ابن الدولة يكتب: من يمول الإرهاب وحربه القذرة ضدنا؟.. هناك مؤشرات على دور قطر وتركيا وجهات مجاورة تقدم الدعم اللوجستى والملاجئ الآمنة للإرهابيين.. وسيأتى يوم لإعلان حجم ما تحمَّله جيشنا للمواجهة

الهجمات الإرهابية التى وقعت يوم الأربعاء على عدة مستويات وأكمنة فى وقت واحد كانت تهدف إلى إثارة الرعب وإرهاب القوات ورفع أعلام داعش السوداء. لكن ما جرى أن الإرهابيين للمرة الأولى أصابهم الرعب وتساقطوا مثل الذباب، وهرب منهم كثيرون وأصيب آخرون. وهنا مكان السؤال كم عدد الإرهابيين الذين سقطوا فى أيدى قواتنا أحياء وهل يمكن أن يمثل هؤلاء جزءا من معلومات مهمة نحتاج لمعرفتها عن الجهات التى تمول وتدرب هؤلاء المرتزقة؟ ولدينا عينات من هؤلاء الإرهابيين سوف تمثل قاعدة بيانات مهمة للمرحلة المقبلة.

بالطبع فإن الفحص والتحليل لجثث الإرهابيين أو استجواب الأحياء منهم سوف يكشف عن جنسيات الإرهابيين وإلى أى دول ينتمون، كما سوف يكشف التحليل والاستجواب عن معلومات مهمة قد تزيح الستار عن شكوك موجودة تحتاج لتأكيدات. نحن أمام قوات مرتزقة تقتل وتهاجم لصالح من يدفع. وهذه المرة سوف يقودنا الإرهابيون إلى خيوط مهمة، وإن كانت هناك معلومات مؤكدة ومعروفة عن شبكات اتصال وإعلام وتمويل بين الدوحة وإسطنبول وغزة وكلها لها خطوط وامتدادات داخل إسرائيل، التى ظلت بمأمن من هجمات داعش وبيت المقدس طوال الوقت، ولم يحدث أن أصدر داعش أى بيانات يهدد فيها بعمليات ضد إسرائيل.

ومن تأمل حجم ميليشيات بيت المقدس وتسليحها والعربات التى تستخدمها وكلها عربات حديثة وبالرغم من تدمير أعداد كبيرة منها فى المطاردات، إلا أنها تعود لتظهر الأمر الذى يؤكد وجود خطوط إمداد متاحة تعوض الإرهابيين بالأسلحة والانتقالات والأدوات الحديثة. وهى إمكانات لايمكن أن تقوم بها إلا دول وأجهزة استخبارات وإمكانات مادية ضخمة، ومن السذاجة تصور أن تكون هذه الميليشيات المدربة مجرد إرهابيين محليين تجمعوا لارتكاب هجمات فى مواجهة أكبر جيوش المنطقة.

لدينا مؤشرات على دور لقطر وتركيا وهناك جهات مجاورة تقدم الدعم اللوجستى والأماكن الآمنة للهروب. وربما تتكشف بوضوح خطوط السير وخطط التحرك من متابعة الهاربين والمقبوض عليهم من الإرهابيين. لكن المعلومات ربما لن تضيف كثيرا، لأن الجهات التى تقف وراء هذه العمليات الإرهابية، وهى عمليات تتجاوز أهدافها إيقاع خسائر بالقوات لكنها جزء من مخطط واسع يجرى علنا فى المنطقة ومصر جزء من هذا الهدف، بل هى الجزء الأهم والأخطر بالنسبة لهذه التنظيمات. ولهذا كان حجم الإنفاق وأعداد القوات وهناك معلومات فى هذا السياق يرفض الجيش إعلانها لأسباب استراتيجية وهى معلومات تكشف عن حجم العداء والهجمات الإرهابية. ربما يأتى يوم لإعلان حجم ما أنفق من أجل إسقاط الدولة وتفكيكها وانتزاع سيناء لبدء عملية إعادة تقسيم المنطقة وهى خطط لم تعد بحاجة إلى ذكاء لاكتشافها وهى تدور علنا.

والحرب القذرة التى تدور طوال أعوام وهى هجمات ومخططات كانت موضوعة وتصور أطرافها أنها ستنفذ بلا عنف من خلال جماعة الإخوان والتنظيمات الجاهزة لتعمل لصالح من يدفع. هناك أطراف تدفع بسخاء من أجل هذه الحرب القذرة ضد مصر. سيأتى يوم لنتعرف عليها، لكن المهم أن الشعب المصرى يعرف هذه التحديات بفطرته، ويساند جيشه ويثق فيه لعلمه أنه يواجه حربا قذرة وسوف ينتصر فيها.

موضوعات متعلقة:

- ابن الدولة يكتب: كيف نكسب الحرب ضد الإرهاب وضد المتربصين والكاذبين؟.. مساندة قوات الجيش والدولة وقت الحرب أمر لا يحتمل الهزار أو اللعب أو العبث

- ابن الدولة يكتب: كيف نكسب الحرب على الإرهاب؟.. الحرب على الإرهاب ليست جولة يوم وليلة لكنها حرب طويلة وممتدة لأنها حرب خفافيش وليست حربا نظامية

- ابن الدولة يكتب: الكلمات الحاسمة.. ملف القوانين التشريعية سيكون هو الثورة القادمة.. وكلمة الرئيس أثناء جنازة النائب العام يمكن اعتبارها مؤشرا على تحولات مهمة فى الفترة المقبلة

- ابن الدولة يكتب: مصر لن تخضع لإرهابكم.. ولا لإرهاب الباحثين عن مصالحة مع الإخوان.. المحاولات الخسيسة الغادرة لاستهداف رجال الجيش والقضاء والشرطة لا تفعل بأبناء هذه المؤسسات سوى أنها تزيدهم قوة