كان الراحل حريصا على الحضور فى كل فعاليات المهرجان وكان سعيدا بتكريمه فى المغرب وقال لى فى الحوار الذى أجريته معه ويعتبر الحوار الأخير له: من الأفضل تكريم الفنان وهو على قيد الحياة حتى يسعد بتكريمه ويسعد من حوله وبالفعل كان سعيدا بهذا التكريم جدا وطالبته وقتها بحوار مطول لليوم السابع فوافق على الفور ويعتبر هذا الحوار هو الحوار الأخير بالنسبة له الذى أدلى فيه بتصريحات كثيرة لليوم السابع وهذا هو نص الحوار..
*هل تكريمك منذ فترة قصيرة بالمهرجان الدولى للفيلم بالدار البيضاء أسعدك ورفع من معنوياتك كفنان؟
ــ بالفعل أى تكريم لأى فنان يسعد به لأنه يشعر بأن تعبه وفنه لم يذهب هباء وحينما يكون التكريم من الخارج ومن مهرجان سينمائى عريق مثل مهرجان الدار البيضاء عن مجمل أعمالى وتاريخى بالتأكيد هذا يسعد أى فنان ويرفع من معنوياته.*هل ترى أن تكريم الفنان وهو على قيد الحياة أفضل من تكريمه بعد رحيله؟
ــ من الأفضل أن يحصل الفنان على تكريمه فى وجوده، لأنه بعد وفاته لا يشعر بالتكريم ولا يسعد به مع من حوله وأنا سعيد جدا بتكريمى وأنا على قيد الحياة وهى المرة الأولى التى أكرم فيها على تاريخى الفنى بالمغرب.
*لماذا لم يقدم حسن مصطفى طوال تاريخه البطولة الفردية؟
ــ لم أقدم البطولة الفردية، لأننى غير مقتنع بها وغير مؤمن بها لى شخصيا، لأن البطل الفرد كانت له مواصفات خاصة فى الماضى مثل الوسامة وشكل الجسم مثل رشدى أباظة مثلا وأنا ليس لدى هذه المقومات، ولكنى أحرص أن أكون مهم فى العمل وفى الدراما ولو نظرت لكل أعمالى ستجد أنه لا يمكن الاستغناء عن شخصيتى.
*هل لو طلب منك إعادة مسرحية (مدرسة المشاغبين) أو (العيال كبرت) هل ستوافق؟
ــ لن أوافق لأننى خضت تجربة شبيهة لذلك فبعدما انتهينا من عرض مدرسة المشاغبين فى فترة من الفترات فكرنا فى تقديمها مرة أخرى فقدمناها يومين أو ثلاثة أيام تقريبا ولكن توقفنا عن عرضها، لأن الجمهور كان قد تشبع من العمل وحفظ المسرحية وكان يقول (الإفيه) قبل أن نقوله نحن وسبب آخر: من أين سيأتى يونس شلبى آخر وأحمد زكى وسعيد صالح، لأن هؤلاء الراحلين أنماط لا بديل لهم.
*وما سر مشاهدة واستمتاع المشاهدين بـ(مدرسة المشاغبين والعيال كبرت) بعد 45 عاما من عرضها برغم حفظ الناس لها؟
ــ لأن المسرحية تتناول موضوعا مستمرا باستمرار الحياة، فالطلبة المشاغبون فى المدارس مازالوا موجودين ومشاكل الأسر وتربية الأبناء ومشاكلهم مع آبائهم مازالت مستمرة أيضا، بالإضافة لكونها تحمل الكثير من الإفيهات المحفورة فى أذهان الناس والبعض يستخدمها حاليا فى فيس بوك وعلى الإنترنت.
*ولكن لماذا هاجم البعض (مدرسة المشاغبين) وقيل بأنها دمرت جيلا من الطلبة فى المدارس وجعلتهم يتبجحون فى أساتذتهم مثلما فعل بهجت الأباصيرى ومرسى الزناتى؟
ــ هذا الكلام غير صحيح لأننى عندما كنت طالبا أى قبل المسرحية بحوالى 50 سنة كان يحدث مثل هذا فى المدارس وكان بعض الطلبة فى مدرستى عندما يخلع مدرس اللغة العربية عمته ويعطى ظهره للطلبة عندما يكتب التاريخ كان بعض الطلبة من خلال سنارة يعلقون العمة فى السنارة ويحركوها حتى تختفى من أمام المدرس فالمسرحية أخذت من الواقع ولم تخترع الشغب وفى النهاية المسرح ليست كنيسة ولا مسجدا وليست منبرا للنصح لكنه مخاطبة للفكر تضع فيها الإيجابيات والسلبيات وعلى المجتمع أن يميز ويفكر ويختار ويدرك لأنه قائم على الكوميديا.
*تعاملت مع كبار النجوم بداية من فؤاد المهندس مرورا برشدى أباظة ثم عادل إمام فمن منهم كنت تحبذ العمل معه أكثر؟
ــ كنت أعشق العمل مع الفنان رشدى أباظة، لأننى أرى فيه (جان بريمير) وهو فنان عبقرى وممثل أجاد جميع الأدوار وحتى الكوميديا فقد قدم فيلم (نصف ساعة جواز) بالإضافة لأدبه وأخلاقه وتواضعه.
*هل الجيل الحالى من الفنانين يختلف فى تعاملاته داخل الكواليس مع زملائه فى الاحترام والتعامل الراقى؟
ــ أغلبهم محترمون ومهذبون ومن لا يحترم نفسه لا أعمل معه وأنصرف عنه لكنى أنصح محمد سعد ومحمد هنيدى وأشرف عبد الباقى وأحمد حلمى وهذا الجيل أن ينتقوا ما يقدمونه لأن بعض المنتجين والمخرجين يأتون لهم بأعمال أجنبية ويشاهدونها سويا ثم يقولون لهم هذا ما سنقدمه ويعيدون تقديم تلك الأعمال كما هى، وأنا لست ضد التمصير ولكن التمصير له أصول.
*لقد عاصرت الزعماء الثلاثة عبد الناصر والسادات ومبارك فمن منهم خدم مصر واهتم بالفن أكثر؟
ــ يكفى عبد الناصر أنه أقام عيدا للفن وناصر وساند الفن وكرم الفنانين وكان يحبهم وأعطى أم كلثوم باسبور دبلوماسى، لأنه اعتبرها سفيرة لمصر بفنها وعندما أمر على قبره أقف وأقرأ له الفاتحة وكل زعيم له إيجابياته وسلبياته ولا يوجد من هو منزه أما أنور السادات رحمة الله عليه، أحب الفنانين وخدم الفنانين وكان فى بداية حياته ممثلا وجنبنا حروبا كثيرة بمعاهدة السلام التى من الممكن أن تكون بها أخطاء وأنا مع معاهدة السلام لأنها حفظت مصر من الدخول فى حروب ودمار وخراب أما الرئيس مبارك فقد خدم مصر وحارب وله إنجازاته وعندما تولى الحكم اهتم بالبنية التحتية وله إنشاءات كثيرة من طرق وكبارى لكن فى الفترة الأخيرة عندما تقدم فى السن ترك الأمور لغيره ومن هنا بدأ الشكل السلبى فى حكمه.
*هل أنت راضٍ عما قدمته من فن أم مازال لك طموح فنى تريد تحقيقه؟
ــ الحمد لله لدى تاريخ فنى متنوع ما بين المسرح والسينما والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية ولدى أيضا أرشيف إذاعى كبير وراضٍ تماما عما قدمته لأننى لم أعمل أى عمل غير راضٍ عنه وبعض الأفلام كنت أرفضها وكان بعض المنتجين يقولون عنى (مجنون) ويتعجبون من رفضى للعمل ولكن هناك عمال وحيد تقديرى خاننى فيه لكننى لم أتوغل مثل بعض الزملاء الذين قدموا أفلاما تجارية فقط بهدف جمع المال ولكننى حريص على كل أعمالى وراض عنها.
*دائما زواج الفنانين لا يستمر فما سر استمرار ونجاح تجربتك الزوجية مع الفنانة ميمى جمال؟
ــ الحب والتفاهم هما سر النجاح بالإضافة للرحمة والتراحم وهناك محظورات لى ولزوجتى وهناك مسموحات لى ولها والطاعة من أهم الأمور فى نجاح الحياة الزوجية وأسرارنا مغلقة داخل بيتنا ولا تخرج لأحد حتى أقرب الأقارب ومن هنا استمرت العلاقة وأنا لدى 3 بنات وأبنائى جميعا بعيدين عن الفن وأنا لم أعترض على دخولهن الفن ولكنهن لم يحببن الفن وحفيدتى أستاذة فى الجامعة.
*ما رسالتك للفنانين الشباب الجدد؟
عليهم أن يتحصنوا بالعلم وليس بالفهلوة وبالابتعاد عن الغرور لأن الغرور مقتلة.
موضوعات متعلقة..
- رحيل ناظر مدرسة المشاغبين حسن مصطفى.. نهاية مسيرة فنية حافلة بأجمل الأدوار فى المسرح والسينما والدراما التليفزيونية.. وجثمان الراحل يوارى الثرى بعد صلاة عصر اليوم من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين