تونس تشدد إجراءاتها الأمنية بعد هجوم سوسة الإرهابى وتغلق 80مسجدا.. وتراجع قانون الجمعيات وتتجه لمراجعة ترخيص حزب التحرير الإسلامى بعد رفع أنصاره رايات "دولة الخلافة"..وبريطانيا تتوقع زيادة عدد الضحايا

السبت، 27 يونيو 2015 01:05 م
تونس تشدد إجراءاتها الأمنية بعد هجوم سوسة الإرهابى وتغلق 80مسجدا.. وتراجع قانون الجمعيات وتتجه لمراجعة ترخيص حزب التحرير الإسلامى بعد رفع أنصاره رايات "دولة الخلافة"..وبريطانيا تتوقع زيادة عدد الضحايا السياح يغادرون تونس بعد الهجوم الإرهابى
تونس: وكالات الأنباء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شددت الحكومة التونسية من إجراءاتها الأمنية لتعقب الجناة المسئولين عن الهجوم الإرهابى الذى استهدف منتجع سوسة السياحى أمس الجمعة، وأسفر عن 38 قتيلا أغلبهم من البريطانيين، وأعلن الحبيب الصيد رئيس الحكومة التونسية "فتح تحقيق (وإجراء) تقييم كامل للواقعة" بهدف "تحديد المسؤوليات"، وقال "فى صورة ثبوت وجود إخلالات من أى طرف كان سيقع اتخاذ الإجراءات اللازمة".

جاء ذلك بعد أن قررت الحكومة غلق 80 مسجدا بنيت من دون تراخيص قانونية و"تبث السموم للحث على الإرهاب"، وقال الصيد "إن كل حزب أو جمعية تكون غير محترمة للمبادئ الأساسية للدستور (التونسى الجديد) سيقع التنبيه عليها وإذا لزم الأمر حلها".

وكان الرئيس التونسى الباجى قائد السبسى دعا أمس الجمعة من الفندق الذى تعرض للهجوم، رئيس الحكومة إلى "مراجعة" الترخيص القانونى لحزب لم يسمه، قال إنه "يرفع العلم الأسود" فى إشارة على الأرجح إلى حزب التحرير الإسلامى الذى رفع أنصاره خلال تجمع أقاموه مؤخرًا بالعاصمة تونس رايات بيضاء وسوداء وكتبوا على لوحات سياراتهم عبارة "دولة الخلافة".

الحكومة تعيد النظر فى القانون المنظم للجمعيات


وقررت الحكومة التونسية "إعادة النظر فى المرسوم (القانون) المنظم للجمعيات خاصة فيما يتعلق بالتمويل وإخضاعه للرقابة القانونية للدولة"، حسبما أعلن "الصيد" الذى قال "إن تمويل الإرهاب متأتى أحيانا من جمعيات تساند الإرهاب"، كما قررت "دعوة جيش الاحتياط لتعزيز التواجد العسكرى والأمنى فى المناطق الحساسة والمواقع التى فيها خطر إرهابى" و"تكثيف الحملات والمداهمات لتتبع العناصر المشبوهة والخلايا النائمة فى إطار احترام القانون" وفق الصيد، الذى أعلن "وضع مخطط استثنائى لمزيد من تأمين المواقع السياحية والأثرية بتشريك (أهل) المهنة (السياحية) بنشر وحدات مسلحة من الأمن السياحى على كامل الخط المائى (السواحل) وكذلك داخل الفنادق بداية من مطلع يوليو القادم"، لافتا إلى أن الأمن السياحى الحالى "غير مسلح"، كما أعلن أنه سيتم "رصد مكافآت مالية لكل من يدلى بمعلومات تمكن من إلقاء القبض على عناصر إرهابية".

بريطانيا تتوقع زيادة عدد قتلاها فى الحادث


من جانبه قال وزير الدفاع البريطانى، مايكل فالون، صباح اليوم السبت، إنه من المنتظر ارتفاع عدد القتلى البريطانيين فى الهجوم، مؤكداً لشبكة ITV الإخبارية "يبدو للأسف كما لو أن عدد الضحايا سيرتفع"، مضيفاً "هناك عدد من الأشخاص لم يتم التعرف عليهم رسميا، ولكن هناك المزيد من القتلى والضحايا البريطانيين"، مشيرًا إلى أن معظم الضحايا الغربيين فى الحادث من البريطانيين، وأكد فالون أن هذه الجرائم "هى تذكير صارخ بأننا يجب أن نحتاط دوما وألا نأخذ الأمن على أنه أمر مفروغ منه".

وتم نقل مئات السياح الأجانب بحافلات إلى مطار النفيضة الواقع فى منتصف الطريق بين سوسة والعاصمة، لإجلائهم فجر اليوم، كما أعلن عن قيام 13 رحلة ليلا فى هذا المطار خصوصا باتجاه لندن ومانشستر وأمستردام وبروكسل وسان بترسبورج وقال سائح من ويلز لوكالة فرانس برس "نحن خائفون. المكان ليس آمنا".

وأعلن الحبيب الصيد رئيس الحكومة التونسية فى الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، أن الاعتداء الذى استهدف فندق طريو امبريال مرحبا بمرسى القنطاوى القريب من مدينة سوسة، ويقع على بعد 140 كلم جنوبى العاصمة، أسفر عن مقتل 38 شخصا أغلبهم بريطانيون.

داعش يتبنى الهجوم الإرهابى


وتبنى تنظيم داعش الإرهابى الاعتداء الذى نفذه طالب تونسى مسلح برشاش كلاشنيكوف كان يخفيه تحت شمسية وشكل ضربة موجعة للسياحة القطاع الاقتصادى المهم فى تونس، وقال التنظيم الإرهابى فى بيان نشر عبر مواقع إسلامية على تويتر "انطلق جندى الخلافة أبو يحيى القيروانى، وتمكن من الوصول إلى الهدف فى فندق امبريال" وقتل "قرابة الأربعين معظمهم من رعايا دول التحالف الصليبى التى تحارب دولة الخلافة"، فى إشارة إلى التحالف الدولى الذى يقصف مواقع تنظيم الدولة فى العراق وسوريا، واعتبر التنظيم أن الهجوم استهدف "أوكارا خبيثة عشش فيها العهر والرذيلة والكفر بالله فى مدينة سوسة" وذلك رغم الإجراءات (الأمنية) المشددة التى طوقت هذه الأوكار المستهدفة فى شاطئ القنطاوى".

وقال رفيق الشلى كاتب (وزير) الدولة المكلف بالشؤون الأمنية فى تونس، إن منفذ الهجوم شاب "غير معروف" لدى أجهزة الأمن "دخل (الفندق) عن طريق الشاطئ فى زى مصطاف قادم للسباحة، وكان يحمل مظلة وسطها سلاح، وعندما وصل إلى الشاطئ استعمل السلاح (أطلق النار) فى الشاطئ والمسبح والنزل (الفندق) وعند مغادرته تم القضاء عليه" من قبل قوات الأمن، وقال أحد العاملين فى الفندق إن المسلح استهدف حرفاء فى الشاطئ ثم دلف داخل الفندق لقتل حرفاء كانوا على جنبات المسبح.

وقال سليم إبراهيم "رأيت شخصًا يطلق النار على سياح مسنين (على الشاطئ) وقتلهم" مضيفا "سعيت للاختباء لأنى رأيت الإرهابى يدخل إلى الفندق من ناحية المسبح ثم ألقى قنبلة قرب المسبح"، وقال شاهد إن المسلح استهدف السياح، وشرح لعناصر الشرطة أن "الإرهابى قال لنا +ابتعدوا لم آت من أجلكم+ ولم يطلق علينا النار وبدأ بإطلاق النار على السياح".

سيف الدين الرزقى من عشق ريال مدريد ونجاة الصغيرة إلى قتل السياح


ورصدت شبكة CNN آخر ما كتبه سيف الدين الرزقى على صفحته بفيسبوك، وفتحه أمام عموم مستخدمى هذا الموقع، هو نشره لفتوى للشيخ السعودى محمد العثيمين، يحرّم فيها هذا الأخير الاحتفال برأس السنة الميلادية، أو تهنئة من يصفهم بالكفار، مشيرة إلى أن الرزقى يبلغ 23 سنة قيد حياته، وكان متأثرًا كثيرًا بفكر تنظيم "داعش"، إذ نشر يوم 31 ديسمبر 2014 مقطع فيديو من موقع CNN بالعربية، لزيارة صحفى ألمانى لهذا التنظيم المتطرف، مصحوبًا بوصف "CNN الحاقدة". فى اليوم نفسه، حدّث صفحته على فيسبوك أكثر من مرة، قبل أن تنقطع نهائيًا تحديثاته المفتوحة للعموم.

تظهر عدوانية سيف الدين واضحة على حسابه بفيسبوك، فهو يضع صورة سيفٍ فى صورة "البروفايل"، ويضع شعار "إذا كان حب الجهاد جريمة.. فليشهد العالم أنى مجرم" فى صورة الغلاف. كما يظهر حبه لرياضة كرة القدم، عبر تشجيعه لفريق ريال مدريد الإسبانى والنادى الإفريقى التونسى، وعلى امتداد عام 2014، كثرت منشورات سيف الدين التى تمجد تنظيم "داعش"، كما كثرت مشاركاته لمنشورات صفحة تسمى نفسها "شباب الصحوة الإسلامية بالكاف"، وصفحة ثائرة تسمى "الجنوب الثائر" تختص فى نشر كل ما يعارض الدولة التونسية. بيد أن منشوراته عام 2013، كانت تظهر شابًا بسيطًا يعشق الابتسامة والمقاطع الطريفة والمقتبسات المؤثرة.

أما فى عامى 2011 و2012، فنتعرّف على سيف الدين آخر. شاب يعشق الاستماع إلى أغانى نجاة الصغيرة تامر حسنى وفضل شاكر والمغنى الأمريكى إيمينيم والإسبانى إنريك إغليسياس، كما كان ينشر بين الفينة والأخرى بعض المقاطع الدعوية التي تحث على الصلاة والمغفرة. ويلاحظ أن سيف الدين كان حذرًا فى نشر صوره الخاصة، كما كان محدود العلاقات الافتراضية، إذ لا يتجاوز عدد أصدقائه حوالى 142 واحدًا.

غير أن الطريف فى الواقعة، أن صفحة سيف الدين عادت إلى التحديث بفيسبوك فى الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، إذ تم تغيير صورة البروفايل، ووُضعت بدل السيف صورة طفل يحمل شعار "أغيثوا غزة"، وهو ما فاجأ عشرات المتتبعين، الذين استغربوا لكيفية إعادة تشغيل الحساب من جديد.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة