تضارب الأرقام بين الشرطة ومنظمات المجتمع المدنى حول التحرش.. الأمن والقانون يعجزان عن حماية النساء فى عيد الفطر.. الداخلية: 16 بلاغا فقط بالجمهورية.. والمنظمات ترصد 84 حالة أول أيام العيد

اشتعلت معركة التحرش بين وزارة الداخلية ومنظمات المجتمع المدنى، فى الوقت الذى تؤكد فيه الوزارة عن قلة عدد البلاغات عن حالات التحرش خلال احتفالات المصريين بعيد الفطر المبارك على مستوى الجمهورية، فإن انتشار متطوعى منظمات المجتمع المدنى فى الشوارع والحدائق والمتنزهات يكشف عن تناقض واضح لبيانات وزارة الداخلية ويرصد أعداد المتحرشين.

الداخلية: 16 بلاغا بوجود حالات تحرش فى العيد

أكد العميد محمد ناجى مدير الادارة العامة لحقوق الإنسان بوزارة الداخلية أن قسم مكافحة العنف ضد المرأة لم يتلق سوى 16 بلاغا بوجود حالات تحرش فى العيد على مستوى الجمهورية .

وأضاف مدير قطاع حقوق الإنسان لـ"اليوم السابع" أن هناك بعض المديريات بالمحافظات البلاغات فيها بنسبة "صفر"، وارجع سبب انخفاض البلاغات ووقوع حالات تحرش فى الشوارع مقارنة بالأعوام السابقة بسبب الانتشار الأمنى المكثف فى الشوارع على مدار الـ24 ساعة، فضلا عن وجود كبير لعنصر الشرطة النسائية فى الشوارع، ووجود أكمنة ثابتة ودوريات أمن متحركة والخطط الأمنية التى ساهمت بشكل كبير فى تقليص الظاهرة .

وعلى الرغم من التصريح الرسمى من وزارة الداخلية بتلقى 16 بلاغا فقط، وإعلان وزارة الداخلية التشديدات الأمنية وانتشار فرق نسائية من مكافحة العنف ضد المرأة بالوزارة لمواجهة المخالفين ورصدهم والقبض عليهم فورا بالتحرش، فقد شهدت القاهرة وباقى المحافظات – كالعادة - عودة ظاهرة التحرش من جديد، وفى أول وثانى أيام عيد الفطر المبارك، حيث أن الوضع على أرض الواقع يختلف بشكل كبير طبقا لما رصدته منظمات المجتمع المدنى وعدسات المصوريين الصحفيين فى الحدائق والمتنزهات .

التحرش فى الحدائق العامة والمتنزهات

شهدت الحدائق العامة والمتنزهات مثل حديقة الفسطاط والأزهر والحيوان وشوارع منطقة وسط القاهرة والكورنيش والأهرامات تزايد حالات التحرش الجنسى ومطاردة جماعية من الشباب صغار السن للفتيات من رواد الحدائق، أو الذين ساقهم حظهم العاثر للوقوع ضحية لهؤلاء.

وهو ما أكدته مبادرة "شفت تحرش" من خلال تقريرها الصادر أولى أيام عيد الفطر المبارك، حيث رصد فريق المتطوعين ارتفاع وتيرة التحرش اللفظى واستخدام عبارات وجمل جنسية تستهدف الفتيات إلى مستويات غير مسبوقة، بحيث صعب حصرها لكثرتها على المشاع.

وذكر بيان عن الحركة أن الفريق لاحظ تدنى أعمار المتواجدين فى ساعات الصباح الأولى وعلى مدار اليوم حيث كانت الغلبة للفئات العمرية من 8 إلى 18 عاماً ويكثر الصبية والمراهقين من الذكور، بالنسبة إلى الذكور فى سن الشباب من 18 : 25 عاماً.

كما رصدت المبادرة تراجعا كبيرا فى أعداد الإناث اللاتى يتواجدن أمام دور العرض السينمائى مقارنة بتعداد الذكور الذين يشكلون الأغلبية الكاسحة من الصبية والمراهقين من رواد دور العرض بشارع طلعت حرب بوسط القاهرة "سينما مترو – سينما ميامى".

وأشارت المبادرة إلى تمكن المتطوعات والمتطوعين من التدخل فى "33" واقعة تحرش لفظى، والتدخل فى منع واقعتى تحرش جماعى أعلى كوبرى قصر النيل، والتدخل فى "44" واقعة تحرش جسدى، وذلك من خلال التواجد ميدانيا منذ الساعة 12 ظهراً، وحتى الساعة 10 مساءً.

وفيما يتعلق بالتواجد الأمنى، رصدت المبادرة انتشار قوات الأمن منذ الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة بأغلب أماكن التنزه والحدائق، ليقل التواجد مع ظهر اليوم ليصبح من النادر وجودهم فى وقت الظهيرة، لتعود قوات الأمن فى الانتشار من جديد مع الساعات الأخيرة للنهار ومع بدء غروب الشمس.

أما عن محيط دور العرض السينمائى بمنطقة وسط البلد فقد انتشرت قوات تابعة لقطاعات مختلفة بوزارة الداخلية على مدار اليوم بينما انحصر التواجد الأمنى وضعف بمنطقة كورنيش النيل، وأعلى كوبرى قصر النيل.

وفى نفس السياق رصدت حملة "أمسك متحرش" ما يقرب من 5 حالات تحرش لفظى بمنطقة وسط القاهرة وميدان التحرير، وما يقرب من 11 حالة فى عدد من الحدائق العامة مثل "حديقة الحيوان والفسطاط والأزهر بارك".

وشهدت منطقة كورنيش السويس أول أيام العيد 5 حالات تحرش وتعدٍ على فتيات من قبل شباب صغار السن مستقلين دراجات بخارية وأخرى أثناء سير الفتيات بطول الكورنيش.

من جانبهم قام الأهالى والأسر المتواجدون بالكورنيش بالتصدى لحالات التحرش ومطاردة الشباب المتسببين فى هذه الوقائع.

التعدى على الفتيات

وطالب أصحاب المحال التجارية بنهاية منطقة الكورنيش من اللواء طارق الجزار، مساعد وزير الداخلية لأمن السويس، بعمل حملات أمنية موسعة ودوريات بمنطقة الكورنيش خلال يومى الثانى والثالث من عيد الفطر وضبط كل من يحاول التعدى على الفتيات والتحرش بهن .

وفى نفس السياق أكد مصطفى القصيف، رئيس مركز وطن لحقوق الإنسان، أن أعضاء المركز المنتشرين رصدوا فى أول أيام عيد الفطر 20 حالة تحرش بحديقة صنعاء ومصيف بلطيم وحديقة العائلات بفوه.

وأوضح القصيف أن حالات التحرش أكثرها لفظى، مشيرًا إلى أن أعضاء الحملة مستمرون فى رصدهم للحالات حتى نهاية أيام العيد، مشيرًا إلى أن حالات التحرش بالمحافظة أقل من ذى قبل خاصة إذا قارناها بالمحافظات الأخرى .

وجاء ذلك وسط اختفاء الرقابة الأمنية وعناصرالشرطة النسائية فى اصطياد المتحرشين أو القبض عليهم، بينما حاول الأهالى والمواطنون التصدى للشباب المتحرش .

وكانت وزارة الداخلية قد خصصت أرقاما للاتصال بها فور وقوع حالات تحرش، وناشدت الفتيات والسيدات التقدم ببلاغ رسمى فى حالة تعرضهن للتحرش فى عيد لفطر المبارك، والتمسك بحقهن القانونى.

وحرصت الوزارة على وضع خطة أمنية مكبرة، تنفذ بنودها جميع مديريات الأمن على مستوى الجمهورية، وتركز على زيادة الخدمات الأمنية بأماكن التجمعات والحدائق والمتنزهات، وبمحيط دور السينما وفى الشوارع، وزيادة عناصر الشرطة النسائية فى مترو الأنفاق، للتصدى للظاهرة بحسم وقوة ومنعها .

يذكر أنه صدر قانونا خاصا لمكافحة التحرش الجنسى عام 2014 ينص على أن يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر، وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف جنيه ولا تزيد عن خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من دين بالتحرش الجنسى فى المناطق العامة أو الخاصة .