نقلا عن العدد اليومى...
كل الشواهد تقول إن الانتخابات البرلمانية اقتربت، وإن القوانين والتشريعات الخاصة بتقسيم الدوائر وغيرها انتهت، وربما تبدأ بعد رمضان خطوات الانتخابات من الأفراد والأحزاب، أما عن الأفراد المرشحين فقد سبق لهم أن قدموا حملات إعلانية، وخدمات، واتصلوا بشكل مباشر بالمواطنين الناخبين، لكن جاء حكم الدستورية ببطلان تقسيم الدوائر السابق ليضيع مساعى شهور وجهود المرشحين الأفراد. ومع رمضان تشهد محافظات الوجهين البحرى والقبلى الكثير من التحركات لمرشحين محتملين قرروا خوض الانتخابات، ويطاردون المواطنين بدعاياتهم وخدماتهم وجولاتهم.
كانت بعض الأحزاب السياسية قبل حكم الدستورية، وتأجيل الانتخابات تعلن خوفها من ترشح الفلول من رجال مبارك، أو تسرب مؤيدى الإخوان بسبب اتساع المقاعد الفردية مقابل القوائم فى الانتخابات، كما أن الأحزاب لم تستطع خلال شهور أن تتفاهم وتتوافق لتقديم قائمة متفق عليها من الأحزاب، يمكن أن تمثل اختيارًا مناسبًا لخوض الانتخابات، لكن للأسف عجزت الأحزاب والتيارات السياسية منذ ثورة 25 يناير عن التوصل إلى أى نوع من التفاهم فيما بينها، لاختيار أفضل المرشحين، أو القوائم والتحالفات السياسية من التى يعرفها العالم وتعرفها السياسة، خاصة أن لدينا ما يقرب من 90 حزبًا، وربما أكثر، يُفترض أنها سوف تخوض الانتخابات بقوائم وأفراد، مع أن أغلب هذه الأحزاب لا يمكنها توفير 10 مرشحين على مستوى الجمهورية، وهى أحزاب تجيد الكلام فى التليفزيون، وعقد المؤتمرات من دون أن تترجم كلامها ونظرياتها إلى واقع يمكن أن تواجه به الواقع.
وما نراه أن هذه الأحزاب تركز نشاطها كله فى الخوف من عودة الحزب الوطنى المنحل إلى صفوف البرلمان، من دون أن تبذل جهدًا لمواجهة هذا الحزب الذى يفترض أنه متوقف وممنوع من العمل السياسى، ومن الممكن أن تتفرغ الأحزاب للنزول إلى الجماهير ومخاطبتها وإقناعها ببرامج ومرشحين، بدلًا من البقاء فى مرحلة إبداء الخوف.
واليوم تركز بعض الأحزاب مخاوفها من نشاط السلفيين وحزب النور، والذين يبذلون جهودًا لكسب الشارع من خلال دعايات ومؤتمرات، واحتكاك مباشر، وحملات شعبية أو رمضانية، وهناك من يعارض وجود هذه الأحزاب من دون أن يبذل أى جهد لمواجهة تأثيراتها فى الشوارع والمنازل فى المحافظات والمدن.
الأحزاب كانت تبدى خوفها، وحصلت على فرصة بتأجيل الانتخابات، كان يمكنها أن تستغلها فى تقوية علاقاتها بالشارع، من خلال جولات ميدانية ومؤتمرات، تحتك فيها بالجمهور وتواجه تساؤلات الشارع، وتعيد حساباتها، وتواجه الفلول والمنافسين فى الشارع، لكن ما جرى أن مرت الأشهر الستة وأكثر ولم تتحرك الأحزاب لتبذل جهدها من أجل كسب الشارع أو الاقتراب منه.
لقد اجتمعت الأحزاب مع الرئيس ومع بعضها، وتكلمت كثيرًا، وطالبت بتعديلات فى قوانين الانتخابات، لكن يبدو أنها لم تسعد للانتخابات المقبلة بأى وسيلة، فلم تتفق على قوائم موحدة، ولم تتفق فيما بينها على إخلاء أو تقسيم الدوائر بالشكل الذى يُحدث تكاملًا بين الأحزاب وبعضها فى الانتخابات، لكن ما حدث أن أغلب الأحزاب أضاعت فترة تأجيل الانتخابات دون بذل أى جهد للاقتراب من الشارع، وسوف تظل الأحزاب كما هى تشكو من الفلول والإخوان.
موضوعات متعلقة:
- ابن الدولة يكتب: لماذا لا يضع الإعلاميون مواثيقهم؟ التشريعات التى تحكم الصحافة الآن تقوم على ملكية الدولة للمؤسسات الصحفية الحكومية ولم تكن الصحافة الخاصة موجودة
- ابن الدولة يكتب: العفو عن الشباب المحبوسين بين الصراخ والخطوات الإيجابية.. نفس الأصوات الصارخة طلبوا الإفراج عن الشباب وحينما حدث لم يفرحوا لهم لأن القوائم لم تتضمن أسماء المشاهير وأسماء أصدقائهم
- ابن الدولة يكتب: لماذا يخجلون من الاعتراف بنجاحات السيسى؟.. لا مشكلة فى انتقاد السلطة أو الرئيس ولكن العيب أن يكون القادر على الانتقاد عاجزا عن الإشارة للجيد
- ابن الدولة يكتب: الاصطفاف يعنى التوافق وليس الاتفاق التام أو الخلاف التام.. هناك قضايا مثل التعليم والصحة يتفق حولها الجميع لكنهم لا يبذلون جهدا لبحثها والاقتراح بشأنها
عدد الردود 0
بواسطة:
ع. أ.
الأحزاب الحالية ليست سياسية