وقالت صحيفة وول ستريت جورنال، إن الناخبين الأتراك وجهوا ضربة كبيرة لحملة أردوغان، لتوطيد سلطته فى الانتخابات التى أنهت أغلبية حزب العدالة والتنمية الحاكم على البرلمان طيلة 13 عاما، ووفقا للنتائج المعلنة حتى الآن فإن حزب العدالة والتنمية الحاكم حصل على 259 مقعدا بنسبة 41% مقارنة بـ327 مقعدا فى 2011، وحصل حزب الشعب الجمهورى المعارض الرئيسى على 25% من الأصوات بنسبة 132 مقعدا، وجاءت الحركة القومية فى المركز الثالث 16% بنسبة 81 مقعدا، وأخيرا حزب الشعوب الديمقراطية الكردى الذى حصل على 12% بـ79 مقعدا.
المعارضة تتحد فى وجه أردوغان
وأشارت الصحيفة إلى أن أحزاب المعارضة الثلاثة اتحدت معا فى مواجهة خطة أردوغان، لتحويل تركيا لنظام رئاسى، الخطوة التى كان يحاول الرئيس التركى تمريرها على أنها ستزيد كفاءة الحكومة بينما اعتبرها المعارضون خطوة باتجاه تأسيس ديكتاتورية.
ونتائج الانتخابات تشير إلى غموض بشأن الحكومة المقبلة، غير أن أحزاب المعارضة الثلاثة قالت إنهم يرفضون تشكيل ائتلاف حاكم مع حزب العدالة والتنمية، الحاكم، الذى كان بحاجة إلى الحصول على ثلثى مقاعد البرلمان للبقاء على حكومته.
شبح صراع السلطة
وتقول وول ستريت جورنال إن تنامى تحدى المعارضة للهيمنة السياسية لأردوغان يثير شبح صراع على السلطة مع الحكومة البرلمانية، إذا ما واصل الرئيس محاولاته للسيطرة على صلاحيات تنفيذية واسعة من منصبه الذى يعتبر شرفيا إلى حد كبير.
وتثير النتائج حالة من عدم اليقين بشأن القضايا التركية الرئيسية على صعيد السياسة الخارجية، بما فى ذلك دعم أنقرة لجماعات إسلامية متمردة فى سوريا والدعم الفاتر لقوات التحالف التى تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، الأمر الذى أثار التوتر مع واشنطن وحلفاء آخرين فى حلف الناتو.
فترة من عدم الاستقرار
وقال هنرى باركى، المحلل السابق للشئون التركية لدى وزارة الخارجية الأمريكية والأستاذ الحالى بجامعة ليهاى: "كانت هذه هزيمة كبيرة لأردوغان ويمكن أن تشكل فترة من عدم الاستقرار المتزايد والسياسة المرتبكة"، وأضاف أن "أردوغان هو الملاكم الذى سقط جراء ضربة لكنه لم يخرج من الحلبة، وأشار إلى أن إدارة أوباما تنتظر الآن وتترقب معرفة أى نوع من الحكومة سوف ينبثق عن هذا الارتباك.
واتفقت صحيفة نيويورك تايمز مع زميلتها على أن نتائج الانتخابات البرلمانية فى تركيا تشكل ضربة قوية لأردوغان، الرئيس الإسلامى الذى كان على استعداد لتوسيع سلطاته، وتشير الصحيفة إلى أن الرئيس التركى، الذى قضى أكثر من عقد فى منصب رئيس الوزراء قبل أن يتولى منصبه الرئاسى الصيف الماضى، قام بالسيطرة على القضاء وسحق أى نوع من المعارضة له، بما فى ذلك محاكمة أولئك الذين يقومون بانتقاده على مواقع التواصل الاجتماعى.
النتائج انتصار للأكراد
وأشارت إلى أن نتائج الاقتراع تشكل من جانب آخر انتصارا كبيرا للأكراد والليبراليين والعلمانيين، الذين برزت معارضتهم بقوة لأردوغان خلال الاحتجاجات المناهضة لحكومته فى العامين الماضين، ولأول مرة يعبر الأكراد حاجز الـ10% المطلوب للحصول على مقاعد فى البرلمان.
وقالت إن المحللين والمراقبين يتوقعون احتمال إجراء انتخابات جديدة إذا لم تتمكن الأحزاب من تشكيل حكومة ائتلافية سريعا.
وأضافت أن الكثير من الأتراك كانوا سعداء جدا لتقويض طموحات أردوغان نحو توسيع سلطاته، على الرغم من أن احتمالات الحكومة الائتلافية يعيد ذكريات سيئة من عدم الاستقرار السياسى والتراجع الاقتصادى خلال حقبة التسعينيات.
آمال أردوغان يصطدم بالأرض
من جانبه قال موقع "دايلى بيست" الأمريكى أن معارضى الرئيس التركى أعلنوا "انتهاء عصر أردوغان" لكن الحزب الحاكم يتعهد بالبقاء فى السلطة، لافتاً إلى أن أردوغان قام بلى الدستور وقواعد الانتخابات فى مسعى منه لكى يصبح قائدا يتمتع بكل السلطة فى هذا البلد العضو بحزب الناتو والذى يحظى بأهمية إستراتيجية، لكن أردوغان رأى آماله العالية تصطدم بالأرض بعدما وجه له الناخبون أول هزيمة على الصعيد الوطنى لمسيرته، وقال معارضو أردوغان إن التصويت كان لحظة تحول لتركيا مع انتقاد الدولة للقائد الذى أراد أن يجمع لنفسه كل السلطات. وقال المؤرخ أحمد إنسيل "انتهى عصر أردوغان".
الانتخابات أسوأ من مجرد خسارة الأغلبية
وتابع دايلى بيست قائلا إنه بالنسبة لأردوغان شخصيا، تعد نتيجة الانتخابات أمرا أسوأ من مجرد تراجع فى الأصوات أو خسارة للأغلبية البرلمانية. وقال إنسيل، لشبكة سى أن إن التركية، إن تلك الانتخابات كانت استفتاء على أردوغان. بينما قال مارك بيرينى، سفير الاتحاد الأوروبى السابق لدى أنقرة إن الناخبين قالوا "هذا يكفى"، مشيرا إلى أن الناخبين استغلوا تلك الانتخابات لإعادة التوازن بين القوى.
أردوغان فقد عقله
وأشار دايلى بيست إلى أن أردوغان البالغ من العمر 61 عاما سيطر على المشهد السياسى التركى لأكثر من 10 سنوات، وأشيد به باعتباره إصلاحيا عندما أصبح رئيسا للوزراء عام 2003، فعمل على تحسين اقتصاد البلاد، وسعى لعضوية بلاده فى الاتحاد الأوروبى، لكن بمرور الوقت، أصبح أردوغان أكثر سلطوية، وهو الاتجاه الذى ازداد سوءا بعد انتخابه رئيسا العام الماضى وهو ما أدى ببعض المعارضين إلى التساؤل عما إذا كان قد فقد عقله. ويأمل بعض الأكراد أن تضع الانتخابات نهاية لأعداء أردوغان، وقال أحد المعلقين المتخصص فى الإسلام السياسى إن خسارة العدالة والتنمية فى الانتخابات جاءت لشعور الناخبين بأن الحزب أراد إعادة اختراع تريا باسم رجل واحد فقط.
انفجار نووى فى تركيا
وعلقت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية على نتائج الانتخابات البرلمانية فى تركيا، وقالت إن الناخبين الأتراك وجهوا صفعة دراماتيكية لرئيسهم رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم العدالة والتنمية أمس الأحد، بعدما أظهرت النتائج خسارة الحزب للأغلبية البرلمانية، ففى سابقة تاريخية، يدخل حزب يهيمن عليه الأكراد البرلمان فى أنقرة، ليعبر بذلك عن لحظة جديدة فى تطور الديمقراطية التركية، ويمثل أيضا تحديا مباشرا لطموحات أردوغان لتعزيز سلطته كرئيس، ونقلت الصحيفة عن بولينت على رضا، الخبير فى الشئون التركية فى مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية فى واشنطن وصفه لما حدث بأنه أشبه بالانفجار النووى فى السياسات التركية.
نضوج الديمقراطية الكردية
وقالت "واشنطن بوست" إن نجاح الحزب الديمقراطى الشعبى، ونظرا لأصوله، تكشف عن نضوج الديمقراطية التركية، فبين أعضاء البرلمان من الحزب أقارب لقادة مسجونين أو قتلى من حزب العمال الكردستانى، ويقول أكين أونفر، أستاذ العلاقات الدولية فى إسطنبول إنه أصبح من المستحيل الآن تهميش السياسات التركية، وقال إنه على الرغم من الحرب الأهلية فى التسعينات، استطاع الأكراد تطوير إرث سياسى مستمر على الساحة الوطنية التركية.
موضوعات متعلقة..
انتكاسة جديدة لأردوغان.. هبوط بورصة اسطنبول وانهيار فى سعر الليرة.. الصحف التركية: الشعب يدفن الديكتاتورية فى صناديق الاقتراع.. والمعارضة تدعو لانتخابات مبكرة
عدد الردود 0
بواسطة:
الليثي
أردوغان مناصر الأخوان والإرهاب يهوي
عدد الردود 0
بواسطة:
حامد رفعت
ولكنه ...لا يزال الأفضل...!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
حامد رفعت
ولكنه ...لا يزال الأفضل...!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!