لكل مهنة أصول، ومن أهم أصول مهنة التمثيل أن يكون الممثل مبدعًا، وأن يخلق حالة من الضحك فى الحزن، ومن الحزن ينتقل إلى حالات من الفرح، بالإضافة إلى العودة إلى حالة التوازن الضرورية جدًا.
الفنان محمد محمود من هذه النوعية، فهو يمارس مهنة التمثيل على أصولها، فتجده فى مسلسل «بين السرايات» فى شخصية «السنى» صاحب إحدى مكتبات بين السرايات، وهو أب لآيتن عامر، فتارة دمه خفيف تبتسم عندما تستمع لحديثه، وتارة أخرى أب شديد مع ابنته ويؤنبها دائمًا لحرمانه من خلفة الرجل الذى كان يحلم بوجوده، قائلًا لها فى أحد المشاهد: «البيت اللى مفهوش صايع حقه ضايع»، فى المشهد الذى كانا يشيدان فيه ببطولة عادل حديدة، وهو الشخصية التى يجسدها محمد شاهين، فالشخصية لها أبعاد اجتماعية متعددة، وقد نجح محمد محمود فى تجسيد جميع أبعادها، خاصة فى المشهد الذى يحتد فيه على زوج ابنته «حديدة» بعدما يكتشف سرقته له.
كما ستجده فى مسلسل «حارة اليهود» فى دور «استفانوس» الزوج الذى تخونه زوجته بسبب ضعفه الجنسى، فقد عبر عن تلك المأساة بكل ما يملك من أحاسيس وانفعالات داخلية أكثر منها خارجية، فالفعل الدرامى لديه هو الأساس للشخصية التى يلعبها، والتى على أساسها يحدد الطريقة والمدخل لكل شخصية يقدمها من الشخصيات التى ظهر بها فى دراما رمضان.
برغم أن الفنان محمد محمود فنان مسرحى فى الأساس، وقدم العديد من الأعمال المسرحية، سواء لمسرح القطاع العام أو القطاع الخاص، فإنه فى الدراما التليفزيونية مختلف تمامًا، ويكشف كممثل عن قدراته وعبقريته فى الأداء والتشخيص.
عدد الردود 0
بواسطة:
عفاف حمدى
فنان يستحق تالتقدير