ابن الدولة يكتب: العفو عن الشباب المحبوسين بين الصراخ والخطوات الإيجابية.. نفس الأصوات الصارخة طلبوا الإفراج عن الشباب وحينما حدث لم يفرحوا لهم لأن القوائم لم تتضمن أسماء المشاهير وأسماء أصدقائهم

الخميس، 18 يونيو 2015 09:01 ص
ابن الدولة يكتب: العفو عن الشباب المحبوسين بين الصراخ والخطوات الإيجابية.. نفس الأصوات الصارخة طلبوا الإفراج عن الشباب وحينما حدث لم يفرحوا لهم لأن القوائم لم تتضمن أسماء المشاهير وأسماء  أصدقائهم ابن الدولة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن العدد اليومى...


قبل شهور من الآن، تعالت أصوات الصراخ والغضب هاتفة السجن فيه مظاليم، أفرجوا عن الشباب، لماذا لا يتدخل الرئيس للإفراج عن الشباب المحبوسين تحت وطأة قانون التظاهر، هم يعنى كانوا عملوا إيه؟، الإفراج عن الشباب بأى طريقة يخفف حدة الاحتقان الشعبى، كل الفئات لابد أن تتحرك لتضغط وتتحاور مع الدولة للإفراج عن الشباب غير المدانين فى قضايا بلطجة وإرهاب؟

الرئيس يجتمع مع عدد من شباب الإعلاميين، ثم فى لقاء آخر مع الكتاب والمبدعين، ويتلقى أسئلة حول الشباب المحبوس، وضرورة إيجاد طريقة للعفو عنهم، تتوالى الرسائل فى البرامج التليفزيونية، ويقول الرئيس عبد الفتاح السيسى تصريحه الشهير، «أنا عارف إن فى شباب مظلوم موجود فى السجن ومش هبقى مبسوط لو فى مظلوم واحد فى السجن، ويطلب من شباب الإعلاميين إعداد قوائم لشباب المحبوسين تمهيدا للإفراج عنهم.

نفس أصوات الصراخ للنشطاء وبعض مهاويس الائتلافات تعود للظهور مجددا وتهتف قائلة: «أكيد دى تمثيلية، مش هيفرج عن حد، إنهم يتاجرون بقضايا الشباب المحبوسين، ابقى قابلونى لو حد خرج، لو قوائم الإفراج دى لم تتضمن المشاهير يبقى ملهاش أى لازمة».

تمر أسابيع قليلة على وعد الرئيس بالعفو عن الشباب المحبوسين، تنشر الصحف أخبارا وتصريحات حول أن شباب الإعلاميين سلموا الرئاسة قوائم لبعض الشباب المحبوسين فى قضايا مختلفة، يتحدث الرئيس مجددا ويؤكد رغبته وأمنيته فى ألا يوجد مظلوم واحد داخل السجون، وتبدأ عملية طويلة من فحص القوائم والأسماء التى تسلمتها الرئاسة من قبل أجهزة مختلفة لمراجعة الوضع الأمنى والحالات القانونية المختلفة للشباب.. وتدخل الدولة فى دوامة أزمات كبرى مثل ذبح المصريين فى ليبيا ثم ضرب معاقل داعش، ثم مجموعة من العمليات الإرهابية ينفذها المجرمون فى سيناء، على إثر هذه الأحداث الجسام تغيب الأخبار التى كانت منتشرة عن العفو الرئاسى عن الشباب المحبوسين.

تعود أصوات الصراخ من قبل بعض النشطاء والمشككين فى الوعد الرئاسى ويهتفون: «مش قلنالكم، مافيش عفو، هيسيب الشباب فى السجون، قلنالكم إن وعود الرئيس للاستهلاك المحلى، إنها دولة تكره شبابها» وباقى قصيدة الصراخ الكبرى التى تعرفونها.

فى منتصف الأحداث تشرف السيد النائب العام بالإفراج عن عدد من الشباب المحبوسين احتياطيا، ولم يحظَ هذا الخبر بأى اهتمام من قبل النشطاء والسياسين لأنه لم يتضمن أسماءً تنتمى إلى فئة المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعى أو تنتمى إلى قوائم أصدقائهم، وكأن الطبقية تحكم وجهات نظرهم فى المحبوسين.

ثم تأتى لحظة الصدق، ويعلن الرئيس وفاءه بوعده لشباب الإعلاميين وللمصريين، وفى بيان رسمى يتم الإعلان عن صدور قرار رئاسى بالعفو عن 165 شابا من المحبوسين فى قضايا مختلفة كدفعة أولى من ملف ضخم عمل عليه بجهد مكتب الرئيس بالتعاون مع أجهزة الدولة المختلفة من أجل تحقيق وعد الرئيس بالإفراج عن الشباب، ولقى هذا الخبر ترحيبا واسعا من الأهالى ومن رموز العمل السياسى التى فكرت فى خطوة للأمام للاستفادة من التحرك الإيجابى للسيد رئيس الجمهورية حينما أكدوا أهمية الخطوة فى احتواء الشباب، ودعوا وزير العدالة الانتقالية للدعوة فورًا لمؤتمر يجمع بين ممثلين عن وزارة الداخلية وممثلى الأحزاب والمنظمات الحقوقية لمناقشة قانون التظاهر، وتلك هى الخطوات الإيجابية التى نحتاجها للتعامل مع المشاكل والأزمات العالقة.

فى المقابل نفس الأصوات الصارخة الغاضبة، مازالت تشكك فى الخطوة، طلبوا الإفراج عن الشباب وحينما حدث لم يفرحوا لهم، لأن القوائم لم تتضمن أسماء المشاهير وأسماء أصدقائهم، فى تأكيد جديد على أن همهم الأساسى لم يكن هدفا ساميا ولا نبيلا، لأن أصحاب الأهداف النبيلة يكون المنظار الذين يرون الواقع من خلاله أكثر رحابة من النظرة الضيقة التى يشاهدون بها تحقيق الوعد الرئاسى بالعفو عن الشباب المحبوسين.


موضوعات متعلقة


- ابن الدولة يكتب: لماذا يخجلون من الاعتراف بنجاحات السيسى؟.. لا مشكلة فى انتقاد السلطة أو الرئيس ولكن العيب أن يكون القادر على الانتقاد عاجزا عن الإشارة للجيد

- ابن الدولة يكتب: الاصطفاف يعنى التوافق وليس الاتفاق التام أو الخلاف التام.. هناك قضايا مثل التعليم والصحة يتفق حولها الجميع لكنهم لا يبذلون جهدا لبحثها والاقتراح بشأنها

- ابن الدولة يكتب: حوارات الأحزاب.. والنتيجة المعتادة لم ينجح أحد.. الأحزاب تتعارك وتتبادل الاتهامات فى صورة تسىء للمشهد السياسى المصرى وتقف على باب الرئيس فى انتظار أن يصلح فيما بينها








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة