فى البداية يفضح الأبنودى طريقة التفكير القائمة على أساس أن كل ما "طبع" يصبح "حقا وصدقا ويقينا" وكل ما اتخذ شكل كتاب فهو لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والأبنودى لم يقل ذلك اعتباطا، فقد أورد 12نصا شكلوا وعى "المثقف العربى" على ما بها من أخطاء جسيمة فى الفكر والخيال، فقط لأننا توارثناها فى شكل كتب، والنص رقم 12يحمل اسم "ابن عروس" يحكى خرافات عن "قاطع طريق" مصرى يسرق الأغنياء ويقول الشعر فى شكل "مربعات".
"لم يكن هناك ابن عروس فى مصر المملوكية، ولم يحدث أن كان ابن عروس "الوهمى" شاعر مقاومة استفزه ظلم الظالمين" هكذا يحسم الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى هذه المسألة، لكن كان هناك "ابن عروس" التونسى الصوفى الذى لم يأت مصر قط ولم يكن شاعرا إلا لنصوص قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة، وقد اعتمد الشاعر الكبير عبد الرحمن على كتاب مخطوط لديه هو "ابتسام الغروس ووشى الطروس فى مناقب سيدى أحمد ابن عروس" تأليف عمر بن على الراشدى الجزائرى فى إثبات ذلك، والكتاب يتتبع حياة وأثر "حمال الهموم" التونسى.
إذن من أين جاءت هذه المربعات التى نرددها وننسبها لابن عروس، يجيب الأبنودى إنها للصوفى المغربى عبد الرحمن المجذوب، وبعضها للمصرى القناوى على النابى، ثم تداخلت الشخصيتان معا لتنتجا وهما يسمى "ابن عروس" و"عبد الرحمن المجذوب" الذى يكشف سيرته كتاب "القول المأثور من كلام الشيخ عبد الرحمن المجذوب" كان له تأثير كبير على كل الأقطار العربية منها الليبية والمغربية والتونسية التى ظهرت على لسان الصوفى ابن عروس.
الكتاب يتجاوز شخصية ابن عروس والبحث عنها ليخوض فى فن "المربعات" من حيث البناء والأفكار والمعنى والمبنى، ويحتوى كمًا من المربعات فى شمال إفريقيا والتى صعب أن يجدها الإنسان مجموعة بهذا الترابط وهذا المعنى.
موضوعات متعلقة..
وزير الثقافة يبحث ترجمة قصائد الأبنودى للإيطالية مع السفير الإيطالى بالقاهرة