نقلا عن العدد اليومى...
شهدت مصر خلال حكم الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك الكثير من الغموض والإثارة، فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية، فمبارك ونجله جمال وعمر سليمان، وغيرهم من رجال هذا النظام، بالإضافة إلى الإدارة الأمريكية، كان بينهم أخذ ورد وخلاف، ومازال أيضًا هناك العديد من الألغاز التى تدور حول رجل المخابرات الأول عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية فى عهد مبارك، والذى مات ليدفن معه العديد من الأسرار التى لا يعرفها أحد، فكانت حياته العملية والشخصية سرية للغاية، كما أنه فى آخر 10 سنوات خلال عهد النظام الأسبق كان هو المسؤول عن الملف «الإسرائيلى- الفلسطينى»، ويكشف كتاب «إجهاض الديمقراطية.. الحصاد المر للعلاقات المصرية الأمريكية فى أربعين عامًا» للكاتب والباحث الأمريكى جايسون براونلى، عن نظام حكم مبارك، وحقيقة توريث جمال الحكم، ودور سليمان فى هذه الفترة.
يقول الكاتب الأمريكى جايسون براونلى إن رجل المخابرات الأول عمر سليمان، نائب الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ظل همزة الوصل الأكثر فعالية، والشخص الموثوق به أكثر من غيره فى شبكة العلاقات المصرية الأمريكية، فقد توسط فى يونيو 2008 من أجل وقف إطلاق النار لمدة 6 أشهر بين إسرائيل وحماس، كما طرح فكرة تخفيف حدة الأوضاع فى غزة، من أجل رفع شعبية فتح فى القطاع، كما قام بتبليغ السفارة الأمريكية فى القاهرة بأنه «يجب على الإسرائيليين مساعدة محمود عباس، برفع الحصار وإعطاء المسؤوليات الأمنية للسلطة الفلسطينية، وبالتالى منح فرصة للسلطة الفلسطينية كى تلعب دورًا».
الإسرائيليون اعتمدوا على عمر سليمان أكثر من اعتمادهم على مبارك
كما أوضح الكاتب الأمريكى جايسون براونلى أن السفارة الأمريكية فى تل أبيب كشفت عن تقارير تؤكد أن الإسرائيليين اعتمدوا على عمر سليمان بدرجة أكبر من اعتمادهم على محمد حسنى مبارك، رئيس مصر الأسبق، وعبر مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم بشأن تدهور صحة الرئيس المصرى الأسبق، وكانوا مطمئنين لاحتمال تولى عمر سليمان السلطة.
وأشار كتاب «إجهاض الديمقراطية» إلى أن عمر سليمان تعهد أمام وفد من أعضاء الكونجرس بأن المخابرات المصرية على استعداد لتقديم العون للرئيس الفلسطينى، والعمل بشكل وثيق مع المسؤولين الإسرائيليين، فضلاً على مواصلة الجهود من أجل الإفراج عن شاليط.
تل أبيب تدشن خطاً ساخناً مع عمر سليمان
وأوضح الكاتب الأمريكى أنه بحلول أغسطس 2008 دشنت القاهرة وتل أبيب خطًا ساخنًا لتسهيل التواصل اليومى بين مسؤولى المخابرات المصرية، ووزارة الدفاع الإسرائيلية، مؤكدًا أن عمر سليمان أثبت أنه حليف قوى للولايات المتحدة وإسرائيل، فهو يعمل على الإفراج عن الجندى الإسرائيلى شاليط.
ويرى الكاتب الأمريكى جايسون براونلى أن تفجير مركز التجارة العالمى منح الفرصة للمخابرات المصرية كى تلعب دورًا حيويًا فى حملة الولايات ضد التطرف الإسلامى، وكان الرجل المسؤول عن هذا الملف هو المدير السابق لجهاز المخابرات الحربية، عمر سليمان، الذى عينه مبارك فى عام 1993 ليكون رئيسًا لجهاز المخابرات العامة.
قمع مبارك المعارضة
ولفت الكاتب الأمريكى جايسون براونلى إلى أن كلما طال بقاء مبارك فى السلطة، كان أكثر بطشًا على المواطنين، فخلال عقد التسعينيات قمع الرئيس المصرى، ومدير جهاز مخابراته عمر سليمان حركة المعارضة العنيفة والسلمية على السواء، متحولًا إلى نظام مستبد فى جوهره، ليبرالى فى مظهره، وقبل 1993 عمل جهاز المخابرات العامة المصرية بنفس الطريقة التى تعمل بها وكالة المخابرات الأمريكية «سى آى إيه»، أى وسيلة للتجسس خارج البلاد، لكن تحت إدارة عمر سليمان، وبنهاية عام 93 تجاوز عدد حالات القبض والاعتقال فى عهد مبارك 25 ألفًا، ووصل عدد ضحايا العمل السياسى إلى 2386، وفى هذه الأوقات المعتمة توج مبارك بفترة رئاسية ثالثة بحصوله على 96.3% من الأصوات، وأيدت إدارة كلينتون سياسته القمعية.
ولفت الكاتب إلى أن مصر تحولت فى السنوات الأخيرة لحكم مبارك إلى شىء أشبه بضابط صغير فى نقطة شرطة بإحدى القرى، فلم يعد مسؤولو البيت الأبيض يستشيرون مبارك فى قضايا الحرب والسلام، كما أنهم لم ينظروا إلى وزير الدفاع المشير حسين طنطاوى على أنه حليف، بل اعتبروه شخصًًا مزعجًا. ورأى الكاتب أن السبب فى ذلك يعود إلى انشغال طنطاوى المفرط- من وجهة نظر الإدارة الأمريكية- بنمط الحروب التقليدية بين الدول، ورفضه إعادة تهيئة المؤسسة العسكرية لتستجيب لتحديات ما بعد الحرب الباردة، وخلافًا للرئيس والمشير تعامل رئيس المخابرات عمر سليمان بجدية مع قضايا الإرهاب، والتحديات المستجدة التى ابتليت بها واشنطن فى بداية القرن الواحد والعشرين، واعتمد عليه البيت الأبيض والكونجرس فى إدارة الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، وفى محاربة تنظيم القاعدة، وفضل العديد من المسؤولين الأمريكيين عمر سليمان لخلافة مبارك بدلاً من نجله جمال.
ويشير الكاتب الأمريكى جايسون براونلى إلى أن حسنى مبارك نظر إلى حماس بوصفها امتدادًا لجماعة الإخوان المسلمين فى مصر، ولم يجد أى غضاضة فى فرض العزلة على الحركة الإسلامية فى غزة، إلا أن المسؤولين المصريين تجنبوا التصريح علنًا بهذه السياسة، خشية أن يتهموا بأنهم شركاء للأمريكيين والإسرائيليين فى عدائهم للحكومة الفلسطينية، وسعى مبارك وعمر سليمان لإعادة سيطرة حركة فتح، وفى الوقت نفسه شرع سليمان فى التواصل مع حماس.
ورصد الكاتب برقية دبلوماسية صدرت فى منتصف فبراير 2006 عن السفارة الأمريكية بالقاهرة تقول إن رئيس المخابرات المصرية ضغط على قادة حماس فى لقاء جمعه معهم من أجل «تبنى نهج واقعى وموقف مسؤولية»، ووفقًا للبرقية الدبلوماسية، فقد حذر سليمان قادة حماس من أنه ما لم تحترم الحركة الالتزامات الدولية على السلطة الفلسطينية، وتعلن تخليها عن العنف، وتعترف بإسرائيل، فإنهم لن يحصلوا على الدعم المصرى. وقال سليمان إن قادة حماس فهموا أنهم يحتاجون مصر، وبدا أنهم مستعدون للوفاء بالتزامات السلطة الفلسطينية، واحترام وقف إطلاق النار مع إسرائيل، لكنهم أحجموا عن الاعتراف بحق إسرائيل فى الوجود.
وأكد كتاب «إجهاض الديمقراطية» أن إدارة بوش أرادت من المصريين ممارسة المزيد من الضغوط، لكن عمر سليمان رفض فكرة تجميد المعونات الدولية للسلطة الفلسطينية، وفى الوقت نفسه ضغط المشرعون فى الكونجرس على إدارة بوش كى تظهر قدرًا أكبر من التصلب حيال حماس، يوازيه قدر أكبر من المرونة مع مبارك. ويشير الكاتب إلى أن وجهة نظرهم فى ذلك أن المحاولات المتسرعة لتعزيز الديمقراطية يمكن أن تؤدى إلى إنتاج طاغية جديد، أو يمكن أن تؤدى- فى حالة مصر- إلى إزاحة طاغية قدّم يد العون للولايات المتحدة.
وحول المعونات الأمريكية التى كانت تخصص لمصر، والتى بلغت 4.5 مليار دولار فى الفترة من 1982 حتى 1986، يقول الكاتب إن أموال المعونات كانت تعود إلى واشنطن مرة أخرى من خلال الشركات الاستشارية الأمريكية التى كانت تجرى المسوح الميدانية والدراسات، وهى أعمال كان من الممكن للمصريين أن ينفذوها.
مبارك يواصل تضخيم الأمن المركزى
وأكد جايسون براونلى أنه برغم هذه الضغوط، واصل مبارك تضخيم القوة شبه العسكرية، المتمثلة فى الأمن المركزى، والتى بلغ عددها ما يقرب من نصف مليون جندى بحلول عام 1986، وانحدر نحو 60% من هؤلاء الجنود الأميين من أصول اجتماعية متواضعة، وجرى إلحاقهم بالأمن المركزى لأنهم غير مؤهلين للخدمة العسكرية التقليدية، وفاقت شروط الخدمة حالة الاستياء الطبقى لدى هؤلاء الشبان، فقد كانوا يحصلون على وجبتين فقط فى اليوم، وكانوا بالكاد يتلقون رواتب تتراوح بين 4 و6 جنيهات شهريًا، وكثيرًا ما وقف هؤلاء الجنود المحرومون ليحرسوا السفارات الأجنبية الجذابة، أو المواقع السياحية الفخمة، وعندما اقترحت الحكومة مد الخدمة العسكرية لجنود الأمن المركزى من ثلاث إلى أربع سنوات هاج نحو 17 ألفًا من المجندين فى القاهرة فى 25 فبراير 1986، مشعلين النار فى الفنادق والمحال التجارية، وأذهلت هذه الانتفاضة الرئيس المصرى، وأعلن فى يوم 26 فبراير فرض حظر التجول، مما أدى إلى الحيلولة دون اتساع نطاق الشغب، وعلى الرغم من نزول الملايين من سكان القاهرة، والذين قدر البعض عددهم بثلث سكان المدينة، إلى الشوارع، لكنهم لم ينضموا إلى المتمردين الذى كان عددهم كبيرًا، لكنهم كانوا منعزلين ومتفرقين عن بعضهم البعض.
وتابع الكاتب الأمريكى: وبناء على طلب مبارك تحرك المشير عبدالحليم أبو عزالة، وزير الدفاع، من أجل السيطرة على الأوضاع، ووجه الجيش المصرى سكان القاهرة إلى العودة إلى منازلهم، ثم قام بسحق التمرد بالدبابات وطائرات الهليكوبتر الحربية، وقوة النيران الثقيلة، وأسفر قمع التظاهرات عن مقتل 107 أشخاص، واعتقال الآلاف، وبعد نحو عشرة أيام ألغى مبارك حظر التجوال، إلا أن هيبته تأثرت سلبًا جراء هذا التمرد، وانعكست الأزمة سلبًا على مكانة مبارك.
أبوغزالة يخطف الأضواء عن مبارك فى الداخل
وبدا أبوغزالة- حتى قبل اندلاع تمرد الأمن المركزى- كأنه يخطف الأضواء عن الرئيس فى الداخل، وفى أتون أزمة تمرد جنود الأمن المركزى، بدا للمصريين كأن وزير الدفاع هو من يدير البلاد، ولهذا كانت شهرة أبو غزالة، مثل غيره من خصوم الرؤساء، سببًا فى إنهاء دوره السياسى، كما لم تشكل الأحزاب السياسية أى تهديد لمبارك، خصوصًا إذا قورنت بالتهديد الذى مثله أبوغزالة، أو تمرد جنود الأمن المركزى.
فى أواخر الثمانينيات كان مبارك- إن لم يكن المصريون جميعًا- على موعد مع الفرج، عندما خلف نائب الرئيس الأمريكى جورج بوش الأب رونالد ريجان فى رئاسة الولايات المتحدة. كان بوش خلال فترة توليه منصب نائب الرئيس قد تابع مبارك عن كثب وتفهم أولوياته، وخلال فترة ولايته الوحيدة التى أمضاها فى البيت الأبيض اقترب الرئيس الأمريكى بشكل ملحوظ من مبارك، ولم يسبق أن كانت العلاقة بين رئيس مصرى ونظيره الأمريكى بمثل هذه الحميمية، إلا بين كارتر والسادات، ولم يتمتع مبارك مع أى من الرؤساء الأمريكيين التاليين بمثل هذه العلاقة التى جمعته ببوش، حسبما ذكر الكاتب.
بوش الأب يشيد بمبارك ويؤكد أنه موثوق به
ويقول الكاتب الأمريكى جايسون براونلى: بعد أن طويت صفحة الحرب الباردة بعد انهيار سور برلين فى نوفمبر 1989، ودخل الاتحاد السوفيتى فى مرحلة الكسوف، حانت فرصة ذهبية لواشنطن لإعادة رسم خريطة السياسة الدولية، وكتب بوش ومستشاره للأمن القومى برنت سكو كروفت عن دور مبارك فى هذا العصر الجديد، قائلين إن مبارك كان موثوقًا به، لدرجة أن الرئيس بوش كان يهاتفه بانتظام، سواء لدردشة قصيرة أو مناقشات موسعة، ويرجع الفضل فى هذه العلاقة الشخصية القوية بين مبارك وبوش إلى قرار العراق الخاطئ بغزو الكويت، والذى أفضى فى النهاية إلى انتعاشة مفاجئة للخزينة المصرية.
وأضاف الكاتب الأمريكى أنه فى عام 1999 كان المصريون على موعد مع صعود جمال، النجل الأصغر لمبارك، على المسرح السياسى برفقة حاشية من الرأسماليين لنهب خزينة مصر، ومن الناحية الظاهرية تخلت مصر عن إجراءاتها الاقتصادية البطيئة، ولهذا منحها البيت الأبيض أعلى الدرجات، وشارك نائب الرئيس الأمريكى آل جور مع مبارك فى مباحثات رفيعة لرعاية برنامج التكيف الهيكلى.
أيمن نور من دعاة تعزيز الديمقراطية فى إدارة بوش
كما اعترف الكاتب الأمريكى أن أيمن نور كان من دعاة تعزيز الديمقراطية فى إدارة بوش، الذى أعتبر أن المعارض المصرى هو التغيير الذى سيحرر الولايات المتحدة من الاعتماد على مبارك، باعتباره البديل الوحيد للحكم الإسلامى.
ورأى كتاب «إجهاض الديمقراطية» أن مبارك أصبح شريكًا حيويًا فى حرب إدارة بوش على الإرهاب، وحربها ضد صدام حسين، كما ظل البيت الأبيض أيضًا شريكًا رئيسيًا للنظام المصرى، حيث استمرت المساعدات العسكرية والاقتصادية فى التدفق بشكل مطرد، واتسع نطاق التعاون بين مبارك والإدارة الأمريكية ليشمل تدريب عناصر من قوات الأمن المصرية فى واشنطن، وحدث كل هذا فى الوقت الذى خطط فيه مبارك وابنه لمشروع توريث القيادة الاستبدادية تحت غطاء الإصلاح السياسى.
أما فيما يتعلق بالسياسة الداخلية المصرية، فيرى الكاتب الأمريكى أن قضية خلافة مبارك كانت مصدر قلق إدارة بوش الابن، ومثلما نظر البيت الأبيض فى عهد كارتر إلى التنمية الاقتصادية بوصفها درع الحماية لمصر من الاضطرابات الداخلية، كان تعزيز الديمقراطية أداة للبيت الأبيض فى عهد بوش لتحقيق الاستقرار فى مصر بعد رحيل مبارك، إذ تصورت الإدارة الأمريكية أنه، وفى ظل مجال سياسى أكثر انفتاحًا، ستكون هناك مساحة لشخصيات معتدلة مثل سعد الدين إبراهيم، وأيمن نور، فمثل تلك الشخصيات، ومعهم أى مستفيدين آخرين من أى انفتاح سياسى فى المستقبل على غرار جماعة الإخوان المسلمين، يمكن أن يكونوا بديلاً للقيادة الاستبدادية الحالية بقيادة مبارك وابنه.
بوش يوافق على خلافة جمال والده سرًا
وفى عام 2006 أعاد مبارك تفصيل النظام الانتخابى على مقاس ابنه جمال، وأصبح نجل مبارك واحدًا من ثلاثة أشخاص يتولون منصب الأمين العام المساعد فى الحزب الوطنى الديمقراطى، كما أن جمال التقى فى زيارته الخفية ديك تشينى، وكوندوليزا رايس، ومستشار الأمن القومى ستيفن هادلى، فضلًا على لقاء لم يكن مدرجًا مع الرئيس الأمريكى نفسه، وبالرغم من تحفظ بوش من إثارة موضوع الخلافة الرئاسية فى مصر علنًا، فإن لقاءه القصير مع جمال أشار إلى موافقته الشخصية على خلافة جمال لوالده، حسبما ذكر الكاتب.
ويضيف الكاتب الأمريكى قائلاً: كان من المتوقع أن يزور عمر سليمان واشنطن فى الشهر نفسه الذى زارها فيه جمال مبارك، لكن رئيس جهاز المخابرات المصرى نجح فى مراوغة وسائل الإعلام، ووفقًا لبرقية دبلوماسية من السفارة الأمريكية فى القاهرة بتاريخ إبريل 2006 حول موضوع الخلافة السياسية، اعتبر الدبلوماسيون الأمريكيون أن سليمان هو المنافس المحتمل الوحيد لجمال فى خلافة مبارك.
كما يرصد الكاتب برقية أخرى بتاريخ مايو 2006، ذكر فيها أن «تعاوننا الاستخباراتى مع عمر سليمان يمثل العنصر الأكثر نجاحًا فى علاقة الولايات المتحدة بمصر»، ويرى الكاتب أن خبرة عمر سليمان العسكرية، وطبيعة عمله فى المخابرات قد جعلتا منه رهانًا موثوقًا فيه للسياسة الخارجية الأمريكية أكثر من جمال مبارك، ولو صحت المقولة الخاصة بأن «العداء لأمريكا هو عكاز السياسى الضعيف»، فإن الجاسوس المخضرم يمكن أن يحكم مصر منذ اليوم الأول دون أى غوغائية زائدة على الحد، كما أثبت سليمان أنه حليف قوى للولايات المتحدة وإسرائيل فهو يعمل على الإفراج عن شاليط، وإضعاف حماس.
ويوضح الكاتب الأمريكى أنه بعد خطوة تعيين عمر سليمان نائبًا لحسنى مبارك عقب ثورة 25 يناير، بلورت موقف البيت الأبيض الذى عبرت عنه هيلارى كلينتون يوم الأحد 30 يناير، بأن الولايات المتحدة تساند «الانتقال المنظم» للسطلة فى مصر، وسيصبح الانتقال المنظم هذا هو شعار الولايات المتحدة خلال الفترة التى سبقت تخلى مبارك عن الحكم، وأظهرت التقارير أن أوباما سعى للحفاظ على الاستقرار فى مصر فى الوقت الذى يروج لنفسه، وكأنه يساند التحول الديمقراطى التدريجى.
هيلارى كلينتون صورت عمر سليمان على أنه الربان الذى يقود مصر
ويشير الكاتب الأمريكى جايسون براونلى إلى أن هيلارى كلينتون صورت عمر سليمان على أنه الربان الذى يقود السفينة وسط المياة المضطربة، وطالبت بدعم العملية الانتقالية التى أعلنت عنها الحكومة المصرية بقيادة نائب الرئيس عمر سليمان، ولكن بعد تصعيد الموقف من قبل الشعب المصرى بمطالبته بتنحى مبارك، تتابع العديد من الأحداث لتصيب آفاق المستقبل السياسى لعمر سليمان بالكساح، ولتدحض أيضًا خطة الانتقال المنظم للسطلة.