وتابع باسم يوسف: "جدى وجدتى لأبويا مروا بمصير مشابه لكن لفترة أقل.. وأصبح الهاجس ده مسيطر عليا.. حاعمل ايه لو أبويا وأمى حصلهم كده؟ هل حييجى اليوم إننا نطلب لهم الرحمة من ربنا بدل ما ندعى أنهم يستمروا فى الحياة من كتر القهر والمعاناة؟ من سنة ونص أمى كانت فى المصيف، مش بتشتكى من حاجة. قامت، صلت الفجر، نامت، ما قامتش.. ماتعذبتش وماعذبتش حد معاها.. ويمكن ربنا رحمها إنها ما شافتش ابنها بيسيب البلد ومش عارف يرجع تانى.. أبويا بعديها الحمدلله ما انكسرش.. وفضل عايش.. وسافر ولف الدنيا وفضل يدى مشورات قانونية ويعيش حياة كاملة.. وجه زارنى فى مكانى الجديد وانبسط واتطمن عليا.. ولسه من يومين حضر عيد ميلاد حفيدته الكبيرة بين ابنه الكبير وأحفاده.. لما عرفت ان عربية خبطته وإنه مش فايق وأنهم بيعملوا اشعة مقطعية على دماغه.. اتمنيت انه يا يقوم بكامل صحته يا ما يخشش فى المصير اللى طول عمر الهاجس بتاعه بيطاردنى.. ساعة واحدة والموضوع ما طولش.. أبويا حرفيا مات واقف على رجليه.. الحياة مكان قاسى، ظالم.. وحتى الناس اللى بنتعرف عليهم وبنحبهم بيتاخدوا مننا بعنف وبقسوة كأننا بندفع تمن اللحظات الحلوة اللى عرفناهم فيها.. لكن فى نفس الوقت أنا احب أفكر فى أبويا وأمى انهم عاشوا حياة كاملة.. فرحوا بولادهم وأحفادهم ولم يتم ابتلاؤهم بمرض أو عجز فى جسمهم أو مخهم.. قصة حلوة بس نهايتها قاسية وما يخففش منها إلا إن ربنا رحمهم من نهايات طويلة مؤلمة مهينة تجعل الاستمرار فى الحياة نقمة مش نعمة.. ابويا النهاردة ما ماتتش.. ابويا عاش حياة حلوة".
واختتم كلامه قائلا:"الله يرحمك يا أبويا..الله يرحمك يا أمى.. شلتوا همنا طول ما أنتم عايشين.. وما شيلتوش حد همكم لما مشيتوا وسيبتونا".
موضوعات متعلقة..
- إخلاء سبيل موظف بالمعاش متهم بدهس والد "باسم يوسف" بسيارته فى العجوزة