، وتساهم فى تحقيق التنمية الشاملة التى يستحقها الشعبان المصرى والفرنسى".
ووجه رئيس الوزراء الدعوة لنظيره الفرنسى لزيارة مصر، كما وجه رسالة للفرنسيين قائلاً: أجدد دعوتى للشعب الفرنسى الصديق لزيارة مصر بمقاصدها السياحية التاريخية والثقافية والترفيهية، بما يعمق التفاهم والتواصل بين شعبينا.
وفى مؤتمر صحفى عقد بمقر مجلس الوزراء الفرنسى، أشاد رئيس الوزراء الفرنسى بالعلاقات بين البلدين وترحيبه برئيس الوزراء المصرى، مثمنا المباحثات المثمرة التى تم إجراؤها.
مواجهة التهديدات والعمليات الارهابية
وأوضح أنه تم التطرق إلى التحديات الإقليمية التى تواجه المنطقة، وسبل التعاون والتنسيق المشترك بين مصر وفرنسا لمواجهتها، وعلى رأسها التهديدات والعمليات الإرهابية، كما تم بحث مجالات التعاون المشترك فى ملفات البنية التحتية، والتعليم الفنى والتدريب، والمشروعات المشتركة فى قطاعات النقل، والطاقة التقليدية والجديدة والمتجددة والنووية.
كما أشاد بالعلاقات الثنائية المتميزة التى تتمتع بها مصر وفرنسا فى كل المجالات، والتى انعكست فى استمرار توقيع اتفاقيات التعاون خلال الزيارة.
واعلن أنه تلقى دعوة كريمة من قبل رئيس الوزراء المصرى لزيارة مصر قريبًا، ودعا جميع الفرنسيين لزيارة مصر، فمصر بلد جميل على الجميع زيارته.
وأوضح أن المباحثات تطرقت كذلك إلى العلاقات الثقافية بين البلدين، والتعليم العالى، وتم التركيز على الدور الذى تلعبه مصر من أجل دعم الاستقرار بالمنطقة، وتم الاتفاق على تعزيز التعاون فى مجالات الدفاع والأمن، وتابع: "سنعمل معًا فى عدد من الملفات، منها النقل والصناعات الغذائية، وغيرهما".
كما أشار فى النهاية إلى أن العلاقات الثنائية هى علاقات متميزة وفى أفضل ما يكون، قائلاً: "نريد العمل مع مصر فى كل المجالات والقطاعات، لدعم مستقبل التنمية فيها".
من جانبه اعتبر المهندس إبراهيم محلب هذه الزيارة ناجحة، وهى خطوة على طريق تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين، مشيرًا إلى أن هناك رؤية لشراكة استراتيجية بين البلدين، وهناك مباحثات تمت على أعلى مستوى للتأكيد على ذلك.
دور الأزهر فى تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام
كما أعلن محلب أنه تم الاتفاق على أهمية دور الأزهر الشريف فى تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، وكذا تطوير الخطاب الدينى، كما كان هناك اتفاق على سبل التعامل مع ملف الهجرة غير الشرعية، كما تطرقت المناقشات لملف القنوات المحرضة على الإرهاب، وضرورة التعامل معها.
وشهد رئيسا الوزراء المصرى والفرنسى، توقيع ٣ اتفاقيات بين البلدين، الأولى لتخفيض نسب تلوث المياه والهواء فى مصر، الناتج عن الصناعة، ووقعها عن الجانب المصرى وزير الصناعة منير فخرى عبد النور، والثانية، خاصة بتطوير ترام الإسكندرية، بتمويل ٣٠٠ مليون يورو، منها ٦٠ مليونًا دفعة أولى، ووقعها وزير النقل المصرى هانى ضاحي، ومسئولو الوكالة الفرنسية للتنمية، كما تم توقيع إعلان نوايا بين الحكومتين، للتعاون فى مجال التعليم الفنى والتدريب المهنى، وقعها عن الجانب المصرى، وزير التعليم الفنى محمد يوسف، وعن الجانب الفرنسى وزيرة التربية الوطنية والتعليم العالى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة