وائل السمرى يكتب:وزارة الثقافة تغيير أم تدمير؟..النبوى يفرغ الوزارة من الكفاءات ويأتى بمن يدافعون عن الإخوان فى محافل دولية ليترأسوا العمل بالوزارة ويتعمد الإطاحة بالناجحين لكى لا يزاحموه فى المنصب

الإثنين، 20 يوليو 2015 07:45 م
وائل السمرى يكتب:وزارة الثقافة تغيير أم تدمير؟..النبوى يفرغ الوزارة من الكفاءات ويأتى بمن يدافعون عن الإخوان فى محافل دولية ليترأسوا العمل بالوزارة ويتعمد الإطاحة بالناجحين لكى لا يزاحموه فى المنصب الدكتور عبد الواحد النبوى وزير الثقافة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقول الدكتور عبد الواحد النبوى وزير الثقافة كلاما فى ظاهره الرحمة وفى باطنه العذاب، يقول إنه يريد تجديد دماء الوزارة، لكنه فى حقيقة الأمر يجفف دماء الوزارة، يقول إنه يريد إعطاء فرصة للشباب، لكنه فى حقيقة الأمر يبدد أحلام شباب المثقفين فى بيئة ثقافية فاعلة، ويقول إن الوزارة تتصدى للإرهاب فى حين أنه يبادر بإعلان خسارتنا للمعركة بتفريغ الوزارة من أسلحتها فى مواجهة الإرهاب، فإلى الآن لا نعرف لوزارة الثقافة التى تعتبر رأس الحربة فى مواجهة الإرهاب خطة استراتيجية لتغيير الأفكار الهدامة وإذكاء روح المواطنة، وكل ما نعرفه عن الوزارة هى أنها تتبع منهجا محكما لتفريغ الوزارة من قياداتها الناجحة، دون تبصر أو تدبر، وهو ما تأكد منه المثقفون الآن معلنين ثورتهم على الوزير بعد تداول أنباء عن الإطاحة بالدكتور أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب.

ولكى لا يختلط الأمر على البعض فإننا فى البداية نؤكد على حق الوزير فى أن يأتى بمن يرى أنهم سيساعدونه فى عمله وخطته، لكن للأسف إلى الآن لم نعرف للوزير منهجية فى العمل أو خطة، وبالنظر إلى التغييرات التى أجراها الوزير نرى أن الوضع يتجه دائما إلى الأسوأ أو على الأقل إلى المجهول، فمنذ مجىء الوزير وهو يفتعل المعارك مع قيادات الوزارة لأسباب معلومة وهى أنه يشعر أنه أكثر منه خبرة وتحققا، وقد كانت البداية بالدكتور أحمد عبد الغنى الرئيس السابق لقطاع الفنون التشكيلية، حيث تعمد الوزير إحراج "عبد الغنى" أمام موظفيه وكتب على صفحة الوزارة بموقع التواصل الاجتماعى ما دار بينه وبيه رئيس القطاع بشكل اعتبره عبد الغنى "مسيئا وكذبا" واعتبره المتابعون "تهورا وعدم تقدير للمسئولية" فتقدم عبد الغنى باستقالته، وليردد أتباعه فيها بعد بأن الوزير تعمد التضييق عليه لتقديم استقالته لأن عبد الغنى كان مرشحا بقوة لتولى الوزارة قبل النبوى، وأنه قابل بالفعل المهندس إبراهيم محلب أثناء تشكيل الحكومة، ولهذا عصف به النبوى أوى ما عصف.

براحة واطمئنان نستطيع أن نقول إن ما يفعله الوزير الآن هو تدمير وليس تغييرا، فقد أطاح الوزير بالدكتور محمد عفيفى رئيس المجلس الأعلى للثقافة دون إبداء أسباب تقنع الوسط الثقافى، وهو ما فتح الباب أمام التفسيرات التى لا نستطيع تأكيدها لكننا أيضا لا نستطيع نفيها، فقال البعض إن سبب الإطاحة هو شعور النبوى بأنه أقل من "عفيفى" لأنه عفيفى كان فى لجنة الترقية التى منحت النبوى درجة الأستاذية، وقال آخرون إن النبوى يخشى من تعيين عفيفى وزيرا خلفه ولهذا أطاح به، وبعيدا عن التفسيرات فإنه كما قلنا مسبقا فإن يحق للوزير اختيار القيادات التى تعاونه، لكن هذه الاختيارات أصابت الوسط الثقافى بالصدمة، فقد كان السؤال الأهم عند تولى النبوى الوزارة هو: من هذا الوزير الجديد؟ وظل السؤال على حاله عند إجراء كل تغيير؟ فأتى النبوى بالدكتور أبو الفضل بدران أمينا عاما للمجلس الأعلى للثقافة وهو "المجهول" عند معظم المثقفين، والذى يتردد أنه يرأس جمعية ثقافية محلية بالتعارض مع أعراف الوزارة التى تمنع الجميع بين العمل العام والعمل الخاص خاصة إذا ما كانا فى نفس المجال، وقد ظهرت بوادر الارتباك على أداء المجلس عقب تولى بدران فإعلانه أن المجلس سينفتح فى الفترة القادمة على المحافظات، وسيقيم ندواته فى الأقاليم، فى خلط واضح بين دور المجلس الأعلى للثقافة ودور الهيئة العامة لقصور الثقافة، وتأتى هذه السياسية العشوائية الجديدة متوافقة تماما مع ما أعلنه النبوى قبيل تعيين أبو الفضل بدران، فقد قال إنه من حق الأقاليم أن تتولى المناصب القيادية وأنه سيأتى بأستاذ من جامعة إقليمية لرئاسة المجلس الأعلى للثقافة، وهو ما يؤكد أن الوزير لا يهمه المضمون ولكن يهمه "الشو الإعلامى" وكأن الوزير على أبواب انتخابات مجلس الشعب وليس على أبواب وزارة من أهم الوزارات فى مصر.

أما الكارثة الكبرى فى انحيازات وزير الثقافة تكمن فى تفضيله الدائم لأصحاب المنهج المحافظ وهو "الخطيئة" التى أوقعته فى "مصيبة" كبرى بتعيينه للدكتور سيد على إسماعيل رئيسا للمركز القومى للمسرح، وهو المعروف بدفاعه عن الإخوان داخل مصر وفى المحافل الدولية، وفى هذا واقعة مشهودة حدثت فى مهرجان المسرح العربى فى الشارقة وتعود تفاصيل هذه الواقعة إلى الندوة التى أعقبت عرض مسرحية "حلم بلاستيك" للمخرج شادى الدالى حيث وقف المخرج المسرحى الكبير "عصام السيد" متحدثا عن العرض المصرى قائلا: إن هذا العرض الذى يتحدث عن أحلام الشباب الثورى تحدى الديكتاتورية والفاشية الدينية أثناء حكم الإخوان" فرد عليه الدكتور سيد على إسماعيل قائلا إن زمن الإخوان لم يكن ديكتاتوريا ولا رجعيا وأنه كان زمانا للحرية، وأنه كان ممنوعا من التدريس فى الجامعة ولم يدرس فيها إلا فى زمن الإخوان، وفى الحقيقة فإن هذه الواقعة ليست الوحيدة التى توصم اختيار الدكتور سيد على إسماعيل رئيسا للمركز القومى للمسرح وهو المركز الذى مخول بحكم قرار إنشائه بالحفاظ على تراث مصر المسرحى، فقد اعترف الدكتور سيد على فى إحدى ندوات المجلس الأعلى للثقافة بأنه قدم رشوة لأعضاء لجنة الجرد فى التسعينيات لكى يمنحوه "نصف عربية نص نقل" محملة بالوثاق كانت فى طريقها للحرق، ثم قال إن الوحيد الذى يعلم هذه المعلومة هو الدكتور عبد الواحد النبوى الذى طلب منه أنه يعيد هذه الوثائق إلى دار الكتب فرفض ثم طلب منه نشرها فى كتاب فوافق.

مرة ثالثة أؤكد أنه من حق الوزير اختيار من يعاونه فى قيادة الوزارة لكن إن كانت هذه هى عينة اختيارات الوزير، فإننا نؤكد أنه يدمر مستقبل الثقافة فى مصر ويضع من سيخلفه فى أزمة كبيرة، ولهذا فإننى أرى أن ثورة المثقفين على وزير الثقافة بعد تداول أنباء عن الإطاحة بأحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب ثورة عادلة، فالجميع يعلم أن مجاهد من أهم وأكفأ قيادات الوزارة وأنه صاحب مكانة مرموقة على المستوى الأكاديمى والإدارى والثقافى، وأنه رجل دولة يعمل فى أحلك الظروف على أكمل وجه وأنه استطاع أن يجدد دماء هيئة الكتاب وأن يستغل مواردها بالطريقة المثالية، وأنه من القليلين فى الوزارة الذين يعملون وفق خطة طموحة ومدروسة دون النظر إلى التغييرات السياسية وأنه وقف أمام جبروت الإخوان ووزيرهم "علاء عبد العزيز" بكل ما أوتى من قوة، فى الوقت الذى اختفى فيه النبوى عن اعتصام وزارة الثقافة مؤثرا الصمت.


موضوعات متعلقة..


- جبهة الإبداع تتهم "النبوى" بتفريغ "الثقافة" من قياداتها وتطالب بإقالته

- مثقفون يرفضون قرار "الثقافة"بتطبيق التصنيف العمرى على السينما..تليمة:قرار حكومى وبيروقراطى..عبد المنعم رمضان:مخالف للواقع والشباب يلجأون لـ"النت"..سعيد الكفراوى:تدخل من الدولة..الوردانى:ليس حلا مناسبا










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة