بعد عقد قران الموسيقار محمود الشريف على كوكب الشرق أم كلثوم، انهار محمد القصبجى من لوعة الحب، فالرجل الذى وضع قلبه وعقله ونفسه تحت إمرة «الست»، لم يكن يتخيل أن تكافئه ذات يوم بتجاهل عاطفته، حيث دفعه حبه لأم كلثوم أن يذهب يوميًا لمنزلها والبقاء أمامه مختفيًا من بعيد يراقب بقلب عاشق وعقلية طفل ماذا تفعل «الست»، وكيف تقضى يومها مع زوجها محمود الشريف، وأم كلثوم كانت على علم بما يفعله القصبجى.
وذات مرة خرجت «الست» مع محمود الشريف فى سيارتهما الخاصة لقضاء يوم خارج المنزل، واستأجر القصبجى «تاكسى أجرة» ليراقبهما من شدة الغيرة، وعندما رأته أم كلثوم يسير خلفهما قالت للشريف: «خلينا نلف شوارع مصر كلها، وهو ورانا علشان نحرق قلبه على الـ5 جنيه اللى هيدفعها»، وظلت سيارة الست تجوب فى شوارع القاهرة، والقصبجى وراءها فى «التاكسى»، كما سرد تلك الواقعة الكاتب الكبير سعيد الشحات فى كتابه «أم كلثوم وحكام مصر».
وبعيدًا عن الحالة التى ألمت بالموسيقار محمد القصبجى، والشاعر أحمد رامى بعد زواج أم كلثوم، ظل الاثنان يتباريان فى حب «الست»، ورحل القصبجى عام 1966 ولم يتبق منه على مسرح كوكب الشرق سوى «الكرسى» الذى كان يجلس عليه خلال العزف فى وصلاتها الغنائية.