بالصور.. الإسماعيلية تشيع جثمان الشهيد محمد صالح ضحية حادث العريش.. الأب ينتظر ابنه على مائدة رمضان فيودعه الوداع الأخير.. وخالته: رفض الزواج لحزنه على زملائه شهداء سيناء

كان ينتظر صالح السماك - طبيب صيدلى - عودة نجله من عمله، ليشاركه مائدة طعام إفطار اليوم الأول من رمضان، ولكنه سيفطر على مائدة مع المعزين فى استشهاد الابن ضابط الشرطة، ضحية حادث تفجير مدرعة فى سيناء.

الأب يودع نجله والأم المكلومة تنادى ابنها

وتقدم الأب جنازة عسكرية لتشييع جثمان نجله ظهر يوم الأربعاء، لمقابر الأسرة بقرية "السماكين" غربى مدينة الإسماعيلية، شارك فيها ما يقرب من ألفين من أهالى القرية وزملاء وأصدقاء الضابط الشهيد.

محمد صالح على السماك معاون مباحث قسم رابع العريش، هو الابن الأوسط لأسرة الطبيب الصيدلى، وله شقيق أكبر منه كان يستعد للزواج عقب عيد الفطر، وشقيقة صغرى طالبة مازالت تدرس فى الجامعة.




بدأ الأب يغالب دموعه خلال الجنازة، ولكن الأم لم تتمالك نفسها وهى تتابع جثمان نجلها الملفوف بعلم مصر، ويسير به المشيعون باتجاه مقابر الأسرة.

كلمات الأم المكلومة فى نجلها قليلة متكررة بالدعاء له بالرحمة، وأخذت تردد "ضنايا يا حبيبى، ضنايا راح يارب يارب حمادة يارب".

رفض الزواج بسبب الحرب على الإرهاب

خالة الضابط الشهيد قالت إنه كان يرفض الزواج بسبب ما يراه يحدث أمامه من أحداث فى سيناء، وتحدثت عن آخر مكالمة هاتفية جرت بينهما ليبارك لها قدوم شهر رمضان، وقالت "اتصل بى محمد أمس، عشان يعيد عليا بمناسبة رمضان" وأضحك معه وأقول له "يلا يا محمد عايزين نفرح بيك ونجوزك قالى أنا مش هتجوز عشان اللى بيحصل فى صحابى فى سيناء مخلينى مش قادر أفرح".




وأضافت وسط دموعها "كان يشعر بأنه لن يتزوج فى الدنيا، حسبنا الله ونعم الوكيل فى اللى حرمنا منه ومن فرحتنا به"، وأكملت "كان ولد مؤدب ومحترم والكل يحبه..منهم لله الإرهابيين الخونة".

وقالت عواطف السماك عمة الشهيد "لم أصدق خبر وفاته لأنه كان مثل العريس، وآخر مرة تحدثت معه كان للاتفاق على موعد للتجمع للإفطار فى رمضان يوم الجمعة، ولكن القدر كان أسرع".