فنون قتلت أصحابها..رشيدة مهران وحنظلة اغتالا "ناجى العلى"

الجمعة، 19 يونيو 2015 04:00 م
فنون قتلت أصحابها..رشيدة مهران وحنظلة اغتالا "ناجى العلى" الدكتورة رشيده مهران
كتبت نبيلة مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يسأل أحدهم: تعرف رشيدة مهران؟ فيرد الآخر لا، فيسأله مجددا: بتسمع عنها، فيجيب:لا، فيرد السائل قائلا:ما بتعرف رشيدة مهران ولا سامع فيها لكان كيف صرت بالأمانة العامة للكتاب والصحفيين الفلسطينيين، لكان مين داعمك بها المنظمة يا أخو الشليتة؟ ، هذا هو الحوار الذى ظهر فى إحدى رسومات فنان الكاريكاتير الفلسطينى الراحل ناجى العالى وتسبب فى اغتياله على يد مجهول بلندن فى 29 أغسطس 1987.

ويقال إن رشيدة مهران كانت عشيقة الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، وكانت من الشخصيات المؤثرة آنذاك، فى منظمة التحرير الفلسطينية، وقبل مقتله بيومين، قال ناجى العالى فى حوار مع مجلة "الأزمنة العربية" إن التهديدات انهالت عليه بعد رسم هذا الكاريكاتير، وإن عرفات هدده فى إحدى خطبه عام 1975 بأنه "سيضع أصابعه فى الأسيد" إن لم يتوقف عن الرسم، الأمر الذى يفيد باحتمال تورط الرئيس الراحل فى اغتياله، فيما اتهم البعض الموساد الإسرائيلى بقتله، فيما رأى الآخرون أن منظمة التحرير الفلسطينية المسئولة عن اغتياله، وربما قام بذلك أى من حكومات الدول العربية بعد انتقاد ناجى العلى لهم.
وانتقد ناجى العلى فى رسومه الكاريكاتيرية التى زاد عددها عن 40 ألف رسمة، الأنظمة العربية وخضوعها فى وجه الاحتلال الإسرائيلى والهيمنة الأمريكية على المنطقة، منذ احتلال الأرض الفلسطينية.

عرف ناجى العلى الكفاح مبكرا فقد تسببت مواقفه المعادية للاحتلال فى اعتقال من قبل القوات الإسرئيلية فى مخيم "عين الحلوة" بلبنان، وذلك بعدما هاجر مع أهله من فلسطين عام 1948 بعد احتلالها، وبعد خروجه من المعتقل الإسرائيلى حين كان مراهقا اعتقله الجيش اللبنانى أكثر من مرة وكان يرسم على جدران كل سجن ليسجل موقفه المناهضة لقمع حريته واحتلال أرضه، وعرفت لوحاته النور لأول مرة حينما نشر له الأديب الفلسطينى غسان كنفانى كاريكاتيره الذى ظهرت فيه خيمة تعلوها يد تلوح، وذلك فى مجلة الحرية عام 1961، عمل ناجى العلى بعد ذلك محررا ورساما ومخرجا صحفيا فى عدة صحف من بينها الطليعة والسياسة الكويتيتين، والسفير اللبنانية وغيرهم.

كان لرسومات ناجى العلى أصداء عالية فى الصحافة العربية، وأثارت آرائه اللاذعة مشاعر الكراهية فى نفوس العديد من الأطراف، منها جبهة التحرير الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلى وبعض الأنظمة العربية.

وكان من أشهر شخصيات الفنان الراحل الكاريكاتيرية شخصية الطفل الفلسطينى "حنظلة" الذى ظهر دائما بيدين مشبوكتين وراء ظهره الذى أداره للجميع، ليصبح ذلك الطفل ذو العشرة أعوام رمزا للصمود والقوة والتمرد على احتلال أرضه، حتى أنه قال أن حنظلة لن يتجاوز سن العاشرة ولن يرى الناس وجهه إلا إذا سترد العربى حريته.

وظهر "حنظلة" لأول مرة على إحدى صفحات جريدة "السياسة الكويتية"، وتزامنت ولادته على أوراق ناجى العلى مع نكسة 1967 ، وقال ناجى العلى إنه "كتفه" بعد حرب 1973، لأن ظهوره بهذه الهيئة يعد اتساقا مثاليا مع المرحلة التى مريت بها المنطقة العربية التىتعرضت بحسب وصفه لعملية "تطويع وتطبيع شاملة"، لذلك رفض حنظلة الثائى حلول التسوية الأمريكية لأنه ثائرا وليس مطبعا.

وتعد "فاطمة" المرأة الفلسطينية المتمردة على خضوع زوجها وضعفه، وظلم الاحتلال إحدى شخصيات ناجى العلى الشهيرة، والتى وظفها دائما لتخدم مواقفه، وكان من بين أشهر مواقف فاطمة ذلك الذى قالت فيه لزوجها:شفت يافطة مكتوب عليها "عاشت الطبقة العاملة، روح جيبها بدى أخيط أواعى للولاد"، هكذا صور فنان الكاريكاتير الفلسطينى الراحل ناجى العلى بسخرية لا تخلو من المرارة معاناة شعبه المحتل.

لا يزال الغموض يخيم حتى الآن على مقتل الفنان ناجى العلى إلا أن فنه لا يزال مثالا يحتذى به فى التمرد، ورفض القهر.


موضوعات متعلقة..



36 شاعرا عربيا وأجنبيا فى مهرجان يقام للمرة الأولى بمدينة طنطا










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة