ابن الدولة يكتب: أبو الفتوح ودعوات الفراغ السياسى.. هل يستطيع أن يأتى على دعوته بتوقيع ملايين المصريين أو يخلق أرضية شعبية فى الشارع؟

الأحد، 21 يونيو 2015 09:06 ص
ابن الدولة يكتب: أبو الفتوح ودعوات الفراغ السياسى.. هل يستطيع أن يأتى على دعوته بتوقيع ملايين المصريين أو يخلق أرضية شعبية فى الشارع؟ ابن الدولة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن اليومى



فى الأوقات الغريبة يظهر الغرباء، وعبدالمنعم أبوالفتوح، القيادى الإخوانى السابق وقائد حزب مصر القوية، غريب منذ طلته الأولى مرتديا ثياب الإخوان المسلمين ومدافعا عن الجماعة، ثم تخليه السهل عن الإخوان والجماعة من أجل الترشح لانتخابات الرئاسة، ثم تخليه الأسهل عن دعم ثورة 25 يناير فى الانتخابات الرئاسية برفضه التحالف مع حمدين صباحى، وهو التحالف الذى سعى لتأسيسه ملايين المصريين من أجل قطع الطريق على مرشح الإخوان محمد مرسى والمرشح أحمد شفيق فى الانتخابات الرئاسية التى فاز بها مرسى بسبب تخاذل أبوالفتوح فى التحالف مع حمدين.

يغيب أبوالفتوح طويلا، ثم يعود ليبث بعضا من تصريحاته الغريبة، هو دوما يريد تمرير أفكار خبيثة تتعلق بعدم استقرار الوضع السياسى وتدعو إلى انتخابات مبكرة، هو يشغل نفسه بكرسى الرئاسة، يريد أرضا ممهدة لتحقيق حلمه فى السلطة، حتى ولو تم ذلك بدعوة غير مفهومة لانتخابات رئاسية مبكرة فى وطن لا يعانى من ارتباك وفى ظل وجود رئيس يسير بشكل منتظم فى تحقيق إنجازات مهمة.

فى الوقت الذى كانت مصر تتكلم فيه عن إنجازات عام على حكم الرئيس السيسى، ويستعد الشعب بفرح لافتتاح قناة السويس وبداية موسم حصاد السنوات العجاف الماضية، وفى الوقت الذى يشهد العالم فيه للسيسى والدولة المصرية أنها نجحت فى استعادة رونقها الإقليمى والدولى، يظهر عبدالمنعم أبوالفتوح ويقول العكس، بل يدعو إلى انتخابات رئاسية مبكرة، وفى دعوته خبث هدفه «العكننة» على المصريين، وإعادة صورته للمشهد السياسى.

سيقول البعض إن من حق أبوالفتوح وغيره من السياسيين أن يدعوا لانتخابات رئاسية مبكرة فى أى وقت، تلك هى الحرية، والديمقراطية، والقوانين تكفل له مثل هذه الممارسات، حسنا ذلك نصف الحقيقة لأن نصفها الآخر سؤال يقول أين الحيثيات التى يستند إليها أبوالفتوح فى دعوته هذه؟ هل مثلا يستطيع أن يأتى للناس بورقة يقول فيها إن الأداء الأقتصادى تراجع، أو سياسة مصر الخارجية لم تحقق النجاح المنشود؟ بالقطع لا.

إذن هل يستطيع أن يأتى على دعوته بتوقيع ملايين المصريين، أو يخلق أرضية شعبية فى الشارع يستند إليها وهو يهتف بشعاره الجديد؟ بالقطع لا، لأن حزب مصر القوية نفسه لا يحظى بتأييد بضعة آلاف لا يضمنون له وجودا قويا فى الحياة السياسية.

عبدالمنعم أبوالفتوح يعبر عن نفسه فقط، صوته فقط، أحلامه فقط، رغبته فى التواجد على الساحة بإحداث فرقعات، هو لا يملك ظهيرا شعبيا، ولا قبولا جماهيريا يمكنه من الحديث باسم الناس وعن الناس، ولهذا السبب اشتعلت عاصفة غضب ضد أبوالفتوح بسبب دعوته غير المفهومة التى تمت دون سابق إنذار، ودعا فيها لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة خلال عام وتشكيل حكومة ائتلافية، كما دعا «أبوالفتوح» فيما سماه رؤية حزب مصر القوية، إلى إلغاء عقوبة الإعدام لمدة عام، ما طرحه أبوالفتوح كان شاذا إلى الدرجة التى جعلت كل الأصوات تهاجمه بداية من الدكتور أبوالغار الذى رفض الفكرة، ومرورا بجمال زهران الذى اعتبرها دعوة مشبوهة وانتهاءا بالقيادى الإخوانى السابق كمال الهلباوى الذى استنكر دعوة أبوالفتوح، وسأله: أى إخوان تقصد لنتفاوض معهم؟

هى عادة أبوالفتوح إذن، كلما نساه الناس، وكلما شعر بأن الوضع فى مصر مستقر، أسرع بالتدخل لإشعال جبهة ما بأفكار ودعوات غريبة، ولكن الأغرب أنه لم يتعلم حتى الآن أن كل ما يدعو له سيظل فى محيط أصدقائه طالما هو حتى الآن عاجز عن التواجد فى الشارع وإقناع الناس بنفسه وحزبه.


اليوم السابع -6 -2015



موضوعات متعلقة



- ابن الدولة يكتب: كيف استعدت الأحزاب للانتخابات؟.. اجتمعت الأحزاب مع الرئيس ومع بعضها وتكلمت كثيراً لكن يبدو أنها لم تستعد للانتخابات المقبلة بأى وسيلة

- ابن الدولة يكتب: لماذا لا يضع الإعلاميون مواثيقهم؟ التشريعات التى تحكم الصحافة الآن تقوم على ملكية الدولة للمؤسسات الصحفية الحكومية ولم تكن الصحافة الخاصة موجودة

- ابن الدولة يكتب: العفو عن الشباب المحبوسين بين الصراخ والخطوات الإيجابية.. نفس الأصوات الصارخة طلبوا الإفراج عن الشباب وحينما حدث لم يفرحوا لهم لأن القوائم لم تتضمن أسماء المشاهير وأسماء أصدقائهم








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة