نقلاً عن اليومى..
عندما ذهب رئيس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، فى زيارة مفاجئة لمعهد القلب اكتشف كارثة غياب الأطباء، وقوائم انتظار طويلة، وإهمالًا فى المعامل والأشعة، واستشاريين لا يذهبون لمتابعة عملهم مع المرضى، يومها أعلن رئيس الوزراء الغضب، ومعه وزير الصحة الذى بدا غاضبًا هو الآخر، وأصدر قرارات بإبعاد مديرين، وانتقل رئيس الوزراء إلى معهد تيودور بلهارس، هو الآخر ظهر بلا مدير، وتنتشر فيه القطط والحيوانات، ولا توجد به خدمة أو أطباء.
المهم أن رئيس الوزراء بدا متفاجئًا ومعه وزير الصحة، ولم يكن المفروض أن يكون وزير الصحة متفاجئًا لأنه من الطبيعى أن يتابع العمل فى المؤسسات الصحية التابعة له، بل كل المؤسسات التى تُعنى بالصحة والعلاج، وهناك إدارات للعلاج والمتابعة لا يبدو أنها تقوم بدورها.
ولا يخفى على أحد أن الفقراء فى مصر لا يمكنهم الحصول على علاج محترم، بل حتى الطبقة الوسطى، خاصة فى حالة الأمراض الخطيرة التى تحتاج تكاليف ضخمة، ولم نرَ حتى الآن خطة واضحة للعلاج والصحة فى مصر.
نقابة الأطباء أصدرت بيانًا قالت فيه إن إبعاد المديرين ليس هو الحل، وإن جميع مؤسسات العلاج الحكومية فيها من هذا وزيادة، ونظمت نقابة الأطباء حملة «علشان ماتتفاجئش» نشروا فيها صورًا متعددة لمستشفيات ومراكز صحية تنتشر فيها القطط، وتشهد زحامًا للمرضى الذين لا يجدون من يكشف عليهم.
نقابة الأطباء دافعت عن أعضائها من الأطباء، وقالت إن الفصل ليس حلًا، وقالت إن هناك محاولات من الحكومة لإدخال القطاع الخاص فى إدارة المستشفيات العامة، وحذرت النقابة من هذا.. عدد قليل من المعلقين والكتاب تحدثوا عن ضرورة وجود هيئات للجودة، مثل المعمول به فى دول العالم المتقدمة.
الحقيقة أن وزير الصحة منذ أشهر بدأ فى جولات ميدانية للمستشفيات والمراكز فى المحافظات، لكن هذه الزيارات توقفت، وحتى الزيارات لا تصلح مادامت الإدارة مركزية، بل يجب أن تكون هناك مسؤوليات للمحافظين ووكلاء الوزارات وغيرهم، وأن يتخذ رئيس الوزراء قرارات بمحاسبة كل محافظ، وكل وكيل وزارة تتبع له مستشفيات تعانى الإهمال، كما أن نقابة الأطباء عليها دور هى الأخرى فى محاسبة أعضائها، والتعامل بواقعية مع الأخطاء، وأيضًا يمكنها أن تقدم حلولًا وتصورات لما يجب أن تكون عليه الصحة والعلاج، ومفروض ألا تكتفى النقابة بالدفاع عن أعضائها، ظالمين ومظلومين، وألا تكتفى بنشر صور التردى فى أحوال المستشفيات، لأن هذه الصور تدين الجميع، ومن المفروض ألا يكون هناك صمت عليها.
ويتوقع من الحكومة بعد اكتشافات رئيس الوزراء أحوال هذه المراكز أن تجتمع مع المحافظين والأطباء والمسؤولين ليضعوا خطة شاملة لإنقاذ الصحة، ووضع تصور للمستقبل، لأن أحوال المستشفيات والعلاج فى مصر لا تليق بأحد، ولا تتناسب مع ما نطمح له لمصر، ولا مانع من الاستماع لآراء الأطباء، وآراء الأساتذة، وآراء الإدارة والنقابة، ولم يكن جيدًا أن تنتظر الحكومة تدخل الرئيس ليسند تطوير معهد القلب للهيئة الهندسية، بل يجب أن يتحرك وزير الصحة ويشكل لجنة لزيارة المستشفيات، وعمل تقرير حقيقى يمكن الاستناد إليه فى معرفة خطة إنقاذ المستشفيات والعلاج.