غلاف كتاب "من هو شارلى؟"
ويسلط "إيمانويل تود" الضوء على التظاهرات الشعبية التى نظمت فى 11 يناير الماضى بفرنسا عامة وباريس خاصة للتنديد بالهجمات الإرهابية التى استهدفت مقر مجلة "شارلى إيبدو" الساخرة بباريس ومتجرا يهوديا بضاحية فانسان، ما أدى إلى مقتل 12 فى الهجوم الأول وأربعة فى الثانى، ففى حين سعت السلطات الفرنسية، وعلى رأسها الرئيس "فرانسوا هولاند" شخصيا ورئيس الحكومة مانويل فالس، إلى تسويق صورة هذه التظاهرات على أنها أكبر تظاهرات تشهدها فرنسا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مؤكدة على مدى التفاف الشعب الفرنسى بمختلف أطيافه وأديانه حول مبادئ الجمهورية والعدالة ورفض الإرهاب.
وجاء كتاب "إيمانويل تود" ليخلق شرخا فى هذه النظرة، ويؤكد إنه لا يمكن أن نزعم بأن جميع الفرنسيين خرجوا فى 11 يناير الماضى للتظاهر فى الشارع، بل جزء منهم فقط، بينهم موظفون كبار ومثقفون وفرنسيون ينتمون إلى طبقة اجتماعية ذات دخل مادى مرتفع فى حين غاب عن هذه المسيرة الفقراء وسكان الضواحى والأرياف والعمال البسطاء الذى لم يشعروا بأنهم "شارلى".
وأكد "إيمانويل تود" أنه اختار الصمت وعدم التعليق على الحادثة المذكورة، والمشاركة فى التظاهرات التى انتظمت للتنديد بها، ثم لم يلبث أن شرع فى تأليف كتاب يتضمن مواقفه وأفكاره بشأنها، واضاف "كنت أريد من خلال كتابى أن أوضح للناس الأسباب العميقة التى تدفعهم للتحرك، أو للقيام بهذا الفعل أو ذاك، والتى يمكن أن تكون مختلفة عن تلك التى يتصورونها، وما لاحظته هو أن الحادثة كشفت عن وجود انقسام داخل فرنسا؛ فهناك فرنسا الثورية المدافعة عن المبادئ الجمهورية، وهناك فرنسا الرجعية المعادية لذلك، والمناطق الأقل تعلقا بالمبادئ الجمهورية فى الماضى هى التى تظاهرت أكثر من غيرها، وهذا أمر غريب".
موضوعات متعلقة..
كبير رسامى "شارلى إيبدو" يترك المجلة بسبب "العبء النفسى"
