فى 2 يونيو 2005 تم اغتيال سمير قصير المعارض البارز لسوريا عندما انفجرت قنبلة زرعت فى سيارته لدى محاولته تشغيلها أمام منزله فى حى الأشرفية المسيحى ببيروت، وظهرت جثة سمير قصير ورأسه متكئ على مقود سيارته فى إدانة كاملة لمن قتله.
وسمير قصير صحفى مميز وأستاذ للعلوم السياسية فى جامعة القديس يوسف فى بيروت درس فى جامعة السوربون فى باريس، وهو من دعاة للديمقراطية ومعارضى التدخل السورى فى لبنان، شارك عام 2004 فى تأسيس حركة اليسار الديمقراطى وكان من أبرز وجوهها إلى جانب إلياس عطاالله ونديم عبد الصمد،
وسمير قصير كان ينتقد "النظام البوليسى اللبنانى"، وبخاصة من خلال تعليقاته فى صحيفة النهار، وجاء الانفجار ليصبح هو الخامس فى سلسلة انفجارات هزت لبنان منذ التفجير الكبير الذى اغتيل فيه رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريرى.
كما كان قصير منتقدًا الوصاية الأجنبية على لبنان، تعرض فى العام 2001 لمضايقات وألغى جواز سفره من قبل الأجهزة الأمنية، وحاول عدد من الشخصيات السياسية اللبنانية حمايته، خصوصًا بعد المطاردة التى تعرض لها إثر مواقفه إزاء اغتيال الرئيس رفيق الحريرى.
وكتب قصير سلسلة مقالات ضد "النظام العسكرى الشرطى" الذى أقامته سوريا فى لبنان، ونشرت إحدى مقالاته الأكثر عنفا تحت عنوان "عسكر على مين؟".
"مرحباً صديقى العزيز، لا أستطيع أن أكلمك وجها لوجه عن رحلتى إلى سوريا، وأخبرك ما هى الحرب هناك وألتقط تعليقاتك، لو تعرف كم أفتقد تحليلاتك وملاحظاتك، كالعادة كنت محقا فى شأن الطبيعة الصلبة للنظام، ولكنه أسوأ بعد مما كنت تقوله لى عنه، نحن نواجه عصابة مجرمين، جلّادين ومرضى نفسيين، مستعدين للتضحية بسوريا ونحرها للاحتفاظ بالسلطة، وعلى الرغم من ذلك سأحاول ان أخبرك..." هكذا ينهى الصحافى والكاتب الفرنسى جان بيار بيران الفصل الأول من كتابه "الموت خادمي" رسالة إلى صديق اغتيل، الصادر عن دار فايار، يروى من خلاله بداية الحوادث فى سوريا لصديقه سمير قصير الذى لم يشهدها.
رحل سمير قصير عام 2005 وكان يدرك تماما أن العالم العربي بحاجة قوية إلى "ربيع عربي" يغير ما فيه ويضخ فيه دما جديدا، وجاء الربيع العربي بعد نحو 7سنوات من رحيل الصحفى المناضل، ربما لم يأت كما تخيل سمير قصير، خاصة فى سوريا، لكنه بعض من تنبؤاته.
موضوعات متعلقة..
أفكار قتلت أصحابها.. معطوب الوناس.. المغنى الجزائرى تفرق دمه بين القبائل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة