ابن الدولة يكتب: الاصطفاف يعنى التوافق وليس الاتفاق التام أو الخلاف التام.. هناك قضايا مثل التعليم والصحة يتفق حولها الجميع لكنهم لا يبذلون جهدا لبحثها والاقتراح بشأنها

الثلاثاء، 16 يونيو 2015 09:03 ص
ابن الدولة يكتب: الاصطفاف يعنى التوافق وليس الاتفاق التام أو الخلاف التام.. هناك قضايا مثل التعليم والصحة يتفق حولها الجميع لكنهم لا يبذلون جهدا لبحثها والاقتراح بشأنها ابن الدولة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن العدد اليومى...


البعض يتصور فكرة الاصطفاف على أن يكون كل الناس متفقين على كل القضايا ويتبنون وجهة نظر واحدة فى كل القضايا، أو أن تكون الأحزاب متفقة على طريقة واحدة، والأحزاب تتفق لا فرق بين يسار ويمين ووسط، ولهذا فإن هذه الرؤية الضيقة تقابلها رؤية أخرى لا تقل تطرفا ترفض الاتفاق من الأساس وتريد أن يكون كل فرد له رأيه ومصالحه.

والحقيقة أنه لا الرؤية الأولى صحيحة ولا الثانية أيضًا، وإنما هناك فى كل مجتمع فئات ومصالح تتعارض وتتضاد، ودور الدولة أن تكون عادلة بين التيارات وتمنع أن تجور فئة على أخرى، أما الأمر الثانى فمن الطبيعى أن تكون هناك خلافات فى الرؤى بين الاتجاهات اليسارية واليمينية، وحتى الرأسمالية والاقتصاد الحر، ولو نظرنا إلى الأفكار السياسية الكبرى التى شكلت الدول الحديثة فستجد أن هناك اختلافات بين المدارس الأوروبية والأمريكية، فاقتصاد السوق فى ألمانيا وفرنسا والدول الإسكندنافية يختلف عن الرأسمالية الأمريكية، لأن أوروبا طعمت رأسماليتها بإجراءات ونظريات اجتماعية تجعل للدولة دورا فى التعليم والصحة وتدعيم الفئات غير القادرة بإجراءات مختلفة، بينما ترفض المدرسة الرأسمالية الأمريكية التدخل وتقاوم أى دور للدولة.

والاصطفاف الذى يفيد الدولة، هو أن هناك قضايا متفقًا حولها وأهميتها، لا محل للجدل فيها، فهناك اتفاق بين اليسار واليمين والوسط على ضرورة إحداث ثورة فى التعليم والنظام التعليمى، والصحة أيضا مجال لا خلاف فى أهميته، أما الاختلاف فهو فى طريقة التمويل والبناء وكيفية تطوير التعليم الحكومى والخاص، وتوحيد النظام التعليمى بحيث تكون هناك حدود دنيا للتعليم لا تفرق بين الفقراء والأغنياء، والاختلاف بين اليسار واليمين حول شراكة القطاع الخاص، وتوسيع الدور الأهلى.

ويرى قطاع من أنصار اقتصاد السوق أن يتوقف التعليم المجانى أو الممول من الدولة حتى الفترة الإلزامية فقط التى تصل إلى الثانوية العامة، بينما اليسار يرى أن يشمل تمويل الدولة للتعليم كل المراحل، ويرد اليمين بأن تمويل كل مراحل التعليم هو الذى أضعف التعليم الجامعى.

وفى قضية الصحة والعلاج نفس القضايا، وهناك حلول وطرق اتبعتها كل دولة من الدول المتقدمة سواء النظام الأوروبى أو الأمريكى ومدى مساهمة الدولة وشركات الدواء وغيرها فى تدعيم القطاع الطبى، وأيضا دور الجهود الأهلية، وهو أمر يختلف عما هو متبع فى الولايات المتحدة.

وقد ضربنا مثلا بالتعليم والصحة بوصفهما الأهم، وهناك الدعم أو الإسكان أو غيرها ومدى مساهمة الدولة والجهود الأهلية والخاصة، والقوانين التى تنظم هذا، ونقول هذا لتأكيد أن هناك آراء وطرقا مختلفة، وأن هناك قضايا تستحق من التيارات السياسية والأحزاب أن تتحاور حولها وتقدم فيها حلولا، وهى من القضايا التى تنفع الناس، ولا مانع من الاهتمام بالقضايا السياسية، لكن التقدم فى أوروبا والولايات المتحدة تم بناء على حوارات مجتمعية تتشارك فيها الأطراف وتتنافس.

وهذا يعيدنا إلى النقطة الأولى فى معنى الاصطفاف الوطنى، وهو أن هناك قضايا متفقا عليها استراتيجيا، والاختلافات حولها فى وجهات النظر، ومع هذا يبتعد عنها الكبار ويفضلون الاستمرار فى الخلاف والاختلاف والقضايا الهامشية.

اليوم السابع -6 -2015


موضوعات متعلقة


- ابن الدولة يكتب: حوارات الأحزاب.. والنتيجة المعتادة لم ينجح أحد.. الأحزاب تتعارك وتتبادل الاتهامات فى صورة تسىء للمشهد السياسى المصرى وتقف على باب الرئيس فى انتظار أن يصلح فيما بينها

- ابن الدولة يكتب: الإخوان بدأوا حرب الشائعات.. فشل إرهاب الإخوان فى إخافة الشعب المصرى أو هز أركان الدولة المصرية نقلهم إلى مرحلة أكثر خطورة

- ابن الدولة يكتب: كيف يمكن للشعب أن يواجه الإرهاب؟ العمليات الإرهابية لا تضر الاقتصاد فقط لكنها تضر بمصالح ملايين العاملين بالسياحة ولهذا يتصدى لها المواطنون ومنهم السائق الشجاع








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة