"اشتراطات السلامة المهنية والصحية اللازمة".. هى السبب الرئيسى الذى إذا أردت أن تبحث عن أسباب الحرائق، خاصة مع ما يتردد عن التساهل مع أصحاب المنشآت بإعطائهم مهل لتطبيق شروط سلامة لا تحدث فى أغلب الأحيان إلى أن تقع المشكلة.
رصد مخالفات السلامة المهنية
البداية مع ما رصده المسئولون بوزارة القوى العاملة منذ فترة ونشرته عدد من الصحف، بأن حملات التفتيش التى قامت بها وزارة القوى العاملة أسفرت عن تحرير 1114 محضراً لمنشآت مخالفة، داخل حى مدينة نصر إضافة إلى إيقاف عدد من المراكز التجارية بشكل كلى، لمخالفتها لشروط السلامة والصحة المهنية، وغلق 6 "جراجات" تابعة لبعض المولات التجارية، و3 صالات ألعاب رياضية.
الرصد السابق يوضح باختصار وجود مشاكل بالمنشآت تتسبب فى تكرار الحوادث من وقت لآخر، اليوم السابع قام برصد مماثل للسابق فى عدد من المناطق للتعرف على تطبيق اشتراطات السلامة والصحة المهنية، التى نص عليها قانون العمل فى الكتاب الخامس الخاص" بالسلامة والصحة المهنية وتأمين بيئة العمل".
اشتراطات السلامة والصحة المهنية
وتشمل الاشتراطات سبعة أبواب تخص محيط العمل والعاملين، ومن أهمها: "تلتزم المنشأة وفروعها بتوفير وسائل السلامة والصحة المهنية وتأمين بيئة العمل بما يكفل الوقاية من المخاطر الفيزيائية الناجمة سواء من الوطأة الحرارية والبرودة، والضوضاء والاهتزازات، والإضاءة والإشعاعات الضارة والخطرة، وتغيرات الضغط الجوى، والكهرباء الاستاتيكية والديناميكية، ومخاطر الانفجار".
كما تلتزم المنشأة وفروعها باتخاذ جميع الاحتياطات والتدابير اللازمة لتوفير وسائل السلامة والصحة وتأمين بيئة العمل للوقاية من المخاطر الميكانيكية التى تنشأ من الاصطدام بين جسم العامل وبين جسم صلب، إضافة إلى الحماية من كل خطر ينشأ عن أدوات العمل من أجهزة وأدوات رفع وجر وسائل الانتقال والتداول ونقل الحركة، تلتزم المنشأة وفروعها باتخاذ وسائل وقاية العمال من خطر الإصابة بالبكتريا والفيروسات والفطريات والطفيليات.
وتلتزم المنشأة وفروعها بتوفير وسائل الوقاية من المخاطر السلبية والتى تنشأ أو يتفاقم الضرر أو الخطر من عدم توافرها، كوسائل الإنقاذ والإسعاف والنظافة والترتيب والتنظيم بأماكن العمل، والتأكد من حصول العاملين بأماكن طهو وتناول الأطعمة والمشروبات على الشهادات الصحية الدالة على خلوهم من الأمراض الوبائية والمعدية.
وتلتزم المنشأة وفروعها باتخاذ الاحتياطيات والاشتراطات للوقاية من مخاطر الحريق على أن تكون كل أجهزة وأدوات الإطفاء المستخدمة مطابقة للمواصفات القياسية المصرية، تطوير معدات الإطفاء والوقاية باستخدام أحدث الوسائل وتوفير أجهزة التنبيه والتحذير والإنذار المبكر والعزل الوقائى والإطفاء الآلى كلما كان ذلك ضروريا، بحسب طبيعة المنشأة ونشاطها، تلتزم المنشأة بأن توفر لعمالها وسائل الإسعافات الطبية.
جولة اليوم السابع فى 10 منشآت تجارية
الاشتراطات السابقة والتى توضح باختصار بعضا من شروط السلامة والصحة المهنية، التى من المفترض أن يتم تطبيقها فى المنشآت التجارية وجدنا أغلبها غير مطبق فى المنشآت التى قمنا بزيارتها، فى ثلاث مناطق "شبرا، وسط البلد، مصر الجديدة" حوالى عشر منشآت تجارية.
البداية مع منطقة شبرا فى ثلاث منشآت تجارية "مول"، الأول مكون من أربعة طوابق ويوجد وسط عدد من المحلات التجارية ويتوفر به أقل اشتراطات السلامة والصحة المهنية، فيوجد به بوابة إلكترونية وأفراد لتفتيش القادمين، ومخرج طوارئ وجهاز إنذار حريق، وفى ثلاثة طوابق فقط يوجد اثنين من طفايات الحريق.
أما ما تم ذكره سابقا من تطبيق شروط السلامة الخاصة بالعاملين أو وحمايتهم من المخاطر أثناء العمل من احتمالية الاصطدام بشىء أو أدوات إطفاء كفاية أو أجهزة تنبيه وتحذير أو وسائل الإسعاف اللازمة.
عدم حمل العاملين فى المطاعم شهادات صحية
تحتوى المنشأة السابقة على عدد من المطاعم الصغيرة ولا يحمل أغلب العاملين فيها شهادات صحية تؤكد قدرتهم على العمل وسلامتهم الصحية، ولم يختلف الأمر كثيرا فى بقية المنشآت التجارية التى قمنا بزيارتها فى نفس المنطقة بل أن بعضها يفتقر حتى إلى هذه الإمكانات، ولا يوجد بها أدوات الإنذار من الحريق.
أما فى منطقة "وسط البلد" وداخل إحدى المنشآت المخصصة لبيع أجهزة الكمبيوتر والهاتف المحمول، فلم تطبق الاشتراطات اللازمة خاصة مع تعامل العاملين مع الأجهزة وتوفير سبل لحمايتهم.
فالمكان يخلو من اشتراطات السلامة الخاصة بحماية العاملين من الاصطدام بشىء أو التعرض لإصابة بالصعق الكهربائى أو غيره من الأدوات، كما يفتقر إلى وجود عدد كافٍ من الحماية من وسائل الحماية من الحرائق.
غياب طفايات الحريق
فى منطقة مصر الجديدة، فمنشأة الأولى التى قمنا بزيارتها والمختص ببيع أجهزة الكمبيوتر والتليفون المحمول، لا توجد به بوابة إلكترونية أو موظفين مختصين بتفتيش الزائرين إضافة إلى أنه لا توجد طفايات حريق فى كل الأدوار أو مخارج للطوارئ.
الأمر نفسه بإحدى المنشآت الخاصة ببيع الملابس والأدوات المنزلية تلاصقت المحال التجارية، ولم تتوفر شروط السلامة الخاصة بالعاملين أو المنشأة سواء بالحماية من الحرائق أو الأحداث الطارئة.
على الجانب الآخر، قال أحد المسئولين بوزارة القوى العاملة تحتفظ "اليوم السابع" باسمه، إن حوادث الحرائق المتكررة التى تحدث على مستوى الجمهورية، فى المنشآت التجارية يعود سببها إلى عدم تطبيق شروط الحماية التى من المفترض تطبيقها ويعود ذلك إلى الحصول على ترخيص الإنشاء والبدء فى التشغيل دون تطبيق شروط السلامة المهنية، اعتمادا على الحصول على مهلة زمنية للتطبيق وهو ما لا يحدث، وتبدأ المنشآت فى العمل دون تطبيق الشروط المفترضة.
20 جهازا حكوميا لا يطبق مواصفات السلامة
وأكد أن الجولة التى قام بها المسئولون بوزارة القوى العاملة كشفت عن وجود 29 منشأة تجارية (29 مول) غير مطبق للاشتراطات اللازمة و20 جهازا حكوميا لا يطبق المواصفات أيضا.
فيما قال سمير رجب خبير السلامة والصحة المهنية إن سبب هذه المشكلة يعود إلى عدم تطبيق الاشتراطات اللازمة والاعتماد على المهلة التى يضعها جهاز الحماية المدنية فى تنفيذ الإجراءات مما يصعب من تطبيق العقوبات على المخالفين بحجة قيامهم بتغييرها.