كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية النقاب عن أن إسرائيل بعثت، فى الآونة الأخيرة، برسائل طمأنة إلى إيران وحزب الله، شددت خلالها على أن التدريبات العسكرية الإسرائيلية واسعة النطاق التى تجرى خلال الأسبوع الجارى، لا تحمل فى طيّاتها أية نوايا لشن هجوم، بل تهدف فقط إلى التعامل مع حالات الطوارئ.
وأوضحت الصحيفة -فى مقال لمراسلها العسكرى (رون بن يشاى) ونشرته على موقعها الإلكترونى اليوم الاثنين- أن رسائل الطمأنة هذه تهدف إلى الحيلولة دون أى تقييم خاطئ لنوايا إسرائيل، وذلك فى ظل المصاعب الراهنة التى يشهدها حزب الله ونظام الأسد فى سوريا، وفى ظل احتمالية التوصل لاتفاق نووى بين إيران والقوى العالمية بنهاية يونيو الجاري.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأجهزة المخابراتية لكل من سوريا وإيران وحزب الله قد رصدت بلا شك الاستعدادات لهذه التدريبات العسكرية الإسرائيلية، ونوهت بأن إسرائيل تخشى أن يفسروا هذه التدريبات على أنها استعدادات من جانب إسرائيل لشن هجوم مفاجئ.
ورصدت الصحيفة تحليلات غربية تفيد بأن هناك قلقا متزايدا بين قيادات حزب الله وطهران، ومن المحتمل أن يؤدى هذا القلق إلى تقييمات تفيد بأن إسرائيل يمكن أن تستغل الوضع فى سوريا ولبنان "لضرب عصفورين بحجر واحد" –لإحباط الاتفاق النووى الإيرانى من جهة، والتخلص من تهديد حقيقى للجبهة الداخلية الإسرائيلية من جهة أخرى، حيث يتمثل هذا التهديد فى شكل عشرات الآلاف من المقذوفات والصواريخ التى يمتلكها حزب الله.
ولفتت إلى أن إيران وحزب الله لم يخفيا مخاوفهما إزاء هذه التدريبات، بل أعربا عنها علنا.. مستشهدة بقول رحيم صفوي، مستشار الأمن القومى الخاص للمرشد الأعلى الإيراني، الأسبوع الماضي: إن 80 ألفا من صواريخ حزب الله ستدمر تل أبيب وحيفا إذا تجرأت إسرائيل على مهاجمة لبنان.. كما أشارت إلى ثلاثة خطابات مشابهة لزعيم حزب الله حسن نصر الله، وهو ما يبرهن وجود قلق شديد ازاء إسرائيل.
وأوضحت "احرونوت" أن هذه الخطابات تكشف أيضا عن وجود بعض المخاوف من جانب حزب الله؛ بأن الانتكاسات التى تعرض لها نظام الأسد ومقاتلى حزب الله الذين يقاتلون إلى جانب النظام فى سوريا، ربما يعطى إسرائيل شعورا بأن هناك فرصة سانحة للتخلص من أكبر تهديد لأمنها القومى وأمن شعبها.
وأكدت أن هناك مخاوف متبادلة أيضا داخل إسرائيل، إذ أن هناك قلقا من أن حزب الله قد يشعل حربا ضد إسرائيل -فى محاولة يائسة لصرف الأنظار عن فشله فى سوريا.
وعلى هذا النحو، نقلت إسرائيل رسائل مفتوحة ودبلوماسية إلى لبنان- وبشكل غير مباشر لإيران- تفيد بأن التدريبات التى تجرى هذا الأسبوع هى لأغراض دفاعية بحتة، وليست عملية تخفى إسرائيل وراءها نوايا لشن هجوم.
وأكد مسئولون اسرائيليون فى محادثات غير معلنة، وعبر رسائل دبلوماسية أن هذه المناورات تقام كل عام، وأنه كان مخططا اقامتها منذ فترة سابقة إلى جانب تدريبات قوات الجيش الإسرائيلى التى تجرى بالتوازى.
إسرائيل تبعث رسائل طمأنة لإيران وحزب الله حول التدريبات العسكرية الجارية
الإثنين، 01 يونيو 2015 01:11 م
قوات إسرائيلية ـ صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة