المعلمة صاحبة واقعة التحرش بلجنة امتحانات فى الجيزة تروى لـ"اليوم السابع" ساعة وربع من الرعب.. تؤكد: عناية الله ونخوة السيدات أنقذتنى من بين أيدى 20 طالبا.. وزميلى تركنى فريسة لهم

ـ المعلمة: مدير الإدارة السابق قال لى "لو مش عاجبك اقعدى فى البيت".

ـ المعلمة تطالب بفصل الطلاب ووضعهم فى الأحداث

- المعلمة "كان أهون عليا أموت حرقا قبل أن أرى أطفال من سن أولادى يفعلون بى ذلك"

"وحدها العناية الآلهية أنقذتنى والنخوة والرجولة ماتت.. من بين أيدى أطفال بالمرحلة الإعدادية تحولوا إلى ذئاب بشرية، لم أكن أتخيل أننى أتعرض لعملية التحرش بتلك الوحشية والقوة مع تخلى زملائى المحيطين بى عنى"، بهذه الكلمات بدأت آمنة موسى مراقبة لجنة طلعت حرب الإعدادية التابعة لإدارة العمرانية التعليمية تسرد قصة تعرضها للتحرش ومحاولة الاغتصاب على أيدى طلاب فى سن أصغر من "أولادها"، على حد قولها.

كشفت المعلمة فى تصريحاتها لـ"اليوم السابع" أن الواقعة بدأت بعد رفضها تغشيش الطلاب وسحب مذكرات وملازم كانت موجودة مع بعضهم بهدف الغش، لافتة إلى أن الطلاب فور سحب الملازم والمذكرات منهم، قاموا بأفعال شغب وبلطجة داخل لجنة الامتحانات وأثناء سير اللجنة بدأوا بحرق أوراق الأسئلة.

الطلاب أحرقوا أوراق الأسئلة وبدأوا يتحرشون بها

وأضافت آمنة موسى، بعد أن أحرق الطلاب أوراق الأسئلة بدأ الطلاب يتحرشون بها، حيث قابلت ذلك بضرب أحدهم بقدمها، مؤكدة أن قرابة الـ20 طالبا تجمعوا عليها داخل لجنة الامتحان وتحرشوا بها، مشيرة إلى أن واقعة الحرق والتحرش وأعمال الشغب استمرت قرابة ساعة و15 دقيقة.

وأوضحت المعلمة أنه بعد مرور نصف الوقت تودد طلاب من الخارج إلى زميلها الملاحظ بالدخول إلى اللجنة لتغشيش زملائهم فسمح لهم، وقاموا بإشعال النيران فى أوراق الأسئلة والتحرش بها فرفض زميلها الدفاع عنها، مشددة على أنهم ارتكبوا أفعالا غير أخلاقية وتحرشوا بها بعنف، على حد وصفها، موضحة أن مراقبى الدور كان همهم الأكبر الحرص على أوراق الإجابات داخل اللجنة.

ستات بـ100 راجل

وأضافت آمنة فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أن الملاحظ شاهد الطلاب يعتدون عليها وظل جالسا على الكرسى دون أن يحرك ساكنا، مشيرة إلى أن 20 طالبا تكالبوا عليها وتحرشوا بها ولم تستطع مقاومتهم ورغم ذلك ظلت محافظة على نفسها ولم يصل الأمر إلى تمزيق ثيابها، قائلة: الطلاب يمتحنون وزملاؤهم يتحرشون، موضحة أنه رغم ذلك حرصت على أوراق الإجابة الخاصة بالطلاب فهرولت مسرعة وأعطت الأوراق للملاحظ وهو جالس ينظر ويشاهد الموقف، مشددة على أنه هو المجرم الأول.

وأوضحت آمنة أنها صرخت بأعلى صوتها لإنقاذها، مشيرة إلى أن اثنين من المراقبات بالطابق الأعلى شما رائحة الحريق فتوجهتا مسرعتين إلى اللجنة فوجدتا الطلاب يتحرشوا بها ومشعلين النيران فى الأوراق، فقاما بإنقاذها من أيديهم فى الوقت الذى رفض الملاحظ ذلك، قائلة: "ستات بـ100 راجل".

وأكدت آمنة أنها رفضت دخول طلاب من خارج اللجنة ولكن زميلها الملاحظ أصر على دخولهم، موضحة أنه سمح لهم وهو يضحك لكونه من أهل المنطقة، واصفة الطلاب بأنهم متوحشون كما أن لديهم ثقة فى أنه لن يعاقبهم أحد من المسئولين، لذلك أقدموا على فعلتهم الخسيسة.

وأوضحت المراقبة أنها فقدت الوعى من هول الموقف ومن كثرة الصراخ وجلست على السلم وقامت الملاحظتان بالنوم على جسمها لإنقاذها من الطلاب، حتى وصل رئيس اللجنة واصطحبها إلى غرفة الكنترول، مشددة على أنه رغم ذلك استمر الطلاب فى إلقاء الزجاج والطوب على غرفة الكنترول لدرجة أنها عاودت الصراخ حتى فقدت الوعى، وقام زملاؤها بسكب الماء عليها لإفاقتها.

"كان عندى استعداد يولعوا فيا"

وقالت آمنة موسى، إنها لم تتوقع أن يحدث ذلك من الطلاب" قائلة "أنا كان عندى استعداد يولعوا فيا ولا أرى أطفال فى عمر أولادى يفعلون بى ذلك".

واستطردت آمنة موسى أنها تقدمت ببلاغ ضد كمال عمر مدير إدارة العمرانية التعليمية، مستنكرة موقفه من الواقعة قائلة: "ذهبت إلى مأمور القسم لتحرير محضر بالواقعة وطلب مذكرة من مدير الإدارة وبعد التوجه إلى كمال عمر قابلهم ببرود وهدوء أعصاب، ورفض تحرير محضر ضد الطلاب، وقال: دول أولادنا ولازم نحافظ عليهم.. وعلى فكرة فيه طالب ضرب معلمته، وتم التحقيق معها وهى اللى خسرت فى الآخر، ساخرا من المعلمة وزميلاتها: انتوا فاكرين نفسكم رايحين فين لجنة فى الزمالك انتوا رايحين الكونيسة".

وأوضحت أن مدير عام الإدارة وعدهم باتخاذ إجراءات رادعة ضد الطلاب، ثم جاء زوجها وقال له: مينفعش لازم اللجنة تتأمن فرد مدير الإدارة قائلا "تروح ومتخفش من حاجة ولو مش عاجبها تقعد فى البيت"، مشيرة إلى أن مدير الإدارة فى اليوم الثانى بعد أن تم عزل الطلاب واختبارهم فى لجنة خاصة أمر بصعودهم إلى لجنتهم الأساسية.

وأشارت إلى أن المعلمين والمعلمات تلقوا تهديدا من الطلاب وقت وقوع الحادثة، موضحة أن المديرية فور علمها بالواقعة قامت باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

واستنكرت المعلمة رد فعل أحد الحضور بمكتب كمال عمر مدير الإدارة السابق فور سماعه بالواقعة، قائلة: إنه قام بالسخرية منها ونصحها بأن تشترى صاعقا كهربائية لحماية نفسها، قائلا: لها: ده بيشل على طول، فيما طالبت المعلمة بضرورة تواجد قوة أمنية لتأمين اللجان وتحقيق العدالة فى توزيع المعلمين على اللجان، مطالبة وزارة التربية والتعليم بضرورة اتخاذ إجراء رادع ضد الطلاب بفصلهم ووضعهم فى الأحداث.

النقابة تكلف محام للدفاع عن حقوق المعلمة

ومن جانبه، قال محمد عبد الله، نقيب معلمى الجيزة، إن النقابة كلفت محام للدفاع عن حقوق المعلمة.

فيما كرمت الدكتورة بثينة كشك مديرة مديرية التربية والتعليم بالجيزة المعلمة، بمنحها شهادة تقدير، حيث وصفت كشك، المعلمة بأنها "عروس الجيزة"، ونموذج، وفخر لكل معلم، لافتة إلى أن امتحانات النقل والشهادات العامة بالجيزة مرت هذا العام دون أى مشكلات.

وأوضحت بثينة كشك خلال حفل تكريم المعلمة بنادى المعلمين بالجيزة، أمس الأول الإثنين أنها حزينة على ما حدث، وأن الواقعة مشينة ومدير الإدارة ارتكب خطأ لعدم إبلاغها بالواقعة فى نفس اليوم، كما قررت استبعاد المدرسة من لجان الامتحانات الأعوام المقبلة.