خلال ساعات قليلة أصبح السيد محفوظ صابر وزيرا سابقا بعد أن كان وزيرا للعدل، وذلك بسبب انتصار إرادة الشعب المصرى الرافضة لكل عنصرية عندما صرح بأنه ليس من حق أبناء عمال النظافة الانضمام لوظائف القضاء، ولا أعرف سببا لتلك العنصرية الطاغية هل لرفع مكانة القضاء أم لتحقير مكانة البسطاء والفقراء والمهمشين فى المجتمع فكانت كلماته إعلانا صريحا بأنه لا دور للكفاءة والاجتهاد والتميز ولكن الدور الأساسى من وجه نظره يرجع إلى النفوذ والمال والسلطة.
إنها كلمات غريبة قالها ليعود بنا إلى زمن الاقطاع والوجهاء والأغنياء والعنصرية الحقيقية التى عانى منها البسطاء أمام الأغنياء والملاك ذلك الزمن الذى داست على أصحابه أقدام الثوار فى الثورات المتعاقبة للمصريين. وكان لزاما عليه أن يحسب كلماته بميزان حساس فالعامل البسيط الذى يقدم أبناء متفوقين للمجتمع أفضل من الغنى لما لاقاه من معاناة وقسوة ومواجهة للصعاب فى سنين مرت عليه وهو يحرم نفسه من متع الحياة من أجل أبنائه ومستقبلهم فى وطنهم كحق أصيل لهم ولغيرهم، لذلك اسمحوا لى أن أقدم تحية لكل الفقراء الكادحين.
تحية لكل من يقدم جيلا صالحا لازدهار الوطن تحية لعمال النظافة والزبالين وتحية خاصة للسيد الفاضل صابر عبد القادر ذلك الرجل المصرى الذى لم يكمل تعليمه ولكنه أصر أن يجنى ثمرة جهده فى أبنائه وكلل مجهوده بالنجاح حينما أصبح أحد أبنائه وزيرا للعدل وهو المستشار محفوظ صابر الوزير السابق للعدل، وتحية للسيد رئيس الوزراء الذى استجاب لقبول الاستقالة نزولا لرغبة الشعب ورفضا للعنصرية والتمييز والله الموفق.
صورة أرشيفية
