قال هيرناندو دى سوتو رئيس معهد الحرية والديمقراطية ببيرو والخبير الاقتصادى العالمى، إن الخبير الاقتصادى الفرنسى توماس بيكتى صاحب كتاب "رأس المال فى القرن الواحد والعشرين" والذى حقق شهرة واسعة وتصدر قوائم المبيعات فى 2014، مثله مثل الاكاديميين الغربيين عندما طبق ميزانيته المحدودة والإحصائيات عديمة المعنى على الفقراء خارج الدول الغربية فبدلا من الذهاب للدول الفقيرة وأخذ العينات من داخل، اعتمد فى دراسته على طبقات المجتمع الأوروبى المختلفة والمؤشرات الإحصائية وحصل بناءا عليها على نتائجه للدول الفقيرة ويستخدمها لرسم استنتاج عالمى ووضع قوانين عالمية، متجاهلا حقيقة أن 90% من تعداد سكان العالم يعيشون فى الدول النامية والاتحاد السوفيتى السابق يحتفظون برأس المال بعيدا عن الإحصائيات الرسمية .
وأشار دى سوتو إلى أن الحكومة المصرية طالبت المعهد بإعداد دراسة حول رأس المال والثورات العربية، والذى اعتمدنا فيها على 120 من الباحثين المصريين الذين لم يدرسوا فقط الوثائق الرسمية ولكنهم حصلوا أيضا على معلومات محلية من أرض الواقع حيث حصلوا على بياناتهم من البيوت التى تسمح للحكومة أن تختبر إحصائياتها التقليدية بحثا عن الحقيقة وإتمامها، واكتشفنا أن 47% ممن يطلق عليهم اسم "عمال" أى ما يقرب من 22.5 مليون عامل مصرى يتحصلون على دخلا سنويا يصل إلى قيمة 20 بليون دولارا كرواتب شهرية بالإضافة إلى 18 بليون دولار فى صورة عائدات لرأس مال غير مسجل.
وأظهرت الدراسة أن العمال المصريين يمتلكون 360 بليون دولار كتقييم حقيقى ثمانى مرات أكثر من الإستثمار الأجنبى المباشر فى مصر منذ حملة نابليون ولا عجب أن "بيكتى" ينظر فقط للإحصاءات الرسمية وأفتقد تلك الحقائق.
وأشار دى سوتو أن الكاتب يقلق بشأن حروب المستقبل، حيث يفترض أن تلك الحروب ستأتى فى صورة ثورة ضد عدم المساواة فى رأس المال وربما لم يلاحظ أن تلك الحروب قد بدأت بالفعل بتدخل الأنف الأوروبى فى الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية، ونلاحظ أن تلك الثورات لم تكن ضد رأس المال كما أدعت فرضيته ولكن من أجل رأس المال.
90% من سكان العالم يحتفظون بأمولهم بعيدا عن الإحصائيات الرسمية
الأحد، 03 مايو 2015 07:13 ص
هيرناندو دى سوتو رئيس معهد الحرية والديمقراطية ببيرو