الغشاشون يواصلون الاحتفال بتفوقهم على صفحات تسريب امتحانات الثانوية.. ويطالبونها بالاستمرار نكاية فى وزارة التعليم.. وتدوينات الطلاب تكشف سلبيات العملية التعليمية.. وراسبون يتهمونها بالتسبب فى فشلهم

"اللى اختشوا ماتوا".. ليس مثلاً شعبياً تبادلته الأجيال منذ زمن بعيد وحتى الآن فحسب، إنما واقع نعيشه ونراه بعد أن تفوق مجموعة من الطلاب الغشاشين بامتحانات الثانوية العامة، وإصرارهم على الاحتفال بإحرازهم درجات مرتفعة على صفحات تسريب الامتحانات، دون الشعور بحرج، أو بوصمة ما فعلوه من أمور خالفت مبادئ الأخلاق والدين.

تسارع طلاب الثانوية فى الدخول إلى صفحات الغش

وتسارع طلاب المرحلة الثانوية فى الدخول إلى صفحات الغش الإلكترونى، فور إعلان وزارة التربية والتعليم للنتائج النهائية، للاحتفال بكتابة مجاميعهم والكليات التى عزموا على الالتحاق بها، ليرجعوا الفضل فى التفوق إلى تلك الصفحات المشبوهة وما نجحت فى تنفيذه نكاية فى وزارة التعليم، مؤكدين أن كافة محاولتها لمكافحة وسائلهم لتسريب الامتحانات باءت بالفشل، نتيجة لعدم قدرتها على مواكبة التطور التكنولوجى.

وتخطت أغلب المجاميع الـ90%، حتى أن بعض الطلاب أبدوا أسفهم لأنهم لم يتوصلوا إلى الصفحة للغش منها منذ بداية الامتحانات لتحسين مجموعهم الذى بلغ 85% نتيجة لمتابعتهم لإجاباتها فى باقى المواد، أما عن الطلاب من أصحاب الملاحق فلم يشعروا بالقلق من تكرار التجربة للمرة الثانية والاعتماد على الصفحات فى الإجابة عن الأسئلة، وطالبوها بالاستعداد لاجتياز تلك المرحلة الصعبة لإثبات استمرار فشل وزارة التعليم.

تعليقات دونها الطلاب على الصفحات

وكانت من أغلب التعليقات، التى دونها الطلاب على الصفحات: "اطمن يا شاو 98.2 فضلة خيرك"، و"مجموعى 89% عااااااااااااش"، " 80% صفحات التسريب حبيبة الملايين"، "98% البركة فيكو"، "82.5% البركة فى ربنا ثم فيكو"، "جبت النتيجة 88% بفضلكوا"، "أنا وصلت للصفحة فى المواد الأدبية ومجموعى 85%، كان نفسى أعرفكوا من أول المواد، مكنتش جيبت ملحق إنجليزى".

وفى المقابل، وجد الطلاب، الذين شعروا بغضاضة الظلم فى تلك الصفحات، منفذا لتفريغ طاقة الغضب حيال مساواتهم بنظرائهم ممن قضوا أوقاتهم للهو واللعب معتمدين فى إحراز تلك المجاميع على رسائل عبر شبكات الإنترنت وغياب سيطرة وزارة التربية والتعليم، معبرين عن ذلك بـ"حرام عليكو، طوول السنة بذاكر وأهلى صرفوا عليا كتيير وصاحبى غش منكوا جاب 98%"، "منك لله بدعى عليك فى كل صلاة، ودعوة كل طالب مظلوم ومحروق قلبه، عمرها ما هاتكسبك وهتفضل فاشل".

لكن يبدوا أن الأمر ليس دائما بسيطا، فبين كل تلك التعليقات الغاضبة وأخرى محتفلة بتفوق وهمى، جاءت بعض التعليقات، التى تؤكد أن تلك الصفحات ما كانت إلا طريقا لرسوبهم، حيث أكد أحد الطلاب أنه دون كافة الإجابات، التى سربتها الصفحة إلا أنه فوجئ بحصوله على 45%، رغم متابعته للصفحة فى كافة المواد ولم يترك الورقة فارغة.

الطلاب يهاجمون الصفحات

من ناحية أخرى، هاجم عدد من الطلاب تلك الصفحات مؤكدين أن بانتشارها أدت إلى ارتفاع درجات أغلب الطلاب عن الـ90%، الأمر الذى سيترتب عنه ارتفاع التنسيق وضياع جهد آلاف الطلاب وأسرهم، مضيفين: "مبروك للصفحة.. أصبحت شبيهة وزارة التعليم، فالوزارة تضيع مستقبلنا بنظامها الفاشل، والصفحة تضيعه بأسلوبها الأكثر فشلا".

فيما طالب بعض الطلاب تلك الصفحات بالاستمرار فى تسريب الامتحانات، ليعلم أولياء الأمور أن منظومة التعليم لا تهمها إذا كان أبناؤهم تعلموا فعليا أم لا، واعتمادها على "الواسطة" والأموال، والتى وضحت نتائجها فى وجود مهندسين وأطباء وغيرهم من أصحاب الوظائف الكبيرة وجميعهم لا يعلمون شيئا عن أعمالهم.

من جانبها، وجهت الصفحات التهنئة لعملائها الغشاشين بما حققوه من نجاح، مؤكدة أنها لن تتوقف عن تسريب الامتحانات إلا فى حال إعطاء المعلم حقه ماديا واجتماعيا للقضاء على فساد عدد كبير منهم، وإلغاء التنسيق للقضاء على طبقية التفكير وطبقية الالتحاق بكليات القمة، بالإضافة إلى تحديث المناهج والاعتماد على التكنولوجيا فى التعليم.