د. عبد الله المغازى

حتى يكون الإنسان المصرى ثروة قومية

السبت، 06 يونيو 2015 08:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الإنسان المصرى صاحب حضارة وتراث إنسانى لا مثيل له وكثيرا ما ذكر له التاريخ أنه صاحب السبق فى الكثير من المجالات العلمية والعلوم الإنسانية فى الزراعة والطب والفلك والهندسة وغيرها من العلوم المختلفة، وأصبح الإنسان المصرى يحمل على عاتقه الحفاظ على حضارة وتراث مصر الآن، ولكن بمنتهى الصدق أغلب المصريين الآن لا علاقة لهم بأسلافهم السابقين بل أنهم يدمرون أنفسهم بأنفسهم ويدمرون حضارة الأجداد وأحيانا يبيعونها .

الحقيقة مرة للغاية ولكنها الحقيقة هناك تدمير ممنهج وغير ممنهج للشخصية المصرية بداء منذ نكسة 1967 فالإنكسار لم يكن فقط للدولة ككيان بل للشخصية المصرية التى انشغل الجميع فى الدولة المصرية بحرب الاستنزاف وحرب استعادة الكرامة وترك الإنسان المصرى يقع فى براثن الإهمال القاتل، تخلف حاد فى التعليم وتدهور حاد فى الصحة ولا إنسانية فى المسكن وزيادة ظهور العشوائيات مع ظهور قانون الإيجار القديم من قبل فى تلك الفترة وعزوف أصحاب رأس المال عن بناء عقارات جديده خوفا من لجان تحديد الإيجارات الإجبارية مما أدى لقلة المعروض من الشقق وارتفاع أسعارها وبالتالى نمت وترعرعت وانتشرت العشوائيات بكل ما فيها من كوارث تعانى منها مصر وستعانى على الأقل لثلاثين عاما بشرط أن نضع خطة محكمة من الدولة من الآن وحتى 2045 للقضاء على العشوائيات وبناء الأنسان المصرى الجديد وربطه بشكل أو بآخر بأسلافه أصحاب الحضارة .

لا شك أن هناك انهيار أخلاقى وتعليمى وصحى ولا يمكن أن نبنى وطنا جميلا متقدما دون أن يصاحبه بناء إنسان مصرى متحضر يحافظ على هذه الدولة الجديدة وإلا سيهدمها بكل سهولة لأنه لا يعرف قيمتها ولا يوجد لدية وازع دينى ولا أخلاقى ولا وطنى بكل أسف. فالدول التى تقدمت علمت منذ البداية أن ثروتها الحقيقية تكمن فى (المواطن) وبالتالى الاستثمار الحقيقى يجب أن يكون فى الصحة والتربية والتعليم والمسكن وكل ما يتعلق ببناء الإنسان وبه سيبنى أفضل وطن ويحافظ عليه ويموت دونه بلا تردد.

فالمناهج فى اليابان وكوريا والصين تدرس الأخلاق والمبادئ كمادة أساسية؛ وكذلك احترام المرور والنظافة والسلوك فى الشارع أكثر من الاهتمام بتعليم العلوم المختلفة وخصوصا للسن من " 6 سنوات"حتى" 15 سنة "ويهتمون بمناهج الفهم وليس المناهج النظرية التى تعتمد على ملكة الحفظ فقط؛ يا سادة بالتربية السليمة والأخلاق سنكون مجتمعًا محترما، مجتمع يحترم المرور ويحترم فيه الصغير الكبير، ولن يكون هناك تحرش ولن يكون هناك أنانية وعدم إيثار .

كذلك يجب أن يكون هناك مشروع قومى لإعادة الأدمية للمدارس والمستشفيات وإنشاء شركات متخصصة فقط للصيانة لها على أعلى مستوى، ورفع مستوى العاملين فى المدارس والمستشفيات وتدريبهم تدريب عالى المستوى وأجور تتناسب مع طبيعة العمل وعقوبات قاسية للمتخاذلين بعد ذلك.

سيادة الرئيس.. الإنسان المصرى يحتاج لبناء حقيقى من الأن من أجل مصر المستقبل.. حمى الله مصر وشعبها.. والله الموفق.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة