وتضيف الصحيفة أن إلقاء نظرة عن كثب على المعركتين تشير إلى أن داعش يتبع استراتيجية على المدى الأطول فى كلتا المدينتين، وتستولى على الأرض من جماعة متمردة أخرى، فبعد سنوات الحرب، يترك الاستنزاف والفساد للقوات الحكومية فى حالة معنوية سيئة، ولاسيما فى سوريا، فيقوم داعش عندئد باجتياح تلك المدن.
تدمر تعج بالتوترات
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن مدينة تدمر الأثرية السورية كانت مكانا يعج بالتوترات منذ فترة طويلة، وهى مدينة قبلية سنية بالأساس خمد فيها التمرد فى الفترة الأولى للحرب، وكانت العلاقات بين المواطنين وقوات الأمن فيها معقدة، واعترف أحد الضباط القادم من المعاقل العلوية بأنه لم يشعر بأى صلة بسكانها، وخشى من أن يقتلونه فى أول فرصة تتاح لهم، وكذلك كانت مدينة الرمادى العراقية، معقل السنة فى العراق منقسمة فى ولاءاتها.
سقوط الرمادى وتدمر لا يثير الفزع
من ناحية أخرى، دعت الصحيفة فى افتتاحيتها إلى عدم الفزع من سقوط الرمادى وتدمر، وقالت إن سقوطهما هو مكسب كبير لداعش، لكنه ليس كارثة تامة، كما يخشى كثير من المراقبين.
ورأت الصحيفة أن تلك التطورات، بدلا من أن تحدث ذعرا فى العواصم الغربية، ينبغى أن تؤدى إلى تقييم واقعى لنقاط قوة وضعف داعش، وشددت على حدوث انتكاسة فى حرب طويلة لا ينبغى أن يؤدى إلى تحولات استراتيجية متسرعة يمكن أن تفرق الدول الأجنبية فى العراق مرة أخرى.
أهمية المدينتين
وأكدت نيويورك تايمز على الأهمية الاقتصادية والثقافية لمدينة تدمر، التى يوجد بها حقول للغاز الطبيعى ومعروفة بآثارها، إلا أن مدينة الرمادى الواقعة غرب العراق، لها تداعيات أكبر بكثير من الناحيتين العسكرية والاستراتيجية.
واعتبرت الصحيفة أن الهجوم على الرمادى علامة على اليأس وليس القوة، مشيرة إلى أن الأمر استغرق 16 شهرا من الاشتباكات المستمرة مع قوات الأمن العراقية والقبائل السنية الموالية قبل أن يتمكن داعش من الاستيلاء على المدينة، وقبل سقوطها كانت داعش تسيطر بالفعل على نصف المدينة.
موضوعات متعلقة:
- بعد سقوط مدينة تدمر السورية.. رئيس فرنسا يدعو العالم لمواجهة الإرهاب
- أوباما: لم نخسر المعركة ضد "داعش" رغم انتكاسة الرمادى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة