ابن الدولة يكتب: لماذا لا يتركون الرئيس وحيدا فى معاركه؟.. تقاعست المؤسسات الدينية مثل الأزهر والأوقاف.. ووزارة التعليم تكتفى بالإعلان عن لجان غير مدروسة لتنقية المناهج من التطرف

الإثنين، 01 يونيو 2015 09:01 ص
ابن الدولة يكتب: لماذا لا يتركون الرئيس وحيدا فى معاركه؟.. تقاعست المؤسسات الدينية مثل الأزهر والأوقاف.. ووزارة التعليم تكتفى بالإعلان عن لجان غير مدروسة لتنقية المناهج من التطرف ابن الدولة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن العدد اليومى..


يتعجب البعض حينما نقول إن الرئيس عبدالفتاح السيسى طلب الشراكة والتعاون لبناء هذا الوطن ولم يجد الاستجابة الكافية من الأطراف الذين وعدوه بالدعم والمساندة.

حسنا انظر إلى قضية تجديد الخطاب الدينى، هذا الملف الشائك الذى تطرق الرئيس للحديث عنه أكثر من مرة، وأعلن عشرات المرات أنه السبيل الوحيد لإنقاذ مصر من التطرف، وإنقاذ الدين ذاته ممن يستغلونه لتحقيق مصالحهم الشخصية، فعلها رئيس الجمهورية وتصدى لهذا الملف الشائك بشجاعة ودعا مؤسسات الدولة الدينية والفكرية بأن تتخذ خطوات جدية فى طريق تجديد الخطاب الدينى ومواجهة الأفكار المتطرفة بخطاب فكرى ودينى جديد، لأن المواجهة الأمنية لن تجدى بمفردها نفعا أمام هذه الأفكار، دعك من الفكرة التى تقول بأن دعوة تجديد الخطاب الدينى كان يجب أن يسبق بها مؤسسات كبرى مثل الأزهر ووزارات الأوقاف والثقافة والتعليم، دعك من فكرة أن الرئيس سبق الجميع، وركز فيما فعله الجميع لإعانة الرئيس السيسى فى هذا الملف الشائك.

الرئيس طلب من كل المؤسسات الدينية أن تضطلع بتنفيذ مهامها فى هذا، وقال لهم أمام الشعب المصرى إنه سوف يحاججهم يوم القيامة أمام المولى عز وجل، ومن بعد دعوة الرئيس انتظرنا أن نشهد تحركات على قدم وساق، بحماس، وتنسيق وتعاون بين جميع الجهات لبدء معركة تجديد الخطاب الدينى، ولكن شيئا من هذا لم يحدث، تلكأ الكل وتباطأ، بل وتواطأ البعض وظل الرئيس بمفرده وحيدا ينادى بتجديد الخطاب الدينى ويؤكد أنه لا سبيل للمضى قدما للأمام بدون رؤية دينية جديدة بعيدة عن التطرف.

تقاعست المؤسسات الدينية الرسمية مثل الأزهر والأوقاف واكتفت وزارة التعليم بالإعلان عن لجان غير مدروسة لتنقية المناهج من التطرف لم نحصد من ورائها شيئا حتى الآن، بينما استغلت أطراف أخرى باحثة عن الشهرة دعوة الرئيس وانطلقت بشكل مهووس تتحدث عن تجديد الخطاب الدينى لا طمعا فى إنقاذ الإسلام من تشويه صورته أو إنقاذ المجتمع من الخطاب المتطرف، ولكن طمعا فى التقرب من السلطة تحت زعم أنها تقوم بالدور الذى لم تقم به مؤسسات الدولة الرسمية، وشهدنا هوجة من الحديث عن كتب التراث وكتب الحديث انتهت إلى لا شىء، لأن الذين تصدوا لها كانوا طالبى شهرة لا راغبين فى تحدٍ فكرى حقيقى، قائم على النقاش والحوار المحترم والحضارى.

حتى أمام هذه الهوجة ظل الأزهر ثابتا لا يتخذ خطوات جدية فى هذا الملف، وظلت وزارة الأوقاف تتحرك ببطء غير مفهوم، ثم حملت لنا الأيام الماضية نبأ غير سار حينما كشفت لنا عن وجه جديد من أوجه الكارثة، يقول إن كل فئة من هذه الفئات التى كان من المفترض أن تحمل لواء تجديد الخطاب الدينى وتتعاون معا لتنفيذ المهمة، دخلت فى صراع فيما بينها، واشتعلت بينها الخلافات، لدرجة دفعت كل طرف فيهما سواء الأزهر أو الأوقاف أن يتحرك منفردا، والحركة المنفردة فى ملف شائك مثل تجديد الخطاب الدينى لا يمكنك أن تحصد من ورائها أى خير أو أى عوائد محترمة، ومرت علينا أيام نسمع فيها عن مؤتمر لتجديد الخطاب الدينى تعقده وزارة الأوقاف ولا يعرف عنه الأزهر شيئا، والعكس صحيح، وأيام أخرى نسمع فيها عن خطة يضعها الأزهر لتجديد الخطاب الدينى ولا تسمع عنها وزارة الأوقاف شيئا والعكس صحيح، ثم دخلنا فى مرحلة المواجهة المباشرة حينما وجدنا أن الأزهر لا يحضر المؤتمرات والفعاليات التى تنظمها وزارة الأوقاف لتجديد الخطاب الدينى، واكتشفنا أن فى أسبوع واحد كان للأزهر ندوة لتجديد الخطاب الدينى، وللأوقاف مؤتمر هدفه مناقشة نفس القضية، يحدث هذا دون تنسيق أو تعاون أو تحرك فى إطار واحد بين الجهتين المفترض أن يتكاملا من أجل تحقيق الهدف المنشود من دعوة الرئيس السيسى.

هل أدركت الآن الظرف الصعب الذى يعمل فيه الرئيس، هل أدركت الآن أن من تحسبهم سندا وصهرا للدولة ولرئيسها لا يتعاونون بالشكل الكافى لتنفيذ أحلام هذه الدولة بسبب صراعاتهم الشخصية؟


العدد اليومى -اليوم السابع -6 -2015
العدد اليومى




موضوعات متعلقة


- ابن الدولة يكتب: أحزاب الشكاوى والحجج السياسية.. الأحزاب أغلبها مشغول بصراعاته الداخلية ومعظمها كسول عن إعادة هيكلة تكوينه وإداراته للمنافسة فى الانتخابات

- ابن الدولة يكتب.. الرئيس والنظام القديم والجديد.. الرئيس أعلن أنه لا عودة للماضى ولا تهاون مع الفساد.. وإذا كان الرئيس يرفض المبالغة لا يفترض تجاهل ما تحقق وهو كثير

- ابن الدولة يكتب: ماذا قدم السيسى فى العام الرئاسى الأول؟.. واجه الرئيس تحديات كبرى وانتصر على بعضها وواجه الأخرى.. ومن المؤكد أنه نجح فى قيادة سفينة الدولة بعيدا عن اضطرابات المنطقة








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة